الربوة، خانق طبيعي ومنتزه بين سفح جبل قاسيون الغربي وسفح جبل المزة الشرقي، إلى الغرب من سهل دمشق. كانت منطقة الربوة وما تزال مقصداً للمتنزهين لما تميّزت به من غنى في المياه، حيث يمر فيها نهر بردى وفروعه ثورا ويزيد في سفح جبل قاسيون، ونهر بانياس والمزّاوي والداراني في سفح جبل المزة، وبردى في الوادي بين هذا وذاك. سمّي جبل قاسيون في هذا الموقع بجبل الجنّك أما سفح جبل المزة فيعرف بجبل الدف، لكثرة ما كان فيه من دفوف مزروعة بالزعفران.
تاريخ المنطقة
أحرقت منطقة الربوة أيام حصار الصليبيين لمدينة دمشق سنة 1148 وأكمل الجيش الإنكشاري على ما تبقى منها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر للهجرة. لم يبق من أثارها اليوم سوى كتابة فاطمية منقوشة على بقايا صخرة المنشار العائدة إلى زمن خلافة المنتصر بالله الفاطمي. وقد تحولت المنطقة اليوم إلى تجمع مقاه ومطاعم وفيها قصر الأمير محمّد سعيد الجزائري، حاكم دمشق في الفترة الانتقالية بين خروج العثمانيين ودخول القوات العربية في أيلول 1918.
وصف الربوة
وصف الرحالة القدماء منطقة الربوة بأبهى الأوصاف، وقال فيها ابن بطوطة: من أجمل مناظر الدنيا ومنتزهاتها، وبها القصور المشيّدة والمباني الشريفة والبساتين البديعية.” وقال فيها ابن طولون الصالحي: “الربوة أعظم منتزهات دمشق، كان بها أربعة مساجد ومدرسة، وكثير من القصور والأبنية على طرفي واديها.