المدرسة الأتابكية، وتُعرف أيضاً باسم المدرسة التابتية الشافعية، تقع خارج سور دمشق القديم في جادة المدارس بمنطقة الصالحية، يحدها من جهة الغرب دار الحديث الأشرفية، ومن الشرق حمام العرائس والتربة الخاتونية. بنتها في القرن الثالث عشر الميلادي تركان خاتون زوجة الملك الأشرف موسى بن الملك العادل ودفنت فيها بعد وفاتها. يذكر الشيخ عبد القادر بدران أنه شاهد قبرين فيها، أما اليوم فقد اندثرا وزالت معالمها، وتحول المكان إلى مسجد صغير تعلوه مئذنة.
وصف المدرسة
المدخل: غائر يُنزل إليه بسبع درجات؛ وهو الأجمل في البناء، بني من الحجر الأبلق، يعلو بابه عقد مدبب مؤلف من قطع حجرية معشقة (مزررة)، وقد نُحت على حجر القفل حلقة تزيينية مستديرة كتب عليها عبارة: “مسجد الأتابكية.” يعلو المدخل مقرنص ذو حنايا تتشكل من خمسة صفوف ينفرد الصف الثالث فيها بحنايا محززة كسرت رتابة إيقاع السطوح الملسا كما هي العمائر الأيوبية الأخرى، وعلى جدار الباب الأيمن توجد لوحة رخامية تحتوي على نص تأسيسي بخط ثُلث يتضمن كتابة نصها: “المدرسة الأتابكية أنشأتها تركان خاتون زوجة السلطان الملك الأشرف الأيوبي سنة 640هـ -1243م”
الباحة: يفضي بك المدخل لباحة سماوية بشكل شبه منحرف، أرضها من بلاط الموزاييك الحديث، جزء كبير منها أصبح مسقوف بالألواح معدنية أو بالعروق الخشبية التقليدية، ليُظهر ذلك بأن تغيراً حصل في وظيفة هذه الباحة من مساحة مكشوفة إلى فراغات مغطاة تستخدم للصلاة، يطل على هذا الصحن المصلى وفراغات مخصصة للوضوء.
المأذنة: تقع في الزاوية الشمالية الغربية للباحة حيث يوجد درج حجري يوصل إلى شرفة خشبية ترتكز على الجدار الغربي حيث يوجد باب درج المئذنة؛ وهي مربعة البناء متقشفة في عمارتها وهي ذات جذع مربع بأبعاد (3.9× 3.9 م) مبني من الآجر استخدمت الطينة العربية والكلسة في إكسائها؛ بارتفاع إجمالي 27م تقريباً. وقد رممت المأذنة أكثر من مرة، مرة إثر زلزال دمشق الشهير سنة 1759. في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول. وفي عام 2006 حين تم وضع مشروع تأهيل المدرسة وترميمها شمل إعادة بنا القبة وفق الشكل الأصلي وترميم المئذنة .
المصلى: يتصدر الباحة من الجهة الجنوبية مصلى مستطيل الشكل، جدرانه المطلة على الساحة مكونة من 12 مدماكاً من الحجر المنحوت الأصفر ماعدا المدماكين التاسع والحادي عشر فهما بلون أسود ينتهي بمدماك منحوت بارز. وهو مصلى بسيط تبلغ أبعاده (5.5×6م)، ويتوضع على جداره الجنوبي محراب بسيط وكتبية ذات ساكف قوسي مدبب.
القبة: يجاور المصلى من جهة الشرق فراغ مربع بأبعاد (6.5×6.5 م) كان سابقاً قبة، ويظهر ذلك من خلال الدعامات المتوضعة في زوايا الفراغ ترتكز عليها أقواس تحمل رقبة القبة الثُمانية؛ كان للقبة شباكان في الحائط القبلي يطلان على بستان؛ وشباكان يطلان على دمشق، وقد تهدم أعلاها، أما أساس القبة التي بنيت من أجله فهي كانت عبارة عن تربة فيها قبران، وبساحتها بئر يجتمع الماء فيه من نهر يزيد وعليه مضخة تجذب الماء إلى الأعلى. تم إزالة الجدار الفاصل بين المصلى والقبة؛ وإزالة القبر وجعل الحرم مع القبة واحداً للصلاة، ثم سقطت القبة واستبدل بها سقف من الخشب والطين، إلا أنه أعيد بناء هذه القبة في عام 2006.
أهم من درس فيها
يذكر أن أول من درَّس بها تاج الدين أبو بكر بن طالب المعروف بالإسكندري وبالشحرور، إضافة إلى العلماء: