رفيق رزق سلّوم (1891 6 أيار 1916)، محامٍ وشاعر سوري من مدينة حمص، كان أحد مؤسسي المنتدى الأدبي في إسطنبول وانتخب نائباً لرئيسه سنة 1909. أُعدم شنقاً في دمشق بأمر من قائد الجيش الرابع جمال باشا يوم 6 أيار 1916.
البداية
ولد رفيق سلّوم في مدينة حمص ودَرَس في المدرسة الروسية الابتدائية. توسم فيه مطران حمص اثناسيوس عطاء الله النُبوغ، فرسمه راهباً مبتدئاً وأرسله إلى المدرسة الإكليريكية البلمندية، ليدرس فيها العلوم اللاهوتية. عاد إلى حمص، وأقام في دار المطرانية الأرثوذكسية، ولكنه سرعان ما قرر خلع ثوب الرهبنة والذهاب إلى الكلية السورية البروتيستانتية (الجامعة الأميركية في بيروت) لإكمال تعليمه. وضع أولى رواياته “أمراض العصر الحديث” وهو على مقاعد الدراسة ثم توجه إلى إسطنبول لدراسة الحقوق.
العمل في الصحافة
وصل رفيق سلّوم إلى عاصمة الدولة العثمانية عام 1908، وصار يُراسل كبرى الصحف العربية مثل المقتطف والمقتبس والمفيد ومجلة لسان العرب التي كان يصدرها المنتدى الأدبي في إسطنبول. انضم رفيق سلوم إلى المنتدى وانتخب نائباً لرئيسه المحامي اللبناني عبد الكريم خليل سنة 1909. وعَمل محرراً في جريدة الحضارة التي كانت تصدر عن الشيخ عبد الحميد الزهراوي. وفي هذه الفترة من حياته، وضع كتاباً جامعاً في الاقتصاد بعنوان “حياة البلاد في علم الاقتصاد.” ولمّا أنهى دراسة الحقوق كان يجيد اللغات العربية والروسية واليونانية والتركية.
اهتمامات موسيقية
كان لرفيق سلّوم ولع وهواية بالموسيقا، فأتقن العزف على آلات القانون والعود والكمان والبيانو
الاعتقال والإعدام
في عام 1914، دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى، وسيق رفيق سلّوم إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني. اعتُقِل يوم 27 أيلول 1915 بتهمة معارضة الدولة العثمانية، ونُقل إلى الديوان الحربي في عاليه، حيث حُكم عليه بالإعدام شنقاً مع رئيس المنتدى الأدبي عبد الكريم خليل. ولما صدر الحكم، بعث برسالة مؤثرة إلى والدته وصف ما ذاقه من تعذيب في أثناء توقيفه واستجوابه، وذكَر أسماء الأشخاص الذين وشوا به وسامحهم. وأوصى أن تُكتب على قبره الأبيات الآتية:
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدّا
فإن أكلوا لحمي وفَرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا
وإن ضيّعوا غيبي حفظت غيوبهمم وإن همُ هوُوا غيّي هَوِيتُ لهم رشدا
وإن زجروا طيراً بنحس تمر بي زجرت لهم طيراً تمر بهم سعدا
أعدم عبد الكريم خليل أولاً في بيروت سنة 1915 ونُفذ حكم الإعدام برفيق سلّوم بساحة المرجة بدمشق يوم 6 أيار 1916، وكان معه عدد من أحرار العرب مثل شفيق مؤيد العظم ورشدي الشمعة وشكري العسلي وصديقه عبد الحميد الزهراوي. في مذكراته، يصف فؤاد أردن، رئيس أركان الجيش الرابع العثماني، موقف رفيق سلّوم أمام الموت قائلاً: “سار إلى المشنقة بخطوات ثابتة سريعة فما إن تلقاه المأمور الذي تولى شنقه حتى رمى طربوشه على الأرض ولكن رفيقاً صاح به غاضباً: “ردوا الطربوش. لا يحقّ لكم أن ترموه على الأرض!” فأذعنوا لطلبه ووضعوه على رأسه ولم يلحظ آنئذٍ أن الطربوش تلطخ بالتراب، ولو لا حظ لصاح بهم: “نظفوا طربوشي من الغبار!”