زكي الحلبي (1897 – 26 تشرين الأول 1926)، ضابط سوري من دمشق، خدم في الجيش العثماني وشارك في الحرب العالمية الأولى. وبعد سقوط الحكم التركي في سورية كان أحد مؤسسي الجيش السوري وشارك في معركة ميسلون مع وزير العربية يوسف العظمة يوم 24 تموز 1920. تسلّم قيادة درك حوران في مطلع عهد الانتداب الفرنسي قبل انضمامه إلى الثورة السورية الكبرى واستشهاده في معاركها بعد أيام معدودة من العدوان الفرنسية على دمشق في تشرين الأول 1926.
البداية
ولد زكي الحلبي بدمشق وهو سليل عائلة دمشقية معروفة. دَرس العلوم العسكرية في إسطنبول والتحق بالجيش العثماني وعُيّن في جبهة البلقان. ومع بداية الحرب العالمية الأولى عُيّن قائداً للحملة العثمانية في اليمن. عاد إلى دمشق عشية انسحاب الجيش التركي عنها في أيلول 1918 وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية.
معركة ميسلون
وفي 24 تموز 1920 شارك الحلبي في معركة ميسلون إلى جانب وزير الحربية يوسف العظمة، والتي كانت نتيجتها هزيمة الجيش السوري وخلع فيصل الأول عن العرش مع فرض الانتداب الفرنسي على سورية. سرح الحلبي من الخدمة العسكرية وحلّ الجيش السوري يومها بأمر من المفوض السامي الفرنسي هنري غورو.
في زمن الانتداب
التحق بعدها بسلك الدرك وعُيّن قائداً لقوة الدرك في حوران ولكنه فُصل من الخدمة يوم في 21 آب 1920، بعد مقتل رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن باشا اليوسف أثناء مرورهم بقرية خربة غزالة. ودارت شبهات عند الفرنسيين حول تورطته في هذه الحادثة، أو عدم اعتراضه لها نظراً لقربه من مشايخ المنطقة ووجهائها.
استشهاده في الثورة السورية الكبرى
تمكن الحلبي من إثبات براءته من جريمة خربة غزالة، وفي تموز 1925 أنضم إلى قوات سلطان باشا الأطرش إثر قيام الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين. عينه الأطرش رئيساً للتنظيمات العسكرية في غوطة دمشق، مسؤولاً عن تنسيق عملية اقتحام العاصمة من قبل الشيخ محمد الأشمر وحسن الخرّاط في 18 تشرين الأول 1925. ردّت فرنسا بعنف مفرط وقصفت دمشق بالمدفعية، وبعدها بثمانية أيام، قتلت ركي الحلبي في قرية وعرة زاكية يوم 26 تشرين الأول 1926.