صالح من محمد المحبك (1911-1954) موسيقار سوري من حلب، لحّن عدد كبير من الأناشيد الوطنية في زمن الانتداب الفرنسي وكان أشهرها في سبيل المجد نحيا ونبيد، قبل أن يتخصص بالإنشاد الديني ويُصبح من أشهر مقرئي سورية في أربعينيات القرن العشرين.
البداية
ولد صالح المحبك في حلب وكان والده يعمل في الجامع الأموي الكبير، حيث حفظ القرآن على يده. عمل في الجامع الأموي في مطلع شبابه ثم في فرع حلب من مكتبة مجمع اللغة العربية. مال إلى الموسيقا وتتلمذ على يد إحدى مغنيات حلب التي علمته العزف على العود وبات يرافقها في حفلاتها في الأندية والملاهي الليلية. أنتسب بعدها إلى نادي التمثيل والموسيقا ودرس على يد الملحن أحمد الأوبري والشيخ علي الدرويش وتعلم منهما أصول الغناء الشرقي القديم. وفي سنة 1929 دعته المطربة العراقية فيروز إلى بغداد ليعمل مع فرقتها.
مرحلة الاحتراف
مثّل صالح المحبك سورية في مؤتمر الموسيقا الذي دعا إليه الملك فؤاد الأول في القاهرة يوم 16 آذار 1932 وغنى فيه موشحاً لأبى خليل القباني بعنوان كلما رمت ارشاقا. وعند وفاة ملك سورية الأسبق فيصل الأول في أيلول 1933 (الذي كان يومها ملكاً على العراق)، لحن المحبك أنشودة “في ذمة الأوطان” في رثائه ودعي لتقديمها في بغداد. وبعد عودته إلى سورية انصرف لتلحين الأناشيد الوطنية وعمل مع الزعيم الوطني إبراهيم هنانو الذي لحن له نشيد “يا زعيم الشرق” عند وفاته سنة 1935. ومن أناشيده الوطنية نشيد ميسلون ونشيد “يا فلسطين مضى عهد الرقاد” اعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي وفور خروجه من السجن، لحن نشيد في سبيل المجد نحيا ونبيد الذي نظمه الشاعر عمر أبو ريشة وأصبح من أشهر الأناشيد الوطنية السورية.
مرحلة الإنشاد الديني
دخل صالح المحبك في مرحلة تدين وهو في الثلاثين من عمره فترك الغناء في النوادي الليلية وسافر إلى مصر لدراسة القراءات السبع والتعمّق بالإنشاد الديني. استقر بعدها بدمشق وأصبح من أشهر مقرئيها، وكانت له تسجيلات تُبث أسبوعياً عبر الإذاعة السورية عند تأسيسها سنة 1947. كما سافر إلى فرنسا لتسجيل أربع تلاوات قرآنية وبقيت ألحانه القديمة في متناول المطربين السوريين وقد غنى له عدد منهم، وفي مقدمتهم فتى دمشق.
الوفاة
عمل صالح المحبك مدرساً في معهد الموسيقى الشرقية الذي أسسه فخري البارودي بدمشق، وتوفي في تشرين الأول 1954.