صبري بن محمد القباني (1908-1973)، طبيب سوري من دمشق ورائد الصحافة الطبيّة في الشرق الأوسط، أسس وترأس تحرير مجلّة طبيبك من سنة 1956 ولغاية وفاته عام 1973. كانت طبيبك من أنجح المجلات السورية وحققت رواجاً كبيراً في معظم الدول العربية.
البداية
وُلِد صبري القباني في دمشق وهو سليل الجناح الفقير من عائلته القباني المعروفة. درس في المدارس الحكومية ونال شهادة في الطب من الجامعة السورية سنة 1931. عَمل طبيباً في الجيش العراقي طيلة تسع سنوات قبل عودته إلى دمشق سنة 1940 لافتتاح عيادة خاصة في محلّة السنجقدار. ترشّح في الانتخابات النيابية سنة 1947 ولم ينجح فتفرّغ للتدريس الجامعي وكتابة المقالات في الصحف السورية. وفي سنة 1949 عُيّن طبيباً خاصاً لحسني الزعيم، قائد الانقلاب الأول في سورية، كان وسيطاً بينه وبين أنطون سعادة، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جاء إلى دمشق هرباً من مذكرة اعتقال في لبنان وحصل على لجوء سياسي.
مجلّة طبيبك
بدأ القباني نشاطه الإعلامي عبر برنامج “طبيبك خَلف المذياع” الذي بث عبر أثير إذاعة دمشق في مرحلة الخمسينيات وفي تشرين الثاني 1956 أسس مجلّة طبيبك الشهرية التي حقّقت نجاحاً باهراً في سورية وأصبحت توزع في لبنان والعراق ووصلت حتى إلى السودان والسعودية. أدخل عليها أبواب ثابتة مثل “تاريخ الطب” و”جمالك سيدتي،” إضافة لقسم “طبيبك في خدمتك” الذي صار من خلاله القباني يُجيب على رسائل القُراء في كلّ المواضيع. تحدث بإسهاب عن الدواء والرضاعة والإنجاب، عن النظافة في المنزل، وعن أمراض شائعة مثل السُمنة. شجّعت وصفاته الطبيّة كبرى شركات الدواء العالمية بأن تعلن في مجلّة طبيبك، ما حقق له نجاحاً مادياً قلّ نظيره في عالم الصحافة وأدى إلى إغلاق عيادته الطبية والتفرغ كلياً للمجلّة.
مؤلفاته
وضع صبري القباني عدة مؤلفات طبية ناجحة في حياته، جميعها من روح مجلّة طبيبك، مثل جمالك سيدتي (1969) والغذاء…لا الدواء (1971)
الوفاة
توفي الدكتور صبري القباني في بيروت عن عمر ناهز 55 عاماً في نيسان 1973 وخلفه في إدارة طبيبك نجله الدكتور سامي القباني، أحد أشهر أطباء الجراحة القلبية في سورية.