عسكريون

فيصل الأتاسي

من قادة الانقاب على الرئيس أديب الشيشكلي (1954)

العقيد فيصل الأتاسي

فيصل بن مظهر الأتاسي (1917- 15 آذار 1998)، ضابط سوري من حمص وأحد الآباء المؤسسين للجيش السوري. خاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948 وكان أحد قادة الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس أديب الشيشكلي عام 1954.

البداية

ولد فيصل الأتاسي في حمص وهو سليل عائلة سياسية كبيرة. دَرَس في مدارس حمص الحكومية وانتسب إلى الكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1938. التحق بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي في سورية وتدرج في المواقع العسكرية لغاية انشقاقه عن الفرنسيين في أعقاب قصفهم للعاصمة دمشق يوم 29 أيار 1945. حمل السلاح مع ثوار آل الدندشي في معركة تلكلخ  وشارك في محاصرة الثكنات الفرنسية ورفع العلم العربي فوق رايتها. حكمت عليه فرنسا بالإعدام، وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945، كان فيصل الأتاسي من أوائل ضباطه.

مرحلة الانقلابات (1949-1951)

خاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948 ورفض المشاركة في انقلاب حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي يوم 29 آذار 1949. تمسك بشرعية حكم القوتلي وعدّ الزعيم متهوراً وعميلاً، وفي 14 آب 1949 شارك في الانقلاب العسكري الذي أطاح به وأعدمه رمياً بالرصاص. عُيّن آمر لحامية اللاذقية سنة 1950، بعد انتخاب عمّه هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، خلفاً لحسني الزعيم. ولكنّه عاد واصطدم مع رفاقه العسكر عند انقلاب أديب الشيشكلي في 29 تشرين الثاني 1951، والذي استقال بسببه هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية.

الانقلاب ضد الشيشكلي

حكم الشيشكلي البلاد بداية عبر صديقه اللواء فوزي سلو، الذي نُصّب رئيساً للدولة في كانون الأول 1951. وفي تموز 1953، تولى الشيشكلي مقاليد الحكم بشكل مباشر وولدت معارضة منظمة ضده في حمص – مسقط رأس فيصل الأتاسي – خاضها عمّه الرئيس الأسبق هاشم الأتاسي. أوعز الرئيس الأتاسي إلى “الشرفاء من ضباط الجيش” بالتمرد والعصيان لإسقاط حكم الشيشكلي، وعدّ عهد ديكتاتورياً ومخالفاً للشرعية الدستورية. لبّى العقيد فيصل الأتاسي نداء الرئيس هاشم الأتاسي ومن موقعه في قيادة حامية حلب انتفض ضد حكم الشيشكلي ، بالتعاون من قائد المنطقة الشرقية العقيد أمين أبو عساف وآمر منطقة حوران العقيد عمر قباني والنقيب مصطفى حمدون والعقيد كاظم زيتوني، قائد المنطقة الساحلية. استولى قادة الانقلاب على إذاعة حلب ومنها أذاعوا بياناً طالبو فيه جميع القطعات العسكرية شمال البلاد وغربها بالتمرد والعصيان حتى سقوط الشيشكلي. قام الأتاسي باعتقال رئيسه عمر تمر خان، ومحافظ حلب كمال نور الله، ورئيس بلديتها وغيرهم من الموالين لحكم الشيشكلي، وأخذت المدرعات تحت إمرته مراكزها في الشوارع الرئيسية، كما استولت قواته على مباني الحكومة والبريد والإذاعة.

الاعتزال والوفاة

وبعد نجاح الانقلاب وهرب الشيشكلي إلى لبنان، عاد هاشم الأتاسي إلى دمشق يوم 1 آذار 1954 لإكمال ما تبقى من ولايته الدستورية. استقال فيصل الأتاسي من الجيش وترشح للانتخابات النيابية سنة 1954 ولكنّه لم ينجح. قرر من يومها اعتزال العمل السياسي والعسكري وتوفي في حمص عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 15 آذار 1998.

 

المصدر
1. باتريك سيل. الصراع على سورية (باللغة الإنكليزية – مطبعة جامعة أوكسفورد 1965)، 162. محمد رضوان الأتاسي. هاشم الأتاسي: حياته وعصره (دمشق 2005)، 405

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !