مسلّم عابدين (1881 – 21 آب 1921)، داعية سوري من دمشق، عُيّن مديراً على أوقاف اللاذقية في الحرب العالمية الأولى وكان قبلها قد عمل في الصحافة وأسس جريدة دمشق التي صدر منها سبعة أعداد فقط سنة 1909. أُعدم ببيروت بأمر من جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية، يوم 21 آب 1915.
البداية
ولد مسلّم عابدين في حيّ سوق ساروجا بدمشق وتلقى علومه الدينية على يد مفتي المدينة الشيخ محمد أبو خير عابدين. عُيّن خطيباً في جامع الورد في سوق ساروجا حيث أيد من على منبره الانقلاب العثماني على السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1908، ونادى بالتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي التي رخّصت له أن يعمل بالصحافة، إضافة إلى منصبه الديني. أسس الشيخ عابدين جريدة سياسية باسم “دمشق،” التي صدر عددها الأول يوم 2 شباط 1909. ولكن نزعتها العروبية وشدّة انتقادها لسياسة التتريك التي فرضها قادة جمعية الاتحاد والترقي على الدولة العثمانية أدى إلى تعطيلها في منتصف العام 1909.
الاعتقال والإعدام
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914، عُيّن الشيخ مسلّم عابدين مديراً على أوقاف اللاذقية، حيث تواصل مع الجمعيات السريّة المعارضة للحكم العثماني، مثل الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد. اعتُقل بأمر من جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع، وسيق مخفوراً للمثول أمام الديوان الحربي في مدينة عاليه، الذي حكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة التخابر مع دول أجنبية لقلب نظام الحكم العثماني في سورية. نُفّذ قرار الحكم في ساحة الشهداء ببيروت صباح يوم 21 آب 1915 وبعد تحرير سورية من العثمانيين عام 1918، أطلق اسم الشهيد مسلّم عابدين على مدرسة ابتدائية في العاصمة السورية دمشق ومدرسة أخرى في برزة بريف دمشق.