سياسيون ورجال دولة

أحمد حمدي الجلّاد

مدير شرطة دمشق (1920-1925)

أحمد حمدي الجلّاد (1882-1961)، رئيس بلدية العاصمة في عهد الملك فيصل الأول ومدير شرطة دمشق من سنة 1920 ولغاية تسريحه من العمل واعتقاله سنة 1925.

البداية

ولد أحمد حمدي الجلّاد في دمشق لأسرة عريقة اشتهر أبناؤها بتجارة الحرير، وكان والده محمد رشيد الجلّاد رئيساً لغرفة تجارة دمشق في نهاية القرن التاسع عشر. دَرَس في المدرسة الرشدية العسكرية وفي المعهد الشاهاني الملكي في إسطنبول، وعند تخرجه عُيّن كاتباً في ديوان الخط الحديدي الحجازي ثم مأموراً للمالية في ولاية سورية.

بداية العمل الإداري والسياسي

في سنة 1911، عُيّن الجلّاد قائمقام على بلدة الزبداني بريف دمشق، ونُقل بعدها إلى مرجعيون في منطقة النبطية ثم إلى عكار، وصولاً لتعيينه وكيل متصرف مدينة نابلس عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى. انتسب إلى الجمعية العربية الفتاة، التي أُسست في فرنسا على يد مجموعة من الطلاب العرب المؤمنين بالقومية العربية وظلّ نشاطه مكتوماً لغاية عام 1916، عندما ذكر اسمه في التحقيقات الجارية في الديوان الحربي في عاليه، نتيجة التعذيب الذي تعرض له أحد أعضاء الجمعية المعتقلين. أستُدعي للمثول أمام جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية، وبعد التحقيق تم اعتقاله ونفيه إلى مدينة أنقرة التركية. وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة عام، وهرب بعدها إلى أزمير وتوارى عن الأنظار طيلة سنوات الحرب العالمية الأولى.

في رئاسة بلدية دمشق    

بعد تحرير دمشق من العثمانيين سنة 1918 عاد الجلّاد إلى مدينته وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية. عينه الأمير فيصل رئيساً لبلدية دمشق، التي كانت تُعاني من نقص حاد في مواردها المالية. أولى تحدياته كانت في إعادة الكهرباء إلى شوارع المدينة وتأمين نفقات إعادة تشغيل الخط الحديدي الحجازي الذي دُمر جزئياً أثناء الثورة العربية الكبرى.

قامت البلدية بتعريب أسماء الشوارع في عهده فأطلقت على شارع جمال باشا اسم شارع النصر وغيّرت اسم الجادة الرشادية لتُصبح شارع خالد بن الوليد. استملك الجلّاد طرفي شارع النصر ووضع يده على بناء كامل في محلّة السنجقدار لتأمين نفقات ترميم سوق الحميدية وتعبيد الطرقات في منطقة القصّاع ومحلّة الخراب. ووضع أرصفة حديثة في منطقة البحصة وجادة الصالحية وبعض حارات باب توما.

أشرف حمدي الجلّاد على مراسيم تتويج الأمير فيصل ملكاً على البلاد ف يوم 8 آذار 1920، ولكن حكمه لم يستمر طويلاً من بعدها وتم إسقاطه ونفيه خارج البلاد إبان معركة ميسلون في تموز 1920. وقبل مغادرته دمشق، عُيّن علاء الدين الدروبي رئيساً للوزراء، الذي نقل الجلّاد من بلدية دمشق إلى مديرية الشرطة والأمن العام. كانت المديرية تضم سلاحي الشرطة والدرك فتمّ الفصل بينهما وأسست مديرية مستقلة للشرطة، ذهبت رئاستها لحمدي الجلّاد.

مديراً لشرطة دمشق  

لعب الجلّاد دوراً محورياً في الحفاظ على أمن العاصمة خلال المرحلة الفاصلة بين خروج قوات الملك فيصل وبدأ الانتداب الفرنسي. وعند تقسيم سورية إلى دويلات، سمّي الجلّاد مديراً لشرطة دولة دمشق، ومسؤولاً عن مدينتي حمص وحماة. وصل عدد أعضاء سلك الشرطة في عهده إلى 300 عنصر، وزعهم على المدن والقرى بنسبة شرطي واحد لكل ألف شخص، إلا مدينة دمشق التي كانت حصتها شرطيان اثنان لكل ألف شخص.

كانت مديرية الشرطة بحاجة إلى آليات وأجهزة فنية وأسلحة خفيفة، فقام بنقل مخلفات الجيش المنحل إلى ملاك الشرطة، واستحضر 350 مسدساً حديث من إنكلترا لتوزيعها على دوريات الليل، مع كلاب بوليسية وخيول ودراجات نارية. أسس مدرسة لفرسان الشرطة وشكّل فرقة خيّالة لضبط الأمن في أطراف العاصمة، وربط هاتفياً بين شرطة المرور، على قلّة عددهم يومئذ، ومديرية الشرطة والمخافر.

سرّح 170 شخصاً من الخدمة، بين مفوض وشرطي، لم تعجبه سيرهم المسلكية، ووضع شروط صارمة لقبول أي متطوع جديد في سلك الشرطة، مع امتحان شفهي ومكتوب، يتم من خلاله تحديد ثقافة الشرطي وأناقته وأخلاقياته. وفي عهده اغتيل رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي في قرية خربة غزالة يوم 21 آب 1920، وجرت محاولة اغتيال الجنرال هنري غورو أثناء زيارته إلى القنيطرة في حزيران 1921.

مجلّة الشرطة

بعد عام على توليه المنصب، أسس الجلّاد مجلّة نصف شهرية للشرطة، بالتعاون مع الصحفي نجيب الريّس، تعنى بالمواضيع المسلكية والقانونية ونشر كل المراسيم المتعلقة بالشرطة. صدر العدد الأول من مجلّة الشرطة يوم 15 أب 1921 وعلى غلافه صورة المفوض السامي الفرنسي هنري غورو.

العزل والاعتقال

في 22 نيسان 1925، كفّت يد حمدي الجلّاد عن الخدمة، بعد اتهامه بسرقة أموال مخصصة لشق شارع بغداد وسط العاصمة. عُزل الجلّاد بأمر من رئيس الدولة صبحي بركات ومثل أمام محكمة الجنايات التي أصدرت حكماً عليه بالسجن ثلاث سنوات. أطلق سراحه بموجب عفو خاص من رئيس الدولة أحمد نامي يوم 11 كانون الثاني 1927 وغاب بعدها عن أي منصب وعاش متقاعداً في منزله بحيّ عين الكرش.

أولاد حمدي الجلّاد

اشتهر ابنه عرفان الجلّاد كأحد رجالات الاقتصاد السوري وكان عضوا بارزاً في غرفة تجارة دمشق في خمسينيات القرن العشرين.

الأوسمة

حمل حمدي الجلّاد وسام الاستحقاق العثماني من الدرجة الثالثة، ونوط السكة الحديدية الحجازية الذهبي، ووسام الأكاديمية الفرنسية برتبة “ضابط كبير.”

الوفاة

توفي أحمد حمدي الجلّاد بدمشق عن عمر ناهز 80 عاماً سنة 1962.

 المناصب

مدير الشرطة والأمن العام (21 آب – 2 أيلول 1920)
  • سبقه في المنصب: جبرائيل حداد
  • خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
مدير شرطة دولة دمشق (2 أيلول 1920 – 22 نيسان 1925)
  • سبقه في المنصب: لا يوجد
  • خلفه في المنصب: نقولا شاهين (بالوكالة)
المصدر
1. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، ص 139-1402. نفس المصدر3. أدهم الجندي. تاريخ الثورات السورية في عهد الإنتداب الفرنسي (دمشق 1960)، ص 5324. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، ص 139-1405. جريدة العاصمة (8 نيسان 1919)6. جريدة العاصمة (22 كانون الثاني 1920)7. خالد العظم. مُذكّرات، الجزء الأول (الدار المتحدة، بيروت 1972) ص 1078. أحمد حمدي الجلّاد. "تاريخ الشرطة السورية،" مجلّة الشرطة والأمن العام، عدد أذار 1953.9. ابراهيم غازي. نشأة الشرطة وتاريخها في سورية (دمشق 1994)، ص 176-17710. أحمد حمدي الجلّاد. "تاريخ الشرطة السورية،" مجلّة الشرطة والأمن العام، عدد أذار 1953.11. ابراهيم غازي. نشأة الشرطة وتاريخها في سورية (دمشق 1994)، ص 176-17712. أحمد حمدي الجلّاد. "تاريخ الشرطة السورية،" مجلّة الشرطة والأمن العام، عدد أذار 1953.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !