أساتذة وتربويونأعلام وشخصيات

أحمد منيف العائدي

مؤسس مدرسة الكلية العلمية الوطنية.

الدكتور أحمد منيف العائدي
الدكتور أحمد منيف العائدي

أحمد منيف العائدي (1886-1962)، طبيب سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية وهو صاحب ومؤسس مدرسة الكلية العِلمية الوطنية في سوق البزورية، إحدى أشهر مدارس دمشق في النصف الأول من القرن العشرين.

البداية

ولد أحمد منيف العائدي في دمشق وتخرج في معهد الطب العثماني في إسطنبول عام 1906. بدأ حياته المهنية مُدرساً لمادة الفيزياء في الكلية الحربية العثمانية بدمشق وفي عام 1907، أسس مدرسة الكلية العِلمية الوطنية في سوق البزورية التي أصبحت  بعد سنوات أشهر مدارس العاصمة السورية.(1)

تعرضت أسرته للنفي عام 1917، عند انشقاق شقيقه شوكت العائدي عن الجيش العثماني للإلتحاق بالثورة العربية الكبرى ألتي انطلقت من الحجاز، بقيادة الشريف حسين بن عليّ، أمير مكة المكرمة.

نُفيت أسرة العائدي إلى أقصى الحدود التركية الرومانية، وبقيت هناك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى في أيلول 1918.(2) وعندما عاد شقيقه إلى دمشق مع طلائع القوات العربية في 3 تشرين الأول 1918، توجه أحمد منيف العائدي إلى سورية لإكمال عمله في الكلية العلمية الوطنية والالتحاق بالطاقم التدريسي لمعهد الطب، الذي أعيد افتتاحه بأمر من الأمير فيصل بن الحسين، حاكم سورية الجديد.

مُدرساً في الجامعة السورية

شُكّلت لجنة مُصغرة لتعريب مناهج الطب في دمشق، برئاسة عميد كلية الطب الدكتور رضا سعيد وعضوية كل من أحمد منيف العائدي والدكتور عبد الرحمن الشهبندر، خريج الجامعة الأميركية في بيروت، والدكتور مرشد خاطر، خريج الجامعة اليسوعية في بيروت.(2)

وبعد التعريب، كُلّف الدكتور عائدي بتدريس مادتي الفيزيولوجيا وطب الإطفال. وفي صيف العام 1923 أصبح عضواً في الهيئة التدريسية للجامعة السورية، بعد دمج معهد الطب ومعهد الحقوق في مؤسسة تعليمية واحدة. وخلال عمله في الجامعة، تسلم عمادة كلية الطب في مطلع الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن العشرين.

تأسيس مدرسة الكلية العِلمية الوطنية

كانت مدرسة العائدي تُدرس جميع المراحل العِلمية، من الصغر وحتى الشهادة الثانوية، وضمت هيئتها التدريسية الشاعر خليل مردم بك وقاضي دمشق الشرعي الشيخ علي الطّنطاوي. قامت هذه المدرسة الريادية بتشجيع المواهب لدى الطلاب ونمّت لديهم فن الرسم والخطابة والتمثيل، بالإضافة إلى الدروس الكلاسيكية في الفيزياء والكيمياء والتاريخ العالمي والإسلامي.

وفي عام 1931، أضاف العائدي إلى مدرسته قسماً مخصصاً للفتيات، كان بداية في سوق ساروجا ثم إنتقل إلى حي الروضة في أحياء دمشق الحديثة. خَرّجت الكلية العِلمية الوطنية عدد كبير من أعيان سورية، مثل جميع مؤسسي الشركة الخماسية  والأطباء مدحت شيخ الأرض ورشاد فرعون، إضافة للشاعر نزار قباني وشقيقه الدكتور صباح قباني، مؤسس التلفزيون السوري وسفير سورية في الولايات المتحدة الأميركية.

العمل السياسي

في عام 1928، ترشح أحمد منيف العائدي لإنتخابات الجمعية التأسيسية المُكلفة بوضع أول دستور جمهوري في سورية. وبعد الفور انسحب لصالح أصدقائه في الكتلة الوطنية، لتكون لهم الأغلبية في كتابة الدستور، برئاسة زميله في الجامعة السورية، المحامي فوزي الغزي.(4)  وبعدها بست سنوات، شارك العائدي بتأسيس عصبة العمل القومي، وهي عبارة عن تنظيم سياسي مناهض للوجود الأوروبي في الشرق الأوسط، ضم عدداً من السياسيين الكبار أمثال رئيس الحكومة السورية صبري العسلي والمفكر القومي زكي الأرسوزي والدكتور قسطنطين زريق، رئيس جامعة دمشق.

العمل الإقتصادي

في عام 1934، دخل أحمد منيف العائدي عالم الإقتصاد وكان عضواً مؤسساً في شركة الكونسيروة التي أطلقها نائب دمشق في حينها شكري القوتلي مع عدد من التجار والصناعيين مثل صادق الغراوي وجميل البرزة والحاج سليم الشلاح. عُيّن العائدي رئيساً لمجلس الإدارة، بالإضافة لعمله في عيادته الخاصة وفي جامعة دمشق وفي الكلية العلمية الوطنية.

الوفاة

توفي أحمد منيف العائدي في دمشق عن عمر ناهز 76 عاماً يوم 3 شباط 1962.

أُسرة العائدي

إضافة لشقيقه شوكت العائدي، الذي استشهد في معارك الثورة السورية الكبرى عام 1926، كان شقيقه الثاني عبد الكريم العائدي من قادة الحركة الوطنية، تسلّم قيادة الأمن العام في سورية في عهد الإستقلال. أما بين أولاده، أشهرهم هو رجل الأعمال الدكتور عثمان العائدي، صاحب سلسلة فنادق الشام وفي سورية فندق الرويال مونسو في باريس.

 ذكرى العائدي

بعد وفاته، سميت قاعة رئيسية في مجمع اللغة العربية في دمشق على إسمه، وأطلق اسمه أيضاً على شارع في سوق البزورية وعلى مَدرسة في دمشق.

المصدر
1. عبد الغني العطري. عبقريات من بلادي (دار البشائر، دمشق 1998)، ص 81-1002. عزة مريدن. الأستاذ الدكتور أحمد منيف العائدي (دمشق 1996)، ص 233. سامي مروان مبيّض. تاريخ دمشق المنسي (دار رياض نجيب الريّس، بيروت 2015)، ص 159-1604. عزة مريدن. الأستاذ الدكتور أحمد منيف العائدي (دمشق 1996)، ص 28

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !