أدباء وكتّابأعلام وشخصياتأعيانسياسيون ورجال دولة

خليل مردم بك

شاعر ووزير ومؤلف النشيد الوطني السوري.

خليل مردم بك
خليل مردم بك

خليل مردم بك (1 تموز 1895 – 29 أيار 1959)، شاعر وسياسي سوري من دمشق، كان ثاني رئيس لمجمع اللغة العربية وتسلّم حقيبة المعارف مرتين، كانت الأول في عهد الرئيس تاج الدين الحسني سنة 1942 والثانية في عهد حسني الزعيم عام 1949، كما قد عُيّن وزيراً للخارجية في زمن الرئيس أديب الشيشكلي من تموز 1953 وحتى شباط 1954. ذاع صيته عربياً وعالمياً ولُقّب بشاعر الشّام، وهو مؤلف نشيد سورية الوطني حماة الديار.

البداية

ولِد خليل مردم بك في سوق البورص المُتفرع عن سوق الحميدية بدمشق وهو سليل أسرة سياسية عريقة، كان والده أحمد مختار مردم بك رئيساً لبلدية دمشق في نهايات القرن التاسع عشر. دَرَس خليل مردم بك في مدرسة الملك الظاهر الابتدائية وتزوّج من السيدة فاطمة الزهراء، حفيدة مُفتي دمشق الشّيخ محمود الحمزاوي.

تبحّر في العلوم الدينية في شبابه عبر الشّيخ عطا الله الكسم، الذي درّسه الفقه الإسلامي، وقرأ على يد المحدّث الأكبر الشّيخ بدر الدين الحسني، الذي تعلّم في كنَفه علم الحديث. ونظراً لأفكاره المتحررة والمناهضة للدولة العثمانية، فقد تم اعتقاله بداية الحرب العالمية الأولى ولكن السلطات العثمانية أُطلق سراحه بسبب صغر سنه.

وعند سقوط الحكم العثماني في سورية سنة 1918، دخل مردم بك في العمل الحكومي وأصبح مديراً لديوان الرسائل في عهد الملك فيصل الأول، مسؤولاً عن المطبوعات والصحف.

حياته الأدبية

شارك خليل مردم بك في تأسيس الرابطة الأدبية في آذار 1921 وانتُخب رئيساً لها. وفي عام 1925 انتُخب عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، ليكون أصغر أعضائه. وعند وقوع العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 18 تشرين الأول 1925 نظّم مردم بك قصيدة شهيرة بعنوان “يوم الفرح الكبير،” أدت إلى ملاحقته من قبل أجهزة المخابرات الفرنسية ونفيه إلى لبنان ومن ثمّ إلى مصر وأخيراً إلى إنكلترا، حيث مكث مدة أربع سنوات، درس خلالها في جامعة لندن العريقة. وجاء في هذه القصيدة:

باتت دمشقُ على طوفان من لهبٍ    يا دين قلبيَ من خطبٍ تكابدُهُ

موجٌ من النار لا تهدا زواخره            يمدُّه آخر ما ارتدّ وافدُهُ

لو يفعلُ اللهُ، جلّ اللهُ ما فعلوا        بأهل جُلّقَ لم يعبدْهُ عابدُهُ.

خليل مردم بك مع كتبه
خليل مردم بك مع كتبه

وبعد عودته إلى سورية عَمِل مُدرّساً لمادة الأدب العربي في الكليّة العلميّة الوطنيّة في سوق البزورية، ومساعداً لقسم اللغة العربية فيها، منا شارك في تأسيس مجلّة الثقافة التي عُطّلت بعد صدور عشرة أعداد منها بأمر من المفوضية الفرنسية العليا في بيروت.

وفي عام 1936 وضع مردم بك كلمات نشيد حماة الديار الذي اُعتُمد نشيداً رسمياً للجمهورية السورية في عهد الرئيس الأول محمّد على العابد. كما انتُخب أميناً لسر مجمع اللغة العربية سنة 1941 ثم رئيساً له سنة 1953، بعد وفاة رئيسه المؤسس محمّد كرد علي. وفي سنة 1948، انتُخب عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو شرف في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن. وقد ظلّ خليل مردم بك رئيساً لمجمع اللغة العربية في دمشق حتى عام 1959، عندما خلفه في المنصب الأمير مصطفى الشهابي.

المناصب السياسية

عُيّن خليل مردم بك وزيراً للمعارف في حكومة الرئيس حسني البرازي يوم 18 نيسان 1942 وأُعيدت تسميته وزيراً لذات الحقيبة في حكومة جميل الأُلشي من 8 كانون الثاني 1943 وحتى حتى 25 آذار 1943. وفي 19 نيسان 1949 عُيّن وزيراً للمعارف والصحة في الحكومة الأولى التي شكّلها حسني الزعيم بعد نجاح انقلابه على الرئيس شكري القوتلي وأُعيد إلى نفس المنصب في حكومة الدكتور محسن البرازي حتى 14 آب 1949. وفي المرة الثالثة والأخيرة أصبح خليل مردم بك وزيراً للخارجية في عهد الرئيس أديب الشيشكلي من 19 تموز 1953 وحتى 25 شباط 1954.

الوفاة

توفي خليل مردم بك في عمر ناهز 64 عاماً يوم 6 حزيران 1959 وأُطلق اسمُه على شارع رئيسي في مدينة دمشق، تكريماً له ولمسيرته الشعرية.

مؤلفاته

حقق خليل مردم بك عدداً من الدواوين الشعرية لشعراء كبار مثل ابن المُقفّع (1930) وابن العميد (1931) والصاحب بن عبّاد (1932) كما وضع كتاباً مرجعياً عن “الشعراء الشاميّين” صدر بعد وفاته عام 1970.

وصدر كتاب له عن ابن الرومي سنة 1980، أيضاً بعد وفاته وكتاب آخر عن أبي نواس نُشر عام 1985. وقد جمع ابنه الشاعر والكاتب المسرحي عدنان مردم بك بعض أوراقه الرسمية والخاصة وأصدر منها “يوميات الخليل” سنة 1980 و”تقارير الخليل الدبلوماسية” عام 1982. وفي سنة 1978 نُشر كتابه الشهير عن دمشق والقدس في العشرينيات.

المؤلفات التي صدرت عنه

صدرت عدة كتب ودراسات عن خليل مردم بك كان أولها كتاب للمؤلف سامي الدّهان صدر سنة 1959 وتبعه كلّ من “خليل مردم بك رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق: دراسة في حياته ومؤلفاته”  لفادية المليح (1991)، و”شاعر الشام خليل مردم بك” لمحمد عبد المنعم الخفاجي (1992) و”خليل مردم بك: حياته وشعره” لمحمد فؤاد نعناع (2000).

منزل خليل مردم بك

تحوّل منزل خليل مردم بك في مدينة دمشق القديمة إلى دار للثقافة والفنون سنة 2014، تحت إشراف أحفاده قتيبة وووضاح وحسانة، أولاد عدنان مردم بك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !