أحزاب

الحزب السوري الوطني

حزب سياسي (1919-1920).

 

الحزب السوري الوطني، حزب سياسي ظهر في مدينة دمشق سنة 1919 وتوقف عن العمل بعد مقتل رئيسه المؤسس عبد الرحمن باشا اليوسف في صيف العام 1920، ولم يكن له أي فرع خارج مدينة دمشق.

أهداف الحزب

بعد تجريده من منصب أمير الحج عند نهاية الحرب العالمية الاولى، قرر عبد الرحمن باشا اليوسف دخول معترك السياسية عبر حزب سياسي أطلق عليه إسم “الحزب السوري الوطني.” كان مقره في إحدى قاعات قصر اليوسف في حيّ سوق ساروجا وعُرف لدى العوام بحزب الذوات، نظراً لتواجد عبد الرحمن اليوسف في صدارته.

تألف الحزب من هيئة إدارية من ستة عشر عضواً وهيئة استشارية فيها خمسة وعشرون عضواً، جميعهم من الأعيان. طالبوا باستقلال سورية بحدودها الطبيعية وضمان وحدة أراضيها، دون ذكر تحفظاتهم على الدولة الهاشمية التي أُقيمت في دمشق نهاية عام 1918، ولا على أميرها الشاب فيصل بن الحسين.

في بيانهم التأسيسي طالب أعضاء الحزب بنظام ملكي دستوري، يقيّد صلاحيات الأمير فيصل ويجعله مسؤولاً أمام مجلس نواب مُنتخب. كما طالبوا بالتساوي والحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري، دون التفريق بين أي عرق أو دين. ولكي لا يبقى الحزب مُرتبط بالذوات، طالب أعضائه بإنشاء صناديق للتعاون الاقتصادي، لجمع تبرعات ورفع السوية المعيشية لكافة أبناء الشعب السوري. وكان ضمن أهدافهم تنشيط التجارة والصناعة وصون حقوق النقابات والعمال.(1)

أعضاء الحزب

ضم الحزب السوري الوطني شخصيات بارزة من المجتمع الدمشقي، مثل الشّيخ تاج الدين الحسني، نجل المحدّث الأكبر الشّيخ بدر الدين الحسني، أحد أشهر علماء الشّام في حينها وأكثرهم احتراماً ونفوذاً في المشرق العربي. وفي محاولة لاستمالة العُلماء إلى صفوف الحزب، تعاون اليوسف مع أمين الفتوى في دمشق الشّيخ عبد المحسن الاسطواني ومع الشّيخ عبد القادر الخطيب، خطيب الجامع الأموي. وقد ضم الحزب بين صفوفه أيضاً اعضاء مجلس الشورى راشد باشا مردم بك وبديع مؤيد العظم.

في انتخابات عام 1919 فاز الحزب السوري الوطني بثلاثة مقاعد في المؤتمر السوري العام، أول سلطة تشريعية عَرفتها البلاد السورية في عهد الاستقلال، ذهبت لعبد الرحمن اليوسف وتاج الدين الحسني وعبد القادر الخطيب، الذين انتخبوا جميعاً عن مدينة دمشق.(2)

موقف الحزب من إنذار غورو

عند صدور إنذار الجنرال هنري غورو للملك فيصل يوم 14 تموز 1920، طالب الحزب بحل سياسي وعدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مع الفرنسيين، بحجة أن الجيش السوري كان صغيراً وغير قادر على محاربة دولة عظمى مثل فرنسا. وكان الإنذار قد طالب الحكومة السورية بحلّ الجيش وجمع السلاح وقبول بنظام الانتداب الفرنسي. وجّهت اتهامات لأعضاء الحزب بالتخاذل والتراخي والخنوع وخرجت مظاهرات عارمة في دمشق ضد موقفهم من الإنذار الفرنسي. وقد إنهار الحزب السوري الوطني بعد مقتل عبد الرحمن اليوسف في قرية خربة غزالة في سهل حوران نهاية شهر آب من العام 1920، أي بعض أسابيع قليلة من فرض الانتداب الفرنسي على سورية.

أحزاب مشابهة

في عهد الإستقلال، ظهر حزب يُدعى الحزب الوطني وهو إستمرار للكتلة الوطنية التي نشطت في السياسة السورية في زمن الإحتلال الفرنسي، ولا علاقة لهذا الحزب بالحزب السوري الوطني الذي تم حلّه طوعياً بعد مقتل عبد الرحمن اليوسف.

المصدر
1. محمّد حرب فرزات. الحياة الحزبية في سورية (دار الرواد، دمشق 1955)، 75-762. ماري الماظ شهرستاني. المؤتمر السوري العام 1919-1920 (دار أمواج، بيروت 2000)، 38

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !