ضباط وقادة عسكريون

زياد الحريري

رئيس أركان الجيش السوري (9 آذار - 8 تموز 1963)

اللواء زياد الحريري
اللواء زياد الحريري

زياد بن عز الدين الحريري (1929 – 5 أيلول 2015)، ضابط سوري من مدينة درعا وأحد قادة انقلاب 8 آذار 1963 الذي أطاح بجمهورية الانفصال ورئيسها الدكتور ناظم القدسي. تعاون مع اللجنة العسكرية لحزب البعث وسمّي رئيساً للأركان العامة من 8 آذار ولغاية 8 تموز 1963. تقلّد وزارة الدفاع مدة قصيرة في حكومة صلاح الدين البيطار قبل تسريحه من الجيش واتهامه بمحاولة انقلاب ضد حلفائه البعثيين.

البداية

ولد زياد الحريري في مدينة درعا ودرس في كلية حمص الحربية وتخرج فيها سنة 1948. اتبع دورة تطبيقات مشاة في فرنسا وتدرج في المراتب العسكرية لغاية وصوله إلى قيادة اللواء السادس بالوكالة في منطقة الكسوة زمن الوحدة السورية – المصرية. أحب الرئيس جمال عبد الناصر وآمن به، كما عارض ضمنياً الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961.

في عهد الانفصال

عمل مع العهد الجديد ولم يخالف قادته، وفي مقدمتهم عبد الكريم النحلاوي مهندس انقلاب الانفصال الذي تسلّم إدارة شؤون الضباط وجعله قائداً بالأصالة للواء السادس وأرسله إلى السعودية لشرح موقف سورية من عبد الناصر. ولكنه وقف في وجه النحلاوي وعارض الانقلاب الجديد الذي قام به يوم 28 آذار 1962. بعدها بأربعة أيام شارك الحريري في مؤتمر حمص الذي دعا إليه قائد سلاح الجو اللواء وديع المقعبري وتقرر فيه عزل النحلاوي من الجيش وإطلاق سراح رئيس الجمهورية المعتقل في سجن المزة.

انقلاب 8 آذار 1963

ظلّ الحريري في سره طواقاً للوحدة وأجرى اتصالاته مع بعض الضباط المُسرّحين للقيام بانقلاب عسكري يُعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2 أيلول 1961. التقى بمحمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، وجميعهم أعضاء في اللجنة العسكرية لحزب البعث، ولكن الأخير يقول، في حوار له مع الكاتب البريطاني باتريك سيل أنهم هم من طلبوا الاجتماع بالحريري وليس العكس، عارضين عليه التعاون معهم لكونه يكبرهم سناً وخبرة عسكرية. ويضيف الأسد أنه قبل مشاركتهم الانقلاب مقابل تعيينه رئيساً لأركان الجيش. وفي 8 آذار 1963 وقبل صدور مرسوم تعيين الحريري ملحقاً عسكرياً في بغداد، نُفّذ الانقلاب وأمر وعُزل رئيس الجمهورية ناظم القدسي قبل اعتقاله في مطلع شهر نيسان. شُكل مجلس لقيادة الثورة، على غرار المجلس الذي شكله الضباط الأحرار في مصر إبان ثورتهم سنة 1952. رُفع زياد الحريري إلى رتبة “لواء” وسمّي رئيساً لأركان الجيش وفي 14 أيار 1963 وزيراً للدفاع في حكومة صلاح البيطار الثانية.

اللواء الحريري (يمين) في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة سنة 1963.
اللواء الحريري (يمين) في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة سنة 1963.

في رئاسة الأركان العامة

أولى مهامه كان التوجه إلى القاهرة ضمن وفد رفيع، بقيادة رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق لؤي الأتاسي، للتفاوض مع عبد الناصر على استعادة الوحدة ولكن ضمن شروط ومعطيات جديدة. ولكنهم عادوا إلى دمشق خالي الوفاض بعد أن رفض الرئيس المصري معظم مقترحاتهم. داخلياً، طهّر الحريري المؤسسة العسكرية من كل الضباط المعارضين له وللوحدة، وأمر باعتقال ومحاكمة ضباط الانفصال ومعهم قائد الجيش السابق عبد الكريم زهر الدين.

محاولة الانقلاب الثاني

تقاسم أعضاء اللجنة العسكرية الحكم مع زياد الحريري، وتسلّم البعثيين مناصب حساسة مهمة في الدولة ومنها رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية وقيادة سلاح الطيران. قرر الحريري القيام بانقلاب جديد للتخلص منهم والتفرد بالسلطة، وتواصل مع ضباط اللواء السادس الذي كان يقوده قبل تسلّمه رئاسة الأركان، ومع الرائد سليم حاطوم الذي ظنّه من أنصاره. ولكن الأخير بلّغ اللجنة العسكرية بنية الحريري القيام بانقلاب أثناء سفره إلى الجزائر، فرد ضباط البعث بجملة تسريحات بغيابه طالت أنصاره ومؤيديه. وعند عودته إلى دمشق تسلّم الحريري قرار إعفائه من الجيش وتعيينه سفيراً متجولاً فوق العادة في أوروبا. لم يعترض ولم يقاوم، وانتقل للعمل في أوروبا حسب الأصول، أما أنصاره فلم يقفوا مكتوفي الأيدي وردّ أحدهم، الضابط الناصري جاسم علوان بانقلاب عسكري في 18 تموز 1963، تم سحقه من قبل وزير الداخلية أمين الحافظ.

سنواته الأخيرة والوفاة

في نهاية الستينيات انتقل زياد الحريري للعيش في بيروت حتى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975. عاد إلى دمشق والتزم الصمت المطلق لغاية وفاته عن عمر ناهز 86 عاماً يوم 5 أيلول 2015.

المناصب

رئيساً لأركان الجيش السوري (9 آذار – 8 تموز 1963)

وزيراً للدفاع (14 أيار – 8 تموز 1963)

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !