كنائس وأديرةمباني

الكنيسة المريمية

من أقدم كنائس دمشق، مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس

الكنيسة المريمية، من أقدم وأكبر كنائس دمشق والمشرق، وهي مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس. تقع في دمشق القديمة، على يسار الشارع المستقيم، ويعود تاريخها للعقود الأولى للميلاد.

التاريخ

يعود تاريخ الكنيسة المريمية للقرون الأولى للميلاد، وذكرتها المصادر التاريخية باسم “كنيسة مريم”. وهي من الكنائس التي أقرها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك تعويضاً عن كنيسة القديس يوحنا المعمدان والتي تم تحويلها لاحقاً للجامع الأموي.

تعرضت الكنيسة خلال القرون المتلاحقة لأحداث إهمال وتخريب ودمار وحرائق، وتمت إعادة بنائها وترميمها لأكثر من مرة. من هذه الأحداث، تخريبها من قبل جنود التتار بقيادة هولاكو عام 1260، ونهبها وتدميرها من قبل جنود تيمورلنك عام 1400، وتشقق جدرانها بزلزال دمشق عام 1759، وخلال أحداث عام 1860 أحرقت وتخربت، ثم أعيد بناؤها وتوسيعها وتجميلها، لتكون جزءاً من الكاتدرائية المريمية.

اكتسبت الكنيسة المريمية أهميتها عند انتقال الكرسي البطريركي إلى دمشق من أنطاكية وذلك عام 1344، وتبوأ السدة البطريركية من حينها عشرات البطاركة كان آخرهم يوحنا العاشر وهو المطران الحالي، وقبله إغناطيوس الرابع هزيم، وإلياس الرابع معوض. والمريمة حالياً هي الكاتدرائية التي يتم فيها تنصيب بطاركة وأساقفة طائفة الروم الأرثوذوكس، وتتبع لها عدة كنائس وأبرشيات وأديرة في المنطقة والعالم، ضمن بلدان منها لبنان والعراق وأستراليا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين.

تبلغ مساحة الكاتدرائية بمجملها ألف متر مربع، وهي تضم إلى جانب الكنيسة المريمية أو كنيسة القديسة مريم الرئيسية، كنيسة مار تقلا وهي مقر الكرسي البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذكس، وكنيسة القديسة كاترينا وفيها متحف للألبسة والأيقونات، وساحة القديسين كبريانوس ويوستينا، وكنيسة القديس نيقولاوس.

تحتوي الكنيسة على محاكم روحية خاصة بالمسيحيين الأرثوذوكسيين وهي محاكم البداية والاستئناف، كما تضم ضمن مدفن خاص رفاة كافة البطاركة الذين تعاقبوا عليها.

الطراز المعماري

تعتبر الكنيسة المريمية من أكبر وأجمل الكنائس في الشرق وفق ما تصفها الكتب والمراجع، وكتب عنها الرحالة المسلم بن جبير عام 1184: “في داخل البلد كنيسة لها عند الروم شأن عظيم، تعرف بكنيسة مريم، وليس بعد بيت المقدس عندهم أفضل منها، وهي حفيلة البناء، تتضمن من التصاوير أمراً عجيباً، تبهت الأفكار وتستوقف الأبصار، ومرآها عجيب”.

يحيط ببناء الكنيسة الأساسي رواق معقود بأقواس نصف دائرية، والبناء ذو نمط بازيلكي وله ثلاثة أبواب، يفضي الأوسط الكبير إلى مدخل خشبي مستطيل، وفي الداخل ستة أعمدة تقسم صحنها الرخامي الكبير، وعلى اثنين منهما منبران حجريان يمكن الصعود إليهما بواسطة سلالم ملتوية. وتضم الكنيسة مجموعة واسعة من الأيقونات التي تعود لحقب زمنية مختلفة. وللكنيسة طابق ثاني يعلو الرواق، وفيه تسع نوافذ، وطابق ثالث ذو مستوى متراجع مع عدد من النوافذ أيضاً، يعلوه صليب. وبجانب البناء برج مزخرف للناقوس أقيم على طراز عمارة الأبراج الكنسية البيزنطية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !