عبد السلام العجيلي (1 كانون الثاني 1918 – 5 نيسان 2006)، طبيب وأديب وسياسي سوري من مدينة الرقة، يُعدّ أحد أبرز كُتّاب القصة القصيرة في الوطن العربي. تنوّع نتاجه الأدبي بين القصة والرواية والشعر، وبرع في الأدب الساخر وكان أحد مؤسسي “عصبة الساخرين الأدبية.” تطوع في جيش الإنقاذ وخاض حرب فلسطين عام 1948، وفي مرحلة الانفصال عُين وزيراً للثقافة في حكومة بشير العظمة، ثم وزيراً للإعلام وبعدها وزيراً للخارجية. تُرجمت أعماله إلى لغات أجنبية، وأدرج بعضها في المناهج التربوية السورية. وصفه الشاعر نزار قباني بقوله: “العجيلي أروع بدوي عرفته المدينة، وأروع حضري عرفته البادية”
البداية
ولد عبد السلام العجيلي في الرقة لعائلة عشائريّة ميسورة الحال تعود أصولها إلى الموصل. درس في مدرسة التجهيز الأولى في حلب، ثم انتقل إلى دمشق لدراسة الطب في الجامعة السورية. بعد تخرجه عام 1945، أصبح أول طبيب في الرقة، وافتتح عيادةً خاصةً ظلّ يعمل بها حتى أيامه الأخيرة.
حرب فلسطين 1948
بدأ العجيلي نشاطه السياسي باكراً، وفي عام 1947 انتُخب نائباً عن الرقة في مجلس النواب، نظراً لشعبيته الكاسحة في المدينة، وكان أصغر النواب سناً. عند صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول 1947، تطوّع في جيش الإنقاذ برفقة زميليه أكرم الحوراني (نائب حماة) وغالب العياشي (نائب إدلب). كان واحداً من ثلاثة أطباء في جيش الإنقاذ، وعُين في “فوج اليرموك الثاني” بقيادة أديب الشيشكلي، حيث خدم في منطقة الجليل الأعلى شمالي فلسطين. شارك في معركة تل العزيزيات، وفي الهجوم على بلدة جدين، وتولّى نقل الجرحى إلى دمشق والإشراف على علاجهم. وعند دخول قوات الجيش السوري الحرب في 15 أيار 1948، انسحب العجيلي من جيش الإنقاذ وعاد إلى عيادته في الرقة.

العجيلي الأديب
وفي عام 1948، وبالتزامن مع مشاركته في حرب فلسطين، أصدر أولى مجموعاته القصصيّة بعنوان بنت الساحرة عن مجلّة الأديب في بيروت. تألفت هذه المجموعة من عشر قصص قصيرة، وفازت إحداها (قطرات الدم) بالجائزة الأولى في مسابقة مجلّة الصباح السورية. اعتمد العجيلي أسلوباً يمزج بين ثقافته اللغوية العميقة وبراعته السردية، لتبدأ رحلته الأدبية الاحترافية من يومها، إلى جانب عمله الطبي والإنساني. في عام 1951، صدرت قصته القصيرة الأولى بعنوان ساعة الملازم، عن دار العلم للملايين، ثم تبعتها رواية قناديل إشبيلية (دمشق 1956) ورواية باسمة بين الدموع (دمشق 1958). تأثرت كتاباته بأسفاره، خاصة بعد زيارة فرنسا عام 1951، فأصدر أعمالاً مثل حكايات من الرحلات، ودعوة إلى السفر، وخواطر مسافر، كما دوّن تجربته في فلسطين، وتبحّر في الحديث عنها في مذكراته الصادرة قبل وفاته عن دار رياض الريّس في لبنان.
العجيلي السياسي
ابتعد العجيلي عن السياسة في مرحلة الخمسينيات لكنه أيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها عام 1958، قبل أن يتراجع بسبب تجاوزات الدولة البوليسية التي أقامها الرئيس جمال عبد الناصر. عارض انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961، معتبراً أن الوحدة “كان يجب تطويرها وتصحيح أخطائها بدلاً من فضّها بهذا الشكل العنيف الذي لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل.”
وبعد انقطاع عن العمل السياسي منذ عام 1949، عاد وزيراً للثقافة والإرشاد القومي في حكومة بشير العظمة في 16 نيسان 1962، وبعدها بأسبوعين، أُسندت إليه وزارة الإعلام، قبل تكليفه أيضاً بوزارة الخارجية بعد استقالة عدنان الأزهري في 22 أيار. كان يداوم صباحاً في وزارة الثقافة في منطقة الروضة، ومساءً في وزارة الخارجية في شارع أبي رمانة، وتمكن من الحفاظ على حياده السياسي بشكل كامل، قائلاً: “لم أنتسب لأي حزب سياسي حفاظاً على حريتي في التفكير وفي التصرف.” أثناء عمله في وزارة الثقافة، افتتح مسرح أبي خليل القباني بدمشق عام 1962.
مؤلفاته
الروايات:
- باسمة بين الدموع (دار الشرق العربي، دمشق 1958)
- قلوب على الأسلاك (الأهلية للنشر، بيروت 1974)
- ألوان الحب الثلاثة (مشاركة مع أنور قصيباتي، دار العودة 1975)
- أزاهير تشرين المدماة (وزارة الثقافة، دمشق 1977)
- المغمورون (دار الشرق، بيروت 1979)
- أرض السّياد (دار رياض نجيب الريس، لندن 1998)
- أجملهن (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2001)
القصص القصيرة:
- بنت الساحرة (دار مجلة الآداب، بيروت 1948)
- ساعة الملازم (دار العلم للملايين، بيروت 1951)
- قناديل إشبيلية (دار الآداب، دمشق 1956)
- الحب والنفس (دار الآداب، دمشق 1959)
- الخائن (دار الطليعة، بيروت 1960)
- رصيف العذراء السوداء (دار الطليعة، بيروت 1960)
- الخيل والنساء (دار الشرق، بيروت 1965)
- فارس مدينة القنطرة (دار الآداب، دمشق 1971)
- الحب الحزين (دار الشرق، بيروت 1979)
- حكاية مجانين (دار الشرق العربي، بيروت 1982)
- فصول أبي البهاء (دار طلاس، دمشق 1986)
- موت الحبيبة (دار طلاس، دمشق 1987)
- مجهولة على الطريق (دار رياض نجيب الريس، لندن 1997)
- حب أول وحب أخير (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2003)
المحاضرات المنشورة في كتب:
- أحاديث العشيات (دار الشرق العربي، دمشق 1965)
- السيف والتابوت (دار الشرق العربي، دمشق 1973)
- سبعون دقيقة حكايات (طرابلس الغرب 1984)
- حفنة من الذكريات (دار طلاس، دمشق 1987)
- محطات في الحياة (وزارة الثقافة، دمشق 1995)
المقالات المجموعة في كتب:
- في كل وادٍ عصا (دار الحوار، اللاذقية 1984)
- جيل الدربكة (دار رياض نجيب الريس، لندن 1990)
- ادفع بالتي هي أحسن (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2001)
أدب الرحلات:
- حكايات من الرحلات (دار المعارف، بيروت 1954)
- دعوة إلى السفر (دار الشرق العربي، 1983)
- خواطر مسافر (دار الأهالي، دمشق 1997)
المذكرات والخواطر:
- وجوه الراحلين (مجلة الثقافة، بيروت 1982)
- أشياء شخصية (بيروت 1968)
- فلسطينيات (دار فلسطين للثقافة، دمشق 1994)
- أحاديث الطبيب (دار عطية بيروت 1997)
- ضد التيار (دار الأهالي، دمشق 2002)
- عيادة في الريف (دار الأهالي، دمشق 2002)
- ذكريات أيام السياسة الجزء الثاني (مذكرات، بيروت 2000)
- ذكريات أيام السياسة الجزء الأول (مذكرات، بيروت 2002)
- جيش الإنقاذ (دار كلمات دمشق 2005)
الشعر:
- ديوان الليالي والنجوم (دار مجلة الآداب، بيروت 1951)
- مقامات (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2007)
الجوائز
- جائزة مجلة الحديث عن مسرحية “أبي العلاء المعري” (1937)
- جائزة إذاعة لندن عن قصيدة “الجندي في ميدان القتال.”
- جائزة مجلّة الصباح عن قصة “قطرات الدم” سنة 1943.
- وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة (دمشق 2004)
الوفاة
توفي الدكتور عبد السلام العجيلي في 5 نيسان 2006، وأُطلق اسمه على أحد أحياء الرقة، كما افتُتحت قاعة باسمه في المركز الثقافي ونظّمت مديرية الثقافة في الرقة ملتقى سنوي بعنوان “ملتقى عبد السلام العجيلي للإبداع الروائي.”
المناصب الرسمية
المنصب | الفترة | سبقه | خلفه |
---|---|---|---|
وزير الثقافة والإرشاد القومي | 16 نيسان – 17 أيلول 1962 | فؤاد العادل | رفيق بشور |
وزير الإعلام | 30 نيسان – 17 أيلول 1962 | عبد الله عبد الدائم | عبد الحليم قدور |
وزير الخارجية | 22 أيار – 20 حزيران 1962 | عدنان الأزهري | جمال الفرا |