أدباء وكتابصحافيون

معروف الأرناؤوط

مؤسس ورئيس تحرير صحيفة فتى العرب (1920-1948)

معروف الأرنأؤوط
معروف الأرناؤوط

معروف بن أحمد الأرناؤوط (1892-  30 كانون الثاني 1948)، أديب وصحفي سوري من أصل ألباني وضع عدد من الروايات عن دولة الإسلام في بداياتها، كان أشهرها رواية سيد قُريش التي أدخلته مجمع اللغة العربية سنة 1930. شارك في الثورة العربية الكبرى سنة 1916 وفي رفع العلم العربي فوق سماء دمشق سنة 1918. وفي عهد الملك فيصل الأول كان رئيساً لتحرير جريدة الاستقلال العربي وأسس جريدة فتى العرب التي ظلّت تصدرت بعد وفاته سنة 1948.

البداية

ولِد معروف الأرناؤوط في بيروت لأب ألباني وأم مارونية لبنانية، وبعد دراسته في الكلية الإسلاميّة بدأ حياته المهنية مُراسلاً لصحيفة البلاغ. التحق بالجيش العثماني عند اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ولكنه انشق عنه وانضم إلى قوات الشريف حسين بن عليّ، قائد الثورة العربية الكبرى  عند اندلاعها سنة 1916.

وصَل دمشق قادماً من الجاز مع طلائع القوات العربية عشية انسحاب الجيش العثماني في أيلول 1918 وشارك في رفع عَلم الثورة العربية الكبرى فوق دار الحكومة مع صديقه الأمير سعيد الجزائري، الحاكم المؤقت لمدينة دمشق. عينه الأمير سعيد مديراً للبرق والبريد في الفترة الفاصلة ما بين خروج العثمانيين ودخول القوات العربية دمشق، أي من 26 أيلول وحتى 1 تشرين الأول 1918.

العمل في الصحافة

وعند دخول الأمير فيصل دمشق في 3 تشرين الأول 1918 كُلف معروف الأرناؤوط بإعادة فتح مكاتب جريدة الشرق التي كانت تصدرها الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، بعد تغيير اسمها إلى جريدة الاستقلال العربي. صَدر عددها الأول في 14 تشرين الأول 1918، أي بعد نحو أسبوعين من إعلان الحكم الفيصلي في سورية، وكُتب على صفحتها الأولى “جريدة من العرب للعرب.” صَدرت الاستقلال العربي بصفحتين من القطع المتوسط، ثم بأربع صفحات قبل أن تتوقف في شباط 1919 عندما طلب معروف الأرناؤوط موافقة الأمير فيصل على ترك العمل الحكومي وإصدار صحيفة خاصة به.

مسرحية جمال باشا السفاح

وفي سنة 1919 أيضاً كتب معروف الأرناؤوط مسرحية سياسية بعنوان “جمال باشا السفّاح” عُرضت على مسرح زهرة دمشق في ساحة المرجة، وكانت من بطولة الفنان الفلسطيني عبد الوهاب أبو سعود. حضر افتتاحها الأمير فيصل ولشدة إعجابه بالعرض أمر بتعين أبو سعود في وزارة المعارف لتدريس مادة التمثيل في المدارس السورية.

جريدة فتى العرب

بعد نجاح عرض “جمال باشا السفّاح” نفرغ الأرناؤوط لجريدة فتى العرب وأصدر عددها الأول في 18 شباط 1920. كانت في البداية جريدة مسائية، تَصدر بأربع صفحات من مكتبها الكائن في ساحة المرجة. وفي مرحلة قياسية أصبحت الجريدة من أشهر الصحف اليومية بدمشق، واستطاعت أن تجلب أكبر الأسماء الأدبية في الوطن العربي، من محمد حسين هيكل وأحمد شوقي إلى عباس محمود العقاد الذي صار يكتب بها بشكل دوري. تعرضت فتى العرب للحجب المُتكرر والإغلاق التعسفي في زمن الانتداب الفرنسي، ولكنها ظلّت تصدر في سنوات الاستقلال حتى بعد وفاة صاحبها عام 1948.

العمل الأدبي

وفي عام 1929، نشر معروف الأرناؤوط روايته الأدبية الأولى بعنوان سيد قُريش، عن حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية. تحدث فيها عن معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي في حياة العرب، وعند صدور طبعة ثانية قدم لها الدكتور منير العجلاني قائلاً: “رواية سيد قُريش فيها عطر، وفيها موسيقى وفيها عنصر من الشعر.”

نالت رواية سيد قُريش إعجاب النقّاد واستحسانهم، وعادت على صاحبها بأرباح مادية مكّنته من اقتناء منزل في شارع العابد وسط مدينة دمشق، بات يُعرف “بدار سيد قُريش.” وأعجب محمد كرد علي بها لدرجه أنه دعا الأرناؤوط للانضمام إلى مجمع اللغة العربية وتم انتخبه عضواً في 8 تشرين الأول 1930.

بعد سيد قُريش كَتب الأرناؤوط رواية عاطفية باسم مُستعار، جاءت بعنوان “على ضفاف البوسفورو” نُشرت في العدد 59 من مجلة اللطائف في 6 نيسان 1932. فضّل عدم وضع اسمه خوفاً من ردة فعل الجمهور الرصين الذي أحبّ رواية سيد قُريش لجدّيتها وبلاغتها. وفي عام 1936، نَشَر رواية ثالثة بعنوان “عمر بن الخطاب” تلتها رواية رابعة بعنوان “طارق بن زياد” قبل صدور رواية فاطمة البتول سنة 1942.

وترجم الأرناؤوط العديد من المسرحيات العالمية، منها “الرجوع إلى أدرنه” لروجيه لاهونت، “والصقلي الشريف” لألفريد دي موسيه، و”الطفلان الشريدان” لبيير دي كورسيل.” وفي الشعر كان له قصائد صاغها عن لغات أجنبية، مثل قصيدة “وقفة في الطلول” لأندريه شينيه  التي نشرت في  مجلّة الحديث بحلب سنة 1928.

الوفاة

توفي معروف الأرناؤوط عن عمر ناهز 56 عاماً في 30 كانون الثاني 1948.

ذكرى معروف الأرناؤوط

بعد وفاته بسنوات، أطلقت وزارة المعارف اسم معروف الأرناؤوط على مدرسة ابتدائية في حيّ القدم بريف دمشق.

 

المصدر
(1) سامي مروان مبيض. تاريخ دمشق الننسي، (بيروت: دار رياض نجيب الريس. 2015) ص 41.(2) مهيار عدنان الملوحي. معجم الجرائد السورية 1865-1965، (دمشق: الأولى للطباعة والنشر. 2002) ص 47.(3) عبد الغني العطري. عبقريات وأعلام، (دمشق: دار البشائر. 1996) ص 215-220.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !