أعلام وشخصياترجال دين

سعيد الكرمي

عالم دين وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق.

الشيخ سعيد الكرمي
الشيخ سعيد الكرمي

سعيد الكرمي (1852-1935)، عالم دين فلسطيني كان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق وقد عمل رئيساً له بالوكالة خلال السنوات 1928-1930.

البداية

ولِد سعيد الكرمي في مدينة طولكرم ودَرَس في الأزهر الشريف في مصر، حيث تعرّف على الشّيخ جمال الدين الأفغاني وتأثر به كثيراً، كما لازم الشّيخ محمّد عبده وكان من مريديه.

عاد بعدها إلى فلسطين للعمل في مهنة التدريس وعُيّن مفتشاً على معارف قضاء بني صعب. إنتقل بعدها إلى دار الإفتاء وأصبح مفتياً على طولكرم قبل بدأ الحرب العالمية الأولى.

المواجهة مع الدولة العثمانية

عرف عن الشّيخ سعيد الكرمي نزعته العروبية المتطرفة وإتتقاداته المتكررة للدولة العثمانية وتحديداً قرار دخول الحرب العظمى إلى جانب ألمانية القيصرية. تم اعتقاله سنة 1915 ونقله سجيناً إلى قلعة دمشق، حيث مثل أمام ديوان عرفي وحُكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنه الحكم خفف بسبب تقدمه بالسن. ظلّ سجيناً حتى جلاء القوات العثمانية عن دمشق نهاية الحرب العالمية الأولى، فقرر الإقامة في دمشق عاصمة الدولة العربية الجديدة التي أقامها الأمير فيصل بن الحسين، نجل الشريف حسين بن عليّ، قائد الثورة العربية الكبرى.

العهد الفيصلي

كلّف الشّيخ سعيد كرمي بتعريب مصطلحات الإدارة في الدولة العربية الفتية، وعُيّن مفتشاً للغة العربية في وزارة المعارف السورية.  ومن هذا الموقع شارك في تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1919، وحضر اجتماعه الأول في المكتبة العادلية، بطلب من الرئيس المؤسس محمّد كرد علي.

وبعد سقوط الحكم الفيصلي في صيف العام 1920 توجه الشّيخ الكرمي إلى إمارة شرق الأردن التي كان قد أنشأها الأمير عبد الله بن الحسين، شقيق الملك فيصل، وعُيّن منصب قاضي قضاء الإمارة ووليّاً على الأمور الشرعية في مدينة عمّان حتى سنة 1926.

عند تكليف محمّد كرد علي بوزارة المعارف في سورية سنة 1928 عاد الشّيخ سعيد الكرمي إلى دمشق وتولّى رئاسة المجمع في غيابه حتى سنة 1930.(1)

الأوسمة

تكريماً لدوره في نهضة مجمع اللغة العربية، حصل الشيخ سعيد الكرمي على وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس، قلده ياه الجنرال هنري غورو في بهو دار الحكومة بدمشق يوم 21 كانون الأول 1921. وفي سنة 1922 قلّد الشريف حسين بن عليّ الشّيخ الكرمي وسام الاستقلال العالي من الدرجة الأولى. وفي سنة 1931، حصل على وسام الاستقلال الأردني من الملك عبد الله بن الحسين.

الوفاة

توفي الشّيخ سعيد الكرمي في طولكرم عن عمر ناهز 83 عاماً يوم 10 آذار 1935. وقد سمي أحد شوارع العاصمة الأردنية على سمه، تكريماً له.

 

المصدر
1. مروان البواب. أعلام مجمع اللغة العربية بدمشق في مئة عام 1919-2019 (مجمع اللغة العربية، دمشق 2019)، 39-41

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !