سعيد تلّاوي (1912 – 6 كانون الأول 1973)، صحفي سوري، ومؤسس ورئيس تحرير جريدة الفيحاء الدمشقية اليومية من سنة 1947 ولغاية انقلاب البعث في 8 آذار 1963. كانت الفيحاء من أنجح وأشهر الصحف السورية في مرحلة الخمسينيات وكانت محسوبة على رئيس الجمهورية شكري القوتلي وقد عطلت بسبب معارضة صاحبها للانقلاب العسكري الذي أطاح بالقوتلي سنة 1949.
البداية
ولِد سعيد تلّاوي في مدينة حمص ودرس في مكتب عنبر بدمشق. بدأ حياته الصحفية محرراً في جريدة القبس، وفي سنة 1941 شارك في تأسيس جريدة التوفيق في حمص مع زميله توفيق شامي صاحب مكتبة التوفيق. أيد شكري القوتلي عند انتخابه رئيساً للجمهورية سنة 1943 وعُيّن سكرتيراً في المكتب الصحفي المؤسس حديثاً في القصر الجمهوري.
جريدة الفيحاء
ابتعد عن العمل الحكومي سنة 1945 ليؤسس جريدة البلد مع إبليا شاغوري، وتولى رئاسة تحريرها. وفي مطلع عهد الاستقلال أسس جريدة الفيحاء اليومية بدمشق وأصدر عددها الأول في 2 تشرين الثاني 1947. عُطّلت الفيحاء واعتُقل صاحبها بأمر من حسني الزعيم في 1 نيسان 1949 بسبب معارضتها للانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس القوتلي. وبعد سقوط الزعيم ومقتله، عادت صحيفة التلاوي إلى الصدور في نيسان 1950. وفي عهد الوحدة السورية المصرية، توقفت الفيحاء مجدداً بسبب انتقادات صاحبها المتكررة للمشير عبد الحكيم عامر، ممثل الرئيس جمال عبد الناصر في سورية.
بارك سعيد تلاّوي بالانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961 وأيد عهد الانفصال. وفي 27 كانون الأول 1961 عادت الفيحاء إلى الصدور بعد أيام من انتخاب الدكتور ناظم القدسي رئيساً للجمهورية. ولكنها توقفت مجدداً – للمرة الثالثة والأخيرة – يوم وصول حزب البعث إلى الحكم سنة 1963. أُدين سعيد تلّاوي بجريمة “دعم الانفصال” وعرقلة مساعي عودة الوحدة مع مصر. كان في ليبيا يومها، وقرر عدم العودة إلى سورية تجنباً لقرار اعتقال صدر بحقه من قبل مجلس قيادة الثورة.
الوفاة
انتقل سعيد تلاّوي للعيش في سويسرا واستقر لاحقاً في لبنان، وفيه توفي عن عمر ناهز 61 عاماً يوم 6 كانون الأول 1973.
مؤلفاته
في الذكرى الرابعة لجلاء القوات الفرنسية عن سورية أصدر سعيد تلّاوي كتاباً صغيراً بعنوان “كيف استقلت سورية” قدّم له الرئيس الأسبق شكري القوتلي، المقيم يومها في مدينة الإسكندرية. وكانت هي المرة الأولى والأخيرة التي يضع فيها القوتلي بقلمه نصاً عن جلاء سورية الذي حدث في عهده سنة 1946.