شاكر الحَنبلي
وزير ونائب وأحد مشرعي دستور عام 1949.

شاكر الحَنبلي (1876-1958)، سياسي وحقوقي سوري من دمشق، تقلّد عدة مناصب وزارية منها المعارف والزراعة والعدل وهو أحد مؤسسي كلية الحقوق في جامعة دمشق.
كما كان عضواً في مجلس الحكم الانتقالي الذي تولى زمام الامور في مدينة دمشق عشية انسحاب الجيس العثماني سنة 1918. وفي سنة 1949 شارك في وضع دستور جديد للبلاد في عهد حسني الزعيم.
البداية
ولِد شاكر الحَنبلي في دمشق ودَرس الحقوق في المعهد الملكي في إسطنبول، الذي تخرّج منه سنة 1898.
كان والده راغب الحنبلي قاضياً في الدولة العثمانية، عَمل في مدينة السلمية شرق مدينة حماة.
التحق ابنه بالعمل الحكومي ووصَل إلى منصب مُتصرف على مدينتي عكا و حماة، وفي عام 1912 عاد إلى إسطنبول للعمل في الصحافة، حيث أسس مع صديقه الشيخ عبد الحميد الزهراوي صحيفة ناطقة باللغة العربية اسمها جريدة الحضارة.(1) وفي عام 1914، عُين الحَنبلي مديراً لقسم الدِراسات العِلمية في نظارة الأوقاف الإسلامية في اسطنبول، وبقي بهذا المنصب حتى تشرين الأول 1916.
في مجلس الحكم الانتقالي
يوم سقوط الدولة العثمانية في سورية نهاية أيلول عام 1918، تنادى عدد من الأعيان لإنقاذ مدينة دمشق من الفوضى العارمة التي كانت تُهددها، وأسسوا مجلس حكم انتقالي برئاسة الأمير محمد سعيد الجزائري، كان الحَنبلي من أعضائه ومعه فارس الخوري و عطا الأيوبي وجميل الإلشي.(2)
شارك شاكر الحنبلي بإعلان استقلال سورية وبرفع علم الثورة العربية الكبرى فوق دار البلدية وسط ساحة المرجة، ولكن هذا المجلس لم يستمر إلّا أياماً معدودة فقط، حيث قام الضابط البريطاني توماس لورنس بحلّه يوم دخول الأمير فيصل بن الحسين دمشق في 3 تشرين الأول 1918، ممثلاً أباه الشريف حسين بن عليّ، قائد الثورة العربية الكبرى. خلال سنوات العهد الفيصلي، عَمل شاكر الحنبلي مُدرساً في معهد الحقوق بدمشق وكان محرراً في جريدة العاصمة الرسمية التي كانت تصدرها الحكومة السورية.(3) وفي عام 1919، عُين مديراً عاماً للمراسلات في سورية ثمّ رئيساً لهيئة التفتيش وأميناً عاماً لمجلس الوزراء في حكومة الفريق علي رضا الركابي.
وزيراً في عهد الانتداب الفرنسي 1926-1932
بعد سقوط الدولة الفيصلية في صيف عام 1920، فَتح شاكر الحَنبلي مكتباً خاصاً للمحاماة وانتُخب نائباً مستقلاً عن دمشق في البرلمان المحلي عام 1923. رَفض الانضمام لأي حزب من الأحزاب السّياسية، وفي 12 حزيران 1926 عُين وزيراً للزراعة في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها الداماد أحمد نامي، رئيس الدولة السورية. في نهاية ذلك العام، كُلف بحقيبة المعارف حتى 8 شباط 1928. خدم الحنبلي في جميع الحكومات التي تعاقبت على سورية خلال الثورة السورية الكبرى وكان في ضمن وفد الأعيان الذي توجه إلى بيروت في تشرين الأول 1925 لمفاوضة المندوب السامي موريس ساراي على وقف العدوان الفرنسي على مدينة دمشق.(4) وفي 14 آب 1930، اختاره الشيخ الشيخ اج الدين الحسني ليكون وزيراً للعدل في حكومته حتى حزيران 1932.
نشاطه في عهد الاستقلال
بعد جلاء القوات الفرنسية عن دمشق في 17 نيسان 1946، اعتزل شاكر الحَنبلي العمل السّياسي وتفرغ للتأليف والترجمة والنشر، إضافة لعمله في الجامعة السورية. وفي عام 1949 شارك في تأسيس محفل سورية ولبنان الماسوني، مع القاضي يوسف الحكيم والوزير الأسبق توفيق شامية.(5) وعندما وقع انقلاب حسني الزعيم، كان الحنبلي عضواً في اللجنة الدستورية التي شكّلها مهندس الانقلاب، برئاسة الدكتور محسن البرازي.
الوفاة
توفي شاكر الحَنبلي في دمشق عن عمر ناهز 82 عاماً سنة 1958.
المؤلفات
وضع شاكر الحَنبلي عدداً من المؤلفات في حياته، أبرزها “قانون الجزاء الجديد” عام 1909 وكتاب “موجز أحكام الأراضي والأموال،” الصادر في دمشق عام 1928. وفي عام 1936 نِشر كتاب “أصول الإدارة الإسلامية.” أخر مؤلفاته كان “أصول الفقه الإسلامي” الصادر في دمشق عام 1948.