أدباء وكتابسيدات سوريات

كوليت خوري

أديبة وكاتبة سورية

كوليت خوري (1937) شاعرة وأديبة سورية من دمشق وحفيدة فارس الخوري رئيس وزراء سورية الأسبق وأحد الآباء المؤسسين للدولة السورية الحديثة. كتبت بالفرنسية والعربية، وعملت بالصحافة مع خالها حبيب كحالة في مجلّة المضحك المبكي. عدها النقاد من أهم رائدات تحرر المرأة في الوطن العربي ووصفوها بأنها “امرأة معجونة بالإشراق والحب والأدب والشعر والموسيقى، تتقن فن الحياة كما تتقن فن الأدب والإبداع وكلاهما نسيج جميل تعيش على إيقاعه.” تقديراً لتجربتها الأدبية المتميزة منحها مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي أقيم في مدينة سرت الليبية جائزة القدس للعام 2009. انتخبت عضواً في مجلس الشعب السوري سنة 1990 وفي عام 2006 عينت مستشارة للرئيس الجمهورية بشار الأسد.

البداية

ولدت كوليت خوري بدمشق وهي سلسلة أسرة مسيحية استوطنت دمشق قادمة من قرية الكفير على سفح جبل حرمون، في زمن جدها الرئيس فارس الخوري. تلقت تعليمها الأولي في مدرسة راهبات البيزانسسون، وأتمت دراستها الثانوية في المعهد الفرنسي العربي بدمشق. بعدئذٍ درست الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت عام 1955، لكن زواجها المبكر من كونت إسباني جعلها تترك الدراسة، لتعود وتتخرج من الجامعة السورية سنة 1958، حاملة شهادة بالحقوق وأخرى في اللغة الفرنسية وآدابها.

كوليت خوري مع جدها الرئيس فارس الخوري.
كوليت خوري مع جدها الرئيس فارس الخوري.

أيام معه

عملت مدرّسة في الجامعة السورية – قسم اللغة الفرنسية – وانضمت إلى أسرة مجلّة المضحك المبكي التي كان يملكها ويديرها خالها الصحفي حبيب كحالة. بدأت مشوارها الأدبي بمجموعة شعرية باللغة الفرنسية جاءت بعنوان “عشرون عاماً” سنة 1957، تلتها بعد سنتين رواية أيام معه التي صدرت بدمشق وكانت تحكي عن علاقة غرامية ربطتها بالشاعر السوري الكبير نزار قباني. وكانت كوليت قد تعرفت على نزار  في أمسية شعرية في الجامعة الأميركية في بيروت وولدت بينهما صداقة قوية تطورت إلى علاقة حب لم تدم طويلاً وتخللها عدة مراسلات أثناء عمله في وزارة الخارجية السورية.

عرضت مخطوط أيام معه على جدها وكانت متخوفة مما سيقوله عن أدبها العفوي والمباشر، وهو الضليع في الشعر الجاهلي والأدب العربي القديم. ولكن فارس الخوري أثنى على عملها وعلّق بالقول: الرواية جميلة جداً ولكن عندي ملاحظة واحدة فقط. ما كل هذا الكلام عن المرأة العاشقة؟ المرأة لا يجب أن تعشق بل عليها أن تبقى معشوقة دوماً – مثلها مثل الوطن – وإذا عشقت، انهارت.”

العمل السياسي

رافقت كوليت خوري جدها إلى اجتماع رؤساء الوزراء العرب المنعقد في القاهرة سنة 1955 حيث تعرفت على الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وكانت قد شبت في دار جدها وتأثرت كثيراً بمحيطه السياسي وبرفاقه في الكتلة الوطنية، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة سعد الله الجابري ورئيس الجمهورية شكري القوتلي.

الرئيس جمال عبد الناصر مستقبلاً كوليت خوري في مصر سنة 1955.
الرئيس جمال عبد الناصر مستقبلاً كوليت خوري في مصر سنة 1955.

تحمست للوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958، ودخلت على جدها لتجده غاضباً حزيناً حيث قال لها: “حتى أنت تنادين بهذه الوحدة يا كوليت؟ الوحدة لا تُسلق…وهؤلاء سلقوها.”

وفي مطلع عهد البعث سنة 1963 صدر أمر اعتقال بحقها وهي عائدة من لبنان، بتهمة “الرجعية ومعاداة النظام الاشتراكي.” حاولت عبور الحدود بالسر ولكن جدتها أسماء عيد توسطت لدى قائد سلاح الطيران اللواء حافظ الأسد للسماح لها بالعودة إلى سورية، ومن يومها ولدت صداقة بينها استمرت حتى بعد وصول الأسد إلى الحكم سنة 1970.  وفي عهده عملت كوليت خوري مستشارة إعلامية ولغوية لوزير الدفاع العماد مصطفى طلاس، وفي سنة 1990 انتُخبت عضواً مستقلاً في مجلس الشعب لدورتين متتاليتين. وفي سنة 2006، عيّنت مستشارة أدبية للرئيس بشار الأسد وحافظت على منصبها طيلة سنوات الحرب السورية.

مؤلفاتها

وهي تحضر لطباعة كتاب بعنوان “فارس الخوري بقلم معاصريه” وجمع رسائلها مع نزار قباني.

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !