عبد الحميد باشا القلطقجي (1875-1925)، ضابط سوري من دمشق، خَدم في الجيش العثماني وكان أحد مؤسسي الجيش السوري في عهد الملك فيصل وهو مؤسس وزارة الخربية وأول وزير حربية في تاريخ سورية سنة 1920.
البداية
ولِد عبد الحميد القلطقجي في دمشق ودَرَس في الكلية الحربية في إسطنبول. كان جده عرابي آغا القلطقجي من أعيان الشّام الذين شاركوا في ثورة على الوالي التركي سليم باشا عندما حاول فرض ضريبة جديدة على مسلمي المدينة سنة 1831. التحق القلطقجي الحفيد بالجيش العثماني ووصل إلى رتبة أمير لواء ونال لقب “الباشا” عسكرياً. وانتسب سراً إلى الجمعية العربية الفتاة التي ظهرت في فرنسا قُبيل الحرب العالمية الأولى، وكانت تطالب بتوسيع مشاركة العرب في الدولة العثمانية، قبل أن تتحول مطالبها إلى إسقاط الحكم العثماني في الولايات العربية.
دوره في الثورة العربية الكبرى
تعاون القلطقجي مع الشريف حسين بن عليّ عند إعلانه الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين سنة 1916 وشارك في تهريب السلاح إلى الحجاز. ألقي القبض عليه بأمر من جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية، الذي أمر تسريحه ونقله إلى سجن خان باشا في دمشق، حيث تعرض لتعذيب شديد، وظل لغاية انتهاء الحرب العالمية الأولى وانسحاب الأتراك عن دمشق في أيلول 1918.
حاكماً عسكرياً على حلب
فور خروجه من السجن، بايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية في 3 تشرين الأول 1918، وانضم إلى جيشه. عينه الأمير فيصل حاكماً عسكرياً على مدينة حلب، خلفاً للجنرال العراقي جعفر باشا العسكري.، وفي 10 كانون الأول 1919، سمّي وكيلاً للحاكم العسكري بدمشق.
وزيراً للحربية
شارك عبد الحميد القلطقجي في مراسيم تتويج الأمير فيصل ملكاً على البلاد يوم 8 آذار 1920 وبعدها بيوم واحد عُين وزيراً للحربية في حكومة الفريق علي رضا الركابي. أسس وزارة الخربية وكان أول وزيراً فيها، وعمل مع الركابي على إنشاء الجيش السوري وتعريب رتبه العسكرية. ولكنه لم يستمر في المنصب إلا أشهر معدودة واستبدل بالوزير يوسف العظمة يوم 3 أيار 1920 عند تشكيل حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسي لمواجهة القوات الفرنسية المتقدمة نحو مدينة دمشق. واستبعد عن المجلس الحربي الذي شكله الملك فيصل بسبب معارضته قرار الحرب مع فرنسا، خوفاً على الجيش السوري من الهلاك.
نائب دمشق
غاب القلطقجي عن معركة ميسلون في 24 تموز 1920، والتي استشهد فيها يوسف العظمة وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. قسمت سورية في عهد الانتداب إلى دويلات وشُكل مجلس تمثيلي لكل دولة، وانتُخب القلطقجي نائباً عن دمشق في مجلسها المحلي. وفي أثناء ولايته النيابية، فتح دكّاناً للسمانة في طريق الصالحية، ما أثار استهجان المجتمع الدمشقي، لكونه باشا ووزير وأمير لواء متقاعد. كان الدّكان ملكاً لوالد نزيهة الحمصي (زوجة أكرم الحوراني) التي كتبت في مذكراتها: “وكثيراً ما كنت أشتري منه بقرش أو قرشين ما يحب الأطفال عادة شراءه.”
الوفاة
توفي عبد الحميد القلطقجي في مطلع العام 1925، وشغر مقعده النيابي بدمشق. دعت سلطة الانتداب لإجراء انتخابات فرعية، فاز فيها أحمد مختار الشريف خلفاً للقلطقجي.
الأولاد
دَرَس ابنه صلاح القلطقجي الصيدلة في الهند وفتح “الصيدلية السلطانية” في مدينة البصرة، وهي أول صيدلية حديثة في العراق كانت مُلكاً لوالد زوجته، الصيدلاني العراقي عزيز اجزاجي.
المناصب
وزيراً للحربية (9 آذار – 3 أيار 1920)
- سبقه في المنصب: لا يوحد
- خلفه في المنصب: يوسف العظمة