فنادق وخانات

فندق الشرق (أورينت بالاس)

فندق مقابل محطة الحجاز بدمشق

فندق الشرق (الأورينت بالاس)، من أقدم فنادق دمشق وأعرقها، افتتح سنة 1943 وكان مقراً للسياسيين الكبار وضيوف الدولة السورية قبل افتتاح فندق ميرديان دمشق في العقد السابع من القرن العشرين. يقع فندق الشرق مقابل محطة الحجاز في شارع سعد الله الجابري، وقد اكتسب شهرة إضافية بعد اعتماده من قبل فيروز والأخوين رحباني خلال زياراتهم السنوية إلى سورية لإحياء حفلات معرض دمشق الدولي. كان الفندق حين تشييده ثاني أكبر فندق بدمشق بعد فندق فكتوريا الذي ظهر في زمن الدولة العثمانية وأزيل في مرحلة الانتداب الفرنسي.

تاريخ الفندق

بدأت الأعمال الإنشائية عام 1930 من قبل شركة أنطون ثابت للاستشارات الهندسية، وكانت لصالح عائلة خوام اللبنانية المنحدرة من مدينة زحلة، وهي صاحبة الأرض التي بني عليها الفندق. تم الافتتاح سنة 1934 باسم فندق “خوّام” وهو الاسم الذي ما زال مذكوراً على اللوح الحجري في مدخل الفندق. كما شيّدت في قبو المبنى سينما عائدة التي تحوّلت إلى سينما أفامية ثم سينما أوغاريت. بعد وفاة الأخوين المالكين من عائلة خوّام ذهبت ملكية الفندق لأكثر من شخص، وفي عام 1967 اشترته عائلة العماد، وما زالت تملكه حتى اليوم.

تاريخ الفندق وزواره

عاصر فندق الشرق أحداثاً سياسية واجتماعية وثقافية، وكان مقراً لرئيس الحكومة سعد الله الجابري خلال فترات تواجده بدمشق، إمّا رئيساً لمجلس النواب أو للحكومة في عهد الرئيس شكري القوتلي. وكان جوار الفندق قد تعرض لقصف شديد في أثناء العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 29 أيار 1945، في محاولة من فرنسا لاعتقال الجابري الذي خرج من الأورينت بالاس مع البطريرك الروسي وتوجه إلى لبنان. كما نزل به الدكتور ناظم القدسي أثناء فترات توليه رئاسة الحكومة أو البرلمان، ومنه خرج إلى المجلس النيابي لإلقاء خطاب القسم عند انتخابة رئيساً للجمهورية في كانون الثاني 1961.

ومن أبرز نزلاء الفندق كان الجنرال شارل ديغول، عند زيارته دمشق بصفته قائداً لقوات فرنسا الحرة سنة 1941، والملك السعودي سعود بن عبد العزيز الذي حلّ ضيفاً فيه سنة 1957. وقد اعتمدته المطربة اللبنانية فيروز وكانت تتخذ من إحدى قاعاته مكاناً لتدريبات فرقتها الموسيقية قبل إحياء حفلات معرض دمشق الدولي ابتداء من العام 1960. كما نزلت به الأديبة البريطانية أجاثا كريستي التي ذكرته في واحدة من رواياتها، وكان المطرب المصري عبد الحليم حافظ يعتمده مقراً دائماً له في دمشق. وفي شهر شباط عام 1958 أقامت الطوائف المسيحية حفل تكريم للرئيس شكري القوتلي، احتفالاً بدوره في قيام الوحدة السورية – المصرية.

وصف الفندق

لفندق الشرق طراز معماري أوروبي مع لمسات شرقية تتناسب مع الأبنية المحيطة. ويتألف الفندق من طابق أرضي وثلاث طوابق تحتوي على ثمانين غرفة، بينها غرفة فيروز التي لا تزال تحمل اسمها حتى اليوم. وهو مصنف كفندق ثلاث نجوم اليوم، ويضم بهواً واسعاً وصالات للمؤتمرات والحفلات ومطعماً ومقهى ومطبخاً.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !