أعلام وشخصياتضباط وقادة عسكريون

عبد الله عطفة

رئيس أركان الجيش السوري (1946-1948).

اللواء عبد الله عطفة
اللواء عبد الله عطفة

عبد الله عطفة (1897-1976)، أحد مؤسسي الجيش السوري، كان أول رئيس للأركان في عهد الاستقلال وسمّي بعدها وزيراً للدفاع من حزيران وحتى كانون الأول 1949.

البداية

ولد عبد الله عطفة دمشق ودَرَس في المدرسة العسكرية في إسطنبول. التحق فور تخرجه في تموز 1915 بالجيش العُثماني وتم فرزه إلى الفرقة الثالثة في فلسطين ثم إلى الفرقة السادسة عشر، وكان ذلك خلال الحرب العالمية الأولى.(1)

وعند انتهاء الحرب وسقوط الحكم العُثماني في سورية، عاد عبد الله عطفة إلى دمشق ودخل في صفوف الجيش السوري، مُبايعاً الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على دمشق.

في زمن الانتداب الفرنسي (1920-1946)

شارك عبد الله عطفة في معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920، برتبة ملازم في لواء الخيالة.(2) استشهد وزير الحربية يوسف العظمة وتم خلع الملك فيصل عن عرش الشّام مع فرض الانتداب الفرنسي على سورية.

التحق عبد الله عطفة بجيش الشرق التي كانت فرنسا تُحارب به في الشرق الأوسط، وتم إرساله إلى باريس لحضور دورة عسكرية مُكثفة في مدرسة أركان الحرب العليا.  أبحر في دراسات الحروب الأوروبية وأصبح مرجعاً في سياسات نابليون العسكرية. تدرج بعدها في جميع الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة مُقدم سنة 1936، وكان أول ضابط سوري يصل إلى منصب قائد كتيبة في جيش الشرق.(3)

خلال الحرب العالمية الثانية، عُيّن عطفة رئيساً لأركان جيش الشرق في المنطقة الشرقية، ثم قائداً لفوج الدفاع عن شواطئ سورية ولبنان. وعند وقوع العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 29 أيار 1945، انشق عن جيش الشرق ووضع نفسه تحت تصرف رئيس الجمهورية شكري القوتلي. وعند جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1949، رُفع إلى رتبة لواء وسُمّي رئيساً لأركان الجيش بمرسوماً موقعاً مع الرئيس القوتلي.

رئيساً لأركان الجيش (1946-1949)

أولى تحديات اللواء عطفة كانت تجهيز الجيش السوري وتدريبه للمشاركة في حرب فلسطين سنة 1948. دخل الجيش السوري ميدان المعركة في 15 أيار 1948 ونحج في احتلال مستعمرة سمخ وما حولها، ولكنه توقف عند مستعمرتي دغانيا آ ودغانيا ب، بانتظار تعزيزات لم تصله أبداً، فاعتبر هذا الموقف تخاذلاً من اللواء عطفة الذي أجبر على تقديم استقالته في 23 أيار 1948، ومعه وزير الدفاع أحمد الشرباتي.

وقد أُشيع يومها يومها أنه كان على تواصل مع الملك عبد الله الأول ويُريد تحقيق وحدة مع الأردن، تُطيح بحكم الرئيس القوتلي، كما قيل إنه كان قد تقاضى مبالغاً من المال من الملك الأردني.

وزيراً للدفاع (حزيران – كانون الأول 1949)

أدت هذه الاتهامات إلى شرخ كبير في علاقة اللواء عطفة مع الطبقة السياسية الحاكمة، وكان على رأسها رئيس الحكومة خالد العظم، الذي لم يُدافع عن عطفة ولم يتدخّل لإنصافه. بذلك أيد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم القوتلي والعظم في 29 آذار 1949، وكان بقيادة حسني الزعيم الذي خلفه في قيادة الجيش.

أعاده حسني الزعيم إلى الصدارة قام بتعيينه وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس محسن البارزي يوم 26 حزيران 1949. ولكن هذه الحكومة شقط سريعاً في 14 آب 1949، عند حدوث انقلاب جديد في سورية، أودى بحكم الزعيم وأدى إلى مقتله هو ومحسن البرازي، رمياً بالرصاص. وقد حاول الزعيم التنصل من مسؤولية تسريح الضباط الذين قاموا بالانقلاب ضده، مُلقياً اللوم بذلك على عبد الله عطفة.(4)

سارع اللواء عطفة لتأيد الانقلاب الجديد وتحالف مع زعيمه اللواء سامي الحناوي، الذي قام بتعيينه وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس هاشم الأتاسي من 14 آب وحتى حتى 31 كانون الأول 1949.

الوفاة

غاب عبد الله عطفة من بعدها عن أي منصب سياسي أو عسكري، وتوفي في دمشق عن عمر ناهز 79 عاماً سنة 1976.

 

 

 

 

المصدر
1. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 4302. صبحي العمري. ميسلون: نهاية عهد (دار رياض نجيب الريّيس، لندن 1991)، 1723. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 4304. فضل الله أبو منصور. أعاصير دمشق (دمشق)، 70

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !