
عدنان مردم بك (1917-1988)، شاعر وكاتب مسرحي سوري من دمشق كان مؤسس المسرح الشعري في سورية وهو نجل الشاعر الكبير خليل مردم بك.
البداية
ولِد عدنان مردم بك في دمشق لاُسرة سياسية عريقة وكان والده شاعر الشّام خليل مردم بك من أعيان المدينة. دَرَس في مدرسة مكتبة عنبر وفي الكلية العِلمية الوطنية ثمّ التحق بكلية الحقوق بجامعة دمشق، وتخرّج منها سنة 1940. عَمَل مُتدرباً في مكتب سعيد الغزي، الذي أصبح رئيساً لوزراء سورية في مرحلة الاستقلال.(1) تتلمذ عدنان مردم بك في مدرسة أبيه الشعرية وبدأ يُنظم الشعر وهو فتى يافع، حيث نَشر أولى قصائده في جريدة البرق البيروتية، لصاحبها بشارة الخوري (الأخطل الصغير).(2) وكان يَنشر في حينها تحت اسم مستعار وهو “فتى النيربين.”
طبع عدنان مردم بك ديوانه الأول نجوى سنة 1956، وجاء بعده ديوان صفحة ذكرى عام 1961. أصدر بعدها ديوانين شعريين هما عبير من دمشق ونفحات شاميّة كما حقق العديد من كتب والده، عن الشعر والتاريخ. وقد حقق مذكرات خليل مردم بك الدبلوماسية والخاصة، التي نُشرت في بيروت سنة 1981.
المسرحية الشعرية
تعرف عدنان مردم بك على المسرحية الشعرية سنة 1932، بفضل أستاذه الفرنسي في الكلية العِلمية الوطنية، الذي درّسه مسرحية السيد للشاعر الفرنسي بيير كورناي. وأثناء شرحه للمسرحية، قال له الأستاذ: “هذا النوع من الأدب تفتقرون إليه في سورية،” مما حفّز مردم بك على التبحر بهذا النمط المسرحي، حيث وجد مسرحيتان في مكتبة والده للشاعر المصري أحمد شوقي، هما مصرع كليوباترا ومجنون ليلى. فقرأهمها عدنان مردم بك وفُتن بهما، وبدأ في تنظيم مسرحيته الشعرية الأولى فتح عمورية التي نُشر جزء منها في مجلّة الشّام.
ونظّم سنة 1934 مسرحية “مصرع الحُسين” وجاء بعدها مسرحية “عبد الرحمن الداخل،” ثم مسرحية “جميل بثينة” عام 1936. وبعدها كانت مسرحية “الدون كارلوس،” ومسرحية “يوسف وزليخة” عام 1943. جمعاً، وضع عدنان مردم بك أربع عشرة مسرحية شعرية، منها “غادة أفاميا” و”العباسية” و”الحلّاج،” إضافة إلى “رابعة العدوية” و”فلسطين الثائرة” و”الملكة زنوبيا.” وقد نالت مسرحية “رابعة العدوية” الجائزة العالمية الثالثة من منظمة اليونيسكو في أسبوع الكتاب الصوفي، وتُرجمت إلى عدة لغات. وأسس عام 1933 جمعية أدبية أسماها “الثريا” وكان أعضاؤها يقومون بتدريب الشعراء والكتاب على أساليب الخطابة والفصاحة.
في المحاماة
مارس عدنان مردم بك مهنة المحاماة لما يقارب السبع سنوات، ثم انتسب إلى سلك القضاء وكان قاضياً للتحقيق في دمشق ثم قاضياً في محكمة البداية ثم في محكمة الاستئناف، فمستشاراً في محكمة النقص حتى إحالته على التقاعد سنة 1966.
الوفاة
توفي عدنان مردم بك في دار العائلة بدمشق يوم 18 تشرين الأول 1988 ووري الثرى في مدافن الاٌسرة المردمية. وقد تحوّل داره في سوق البورص المتفرع عن سوق الحميدية إلى دار للثقافة سنة 2014، تحت إشراف أبنائه قتيبة ووضاع وبناته حسّانة والدكتورة هند مردم بك، بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية.