محمد صالح بن عبد الله فرفور (1901-9 أيلول 1986)، فقيه حنفي وداعية سوري من دمشق، أسس وترأس معهد الفتح الإسلامي وكان أحد الآباء المؤسسين لرابطة العلماء. درس لسنوات طويلة تحت قبة النسر في الجامع الأموي وكان أحد مؤسسي كلية الشريعة في الجامعة السورية سنة 1956.
البداية
ولد محمد صالح فرفور في العمارة الجوّانية بدمشق ودرس في الكتّاب أولاً ثم في المدرسة الكاملية. بدأ حياته في الحرف اليدوية وأصبح نجاراً ماهراً له متجر معروف في سوق القباقبية على جدار الجامع الأموي. وصفه قاضي دمشق الشيخ علي الطنطاوي وقال:
كان نجّاراً بارعاً، يأكل من كسب يده مالاً حلالاً، كما كان شأن كبار الصّحابة، وكبار العلماء، وكان يغدو إلى درس الشّيخ هاشم الخطيب في المسجد، ثم يؤمُّ دكّانه في السّوق، يُحْسن عمله، وينصح من يعامله، ويقنع بالقليل من الحلال، لم يكن غشّاشاً ولا طمّاعاً ولا مدَّعياً في صناعته.
تعرّف على الشيخ حسن حبنكة، أحد أشهر علماء دمشق وأخذ عنه العلوم الشرعية، ثم دخل المدرسة القلبقجية لدراسة الفقه الحنفي. وفي شبابه قرأ على يد المحدّث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني ولازم مفتي دمشق الشيخ عطا الله الكسم.
معهد الفتح
سافر بعدها إلى بيروت لتدريس مادة الشريعة في كليتها الإسلامية، ثم عاد إلى دمشق وبدأ التدريس تحت قبة النسر في الجامع الأموي ليلاً وفي جامع فتحي بمحلّة القيمرية عصراً. وكان له حلقة تدريس أخرى تعقد في جامع سنان آغا في المناخلية قبل أن يتولّى إمامة إمام مسجد الأقصاب سنة 1959. تعاون من الشيخ مصطفى السباعي في تأسيس كلية الشريعة في الجامعة السورية سنة 1955 وبعدها بعام أسس جمعية الفتح الإسلامي لنشر الدعوة في جامع فتحي. حققت الجمعية نجاحاً كبيراً وأتبعها الشيخ فرفور بمعهد حمل نفس الاسم، كان مخصصاً للذكور، وآخر للإناث تم افتتاحه سنة 1965. ومن أشهر طلابه ومريديه كان الشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ رمزي البزم والشيخ عبد الفتاح البزم، مفتي دمشق في تسعينيات القرن العشرين.
مؤلفاته
تأخر الشيخ صالح فرفور في النشر بسبب انشغاله في التدريس والخطابة في المساجد، ومن أهم مؤلفاته:
- الدر المنثور في أعيان بني فرفور (دمشق 1962)
- مطالعات أدبية في نفحات الخلود (دمشق 1966)
- الاستحسان عند الأصوليين والفقهاء (دمشق 1968)
الوفاة
توفي الشّيخ محمد صالح فرفور في دمشق عن عمر ناهز 85 عاماً يوم 8 أيلول 1986.
الأولاد
اشتهر أولاد الشيخ فرفور في مجال الدعوة من بعده وكان على رأسهم الشيخ محمد عبد اللطيف فرفور، خطيب جامع الأقصاب الذي وضع كتاب عن حياة أبيه بعنوان الزاهر في الحديث العاطر عن الوالد الفاخر، صدر بدمشق سنة 1987. ومن أبنائه الشيخ حسام الدين فرفور خطيب جامع بدر في حيّ أبي رمانة والشّيخ وليّ الدين فرفور مؤسس دار فرفور للطباعة والنشر.