نزار توفيق قباني (21 آذار 1923 – 30 نيسان 1998)، شاعر سوري وأحد أبرز الشعراء العرب في القرن العشرين، ولد بدمشق لأسرة دمشقية عريقة تهتمّ بالعلم والثقافة، وتشتغل بالتجارة ومنها أبو خليل القباني رائد المسرح الغنائي في سورية ومصر.
نزار قباني شاعر النصف الثاني من القرن العشرين بلا منازع، فهو أكثر شعراء العربية إنتاجاً وشهرة ومبيعاً وجماهيريةً؛ لأسلوبه السهل الممتنع، وشفافية شعره، وغنائيته الأخّاذة، وقد اشتغل هذا الشاعر على موضوعين رئيسين: المرأة والسياسة.
لقب بشاعر المرأة في العربية، فقد نحت صورتها وسوّاها إلى أن جعلها وردةً دائمة الأريج من جهة، وهو الذي دعاها إلى أن تثور على وضعها الدوني من جهة أخرى، فكان شعره فيها جمالياً وتحرّريّاً، ففي أعماله الأولى «قالت لي السمراء» و«طفولة نهد» و«سامبا» و«أنت لي» و«قصائد» شيء من الحسية ووصف لمفاتن الجسد وجماليته في الوقت نفسه.
حياته المبكرة
ولد نزار في دمشق القديمة في حيّ «مئذنة الشحم» وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ، وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله. يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك «وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان»
وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج. وكأي فتىً في سنّ المراهقة، احتار كثيرًا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ ثم اتّجه للرسم، ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعتكف عنها. ثُمّ رسا بالنهاية على الشعر، وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذًا على يدِ الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.
دراسته وعمله
كان والده حريصاً على أن يتعلّم ولده الثقافتين العربية والفرنسية بعيداً عن المدارس التي كانت سائدة في دمشق والتي تهتم بإحدى الثقافتين، ولذلك أدخله الكلية العلمية الوطنية التي كانت تجمع بين الثقافتين العربية والفرنسية، ثم تخرج في كلية الحقوق بالجامعة السورية سنة 1944؛ ليعمل في السلك الدبلوماسي، فألحق بسفارة بلده في القاهرة، ثمّ تنقل في هذه الوظيفة من بلد إلى آخر إلى أن استقال سنة 1966؛ ليؤسس داراً للنشر باسمه في بيروت.
أتقن نزار قباني، إضافة إلى اللغة العربية، اللغة الفرنسية في بلده وفي أثناء عمله في باريس، كما أتقن اللغة الإنكليزية التي تعلمها في موطنها في أثناء عمله في السفارة السورية في لندن (1952ـــ1955)، وتعلم اللغة الإسبانية في موطنها حين كان يعمل في السفارة السورية في مدريد (1962ـــ1966)، كما عمل في السفارة السورية في بكّين وطوكيو.
مؤلفاته
عام 1939 كان نزار في رحلة مدرسية بحريّة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلًا بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري، كما يقول متابعوه.
ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة وهو ديوان «قالت لي السمراء» حيث قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثارت قصائد ديوانه الأول، جدلًا في الأوساط التعليمية في الجامعة وقد كتبَ له مُقدّمة الديوان منير العجلاني الذي أحبّ القصائد ووافق عليها. وقد ذاع صيته بعد نشر الديوان كشاعر إباحي. وفي تعليقه حول صدور ديوانه الأوّل كتب:
قالت لي السمراء حين صدوره أحدث وجعًا عميقًا في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها أو بأحلامها… لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا.
أصدر نزار قباني قصيدة طويلة بعنوان «دنيا الحروب» عام 1941، ثم أصدر بعد ذلك نحو إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، وكانت مجموعته الشعرية الأولى «قالت لي السمراء» سنة 1944، ثم أصدر بعد ذلك مجموعاته الشعرية الآتية: «طفولة نهد» و«سامبا»، و«أنتِ لي» و«قصائد» و«حبيبتي» و«الرسم بالكلمات» و«يوميات امرأة لا مبالية» و«قصائد متوحشة» و«كتاب الحبّ»، وهذه المجموعات العشر هي مجموع ما تضمنه المجلد الأول من الأعمال الشعرية الكاملة، كما تضمن المجلد الثاني سبع مجموعات شعرية أخرى هي: «أشعار خارجة على القانون» و«أحبّكِ.. أحبُّكِ والبقية تأتي» و«إلى بيروت الأنثى مع حبّي» و«100رسالة حب» و«كل عام وأنت حبيبتي» و«أشهد أن لا امرأة إلاّ أنتِ» و«هكذا أكتب تاريخ النساء»
وتضمن المجلد الثالث بعض أعماله السياسية، وأهمها: «هوامش على دفتر النكسة» و«الممثلون» و«الاستجواب» و«فتح» و«شعراء الأرض المحتلة»، وتضمن المجلّد الرابع من أعماله الكاملة: «قصيدة بلقيس» و«الحبّ لا يقف عند الضوء الأحمر» و«سيبقى الحبّ سيّدي». أما المجلد الخامس فقد تضمن «الأوراق السّرية لعاشق قرمطي» و«لا غالب إلاّ الحبّ» و«هل تسمعين صهيل أحزاني»، في حين يتضمن المجلد السادس بعض أعماله الشعرية السياسية، وهي «قصائد مغضوب عليها» و«تزوجتك أيتها الحرية» و«الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق» و«هوامش على دفتر النكسة».
أما المجلدان السابع والثامن فهما في نثر نزار، وتضمن المجلد السابع الأعمال النثرية الآتية: «الشعر قنديل أخضر» و«قصتي مع الشعر» و«عن الشعر والجنس والثورة» و«المرأة في شعري وفي حياتي»، في حين يتضمن المجلد الثامن الأعمال الآتية: «ما هو الشعر؟» و«العصافير لا تطلب تأشيرة دخول» و«لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي» و«جمهورية جندستان»؛ وهي مسرحية، وهناك أعماله الشعرية التي أصدرها في مجموعات، كـ«أنا رجل واحد… وأنتِ قبيلة من النساء» الصادر في سنة 1993.
المرآة في شعر نزار
يتعانق في قصائد نزار في المرأة الوصفان الحسيّان: الخارجي والداخلي، والجمال والرغبة، والصراحة والتلميح؛ ولذلك كان نزار قريباً من المرأة وإحساساتها، وأراد منها أن تكون ندّاً لرفيقها الذكر وشريكاً له في المجتمع الإنساني، ولاتكون هذه الشراكة سليمة إلا إذا كانت مبنية على أساس متين؛ هو الحبّ والتفاهم والصداقة والاحترام، فمن ذلك المقطع الأول من قصيدته «صباحك سكِّر:
إذا مرّ يوم ٌ. ولم أتذكّرْ
به أن أقولَ: صباحُكِ سكّرْ..
ورحتُ أخطٌّ كطفلٍ صغيرٍ
كلاماً غريباً على وجه دفترْ
فلا تضْجري مِنْ ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أنّ شيئاً تغيّرْ
فحين أنا. لا أقولُ : أُحبُّ..
فمعناهُ أني أُحبّكِ أكثرْ….
وقد حاول نزار من جانب آخر أن يحرّر جسد المرأة من أن يكون سلعة تُباع وتُشرى إلى غاية إنسانية نبيلة، ومن إرادة مسلوبة إلى سلطة الإرادة، فهي إنسان كامل لها ما للرجل من إرادة وإحساسات وعواطف، وهي صاحبة الحق الكامل في حياتها، ولذلك دعاها إلى الثورة على بعض العادات الدخيلة في المجتمع في كثير من قصائده، كما دعاها إلى رفض الظلم والتمرد على كل ما يقف في طريق تحقيق إنسانيّتها، وقد تجلّى ذلك في عمله الشعري الرائد «يوميات امرأة لا مبالية» الذي استهله بهذا الخطاب النزاري العنيف:
ثُوري ! أحبّكِ أن تَثُوري..
ثُوري على شرق ِ السبايا.. والتكايا.. والبخُورِ
ثُوري على التاريخ ِ، وانتصري على الوهم ِ الكبيرِ
لا ترهبي أحداً، فإنَّ الشمسَ مقبرةُ النسورِ
ثوري على شرق ٍ يراكِ وليمة ً فوق السريرِ
وثمة أمر ينبغي أن يشار إليه في هذا المقام، وهو أن القارئ يجد كثيراً من الأوصاف الحسية في بعض قصائد نزار، وهي في حقيقة الأمر لا تتناقض كل التناقض مع دعوته إلى تحرير المرأة، وقد تجلّت هذه الظاهرة في عمله الطويل «يوميات امرأة لا مبالية»، فالخطان يسيران جنباً إلى جنب، فالاعترافات تكشف عن اعتزاز هذه الأنثى بجسدها الذي أراده خالق الكون على ما هو عليه، وهي في الوقت ذاته تسعى إلى أن تكون إنساناً حرّاً ومسؤولاً.
نزار والسياسة
شعره السياسي لا يقلّ عن شعره في المرأة شهرةً وانتشاراً على الرغم من أنّ نزاراً لم ينتم ِ إلى أيّ حزب سياسي يحتضنه، ويشجّع شعره، كما هي الحالة عند معظم الشعراء العرب المعاصرين المشهورين، وعلى الرغم من أنّ صوت نزار كان قبل النكسة سنة 1967 مخصصاً في الجملة لموضوعات المرأة جمالاً وتحريراً إلا أن المجتمع العربي لم يغب عن ذهنه، وقد تبدى ذلك في قصيدته «غرناطة» وهي حوارية بينه وبين صبية إسبانية حسناء:
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابلٍ تُركت بغير حصادِ
يتألق القُرْط الطويل بجيدهــا
مثل الشموع بليلةِ الميلادِ
وكذلك تبدى اهتمامه بالمجتمع في قصيدته الشهيرة «خُبزٌ وحشيشٌ وقمر»، إذ حاول أن يتلمس فيها أسباب التخلف الاجتماعي الذي تعيشه الأمة، فوصف حالات التواكل التي تنتاب المواطنين وهم يتسجدون السماء، ويزورون قبور الأولياء، ويمضغون التبغ والأفيون، ويبحثون عن الخبز ويهتزون طرباً لبطولات القدماء:
في بلادي.. في بلاد البسطاء
حيثُ نجترُّ التواشيح الطويله..
ذلك السُّلُّ الذي يفتك بالشرقِ
ولكن لما حصلت النكسة بصدمتها التاريخية البالغة أصبح نزار شاعر السياسة الأول في قصيدته التي أحدثت ضجّة حينذاك، وتلقـّـفها الناس كالخبز والماء والدواء «هوامش على دفتر النكسة» ومن مقاطعها:
يا وطني الحزينْ
حوَّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ شعرَ الحبّ والحنينْ
لشاعر ٍيكتبُ بالسّكّينْ
كان نزار ضمير المرأة، فأصبح ضمير الأمة، فغنى كما لم يغنِّ شاعر من قبل لدمشق، فهي في شعره أمّ الدنيا ومدينة الطيب ومركز الفتح العربي، وقلب العروبة في كلّ زمان ومكان، وهو جزء لا يتجزّأ منها، فهي موطنه وأرض أجداده، وفيها ملاعب طفولته وصباه وشبابه، ثم هي مدينة الجمال والتاريخ والبطولات، ولذلك يقول في إحدى قصائده:
قمرٌ دمشقيّ ٌ يُسافرُ في دمــــي
وبلابلٌ وسنابِلٌ.. وقبــــــــَابُ
الفلّ ُ يبدأ من دمشق بياضـــــهُ
وبعطرها تتطيَّبُ الأطيـــــابُ
والماءُ يبدأ من دمشق.. فحيثما
أسندتَ رأسَكَ، جدولٌ ينسابُ
وغنّى نزار لبيروت كما غنّى لدمشق، وخاصة أنها المدينة التي احتضنته طويلاً، وآلمه ما حلَّ بها من أحداث موجعة في الحرب الأهلية، فنظم لها عدداً من القصائد، ومنها «يا ستّ الدنيا يا بيروت» و«سبع رسائل ضائعة في بريد بيروت» و«بيروت محظيتكم… بيروت حبيبتي» و«إلى بيروت الأنثى مع الاعتذار»، ومن قصيدته الأولى:
ماذا نتكلَّمُ يا بيروت
وفي عينيكِ خلاصة ُ حزن البشريَّهْ
وعلى نهديكِ المحترقين.. رمادُ الحرب الأهليهْ
من كان يفكّرُ أن نتلاقى – يا بيروتُ- وأنتِ خرابْ؟
وغنّى نزار للقدس الجريحة غناءً ممزوجاً بالحسرة على واقعها الراهن متفائلاً بمستقبلها العربي:
يا قدسُ يا حبيبتي/ غداً.. غداً سيزهرُ الليمونْ
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والغصونْ
وتضحكُ العيونْ
وترجعُ الحمائمُ المهاجرهْ
إلى السُّقوفِ الطاهرة
وغنّى للحرية أيضاً وغنّى للوحدة العربية، ورفض أن يكون هذا العالم المجزأ وطنه العربي في قصيدته «قرص الأسبرين»:
ليس هذا الوطن المصنوعُ من عشرين كانتوناً..
ومن عشرين دكاناً
ومن عشرين صرّافاً وحلا ّقاً وشرطيّاً وطبّالاً.. وراقصةً
يُسَمَّى وطني الكبير
وانتقد مسار الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في «المهرولون» و«عرب ما تحت الصفر» وسوى ذلك كثير كثير.
عائلته
تنحدرُ عائلة القبّاني من أسرة عربيّة حجازية ترجع بنسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ثم انتقلت إلى جهة العراق فأقام أجدادها فيها، وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى سوريا، ثم تشعّبوا في بلاد الشام. والده هو توفيق القبّاني امتلك مصنع لإنتاج الحلويات والمُلبّس، كما شاركَ في المُقاومةِ الوطنيّة ضد الانتداب الفرنسيّ، وكان منزله مكانًا لاجتماع أقطابِ المُعارضة الوطنيّة في العشرينيات من القرن المُنصرم. وجدّه هو أبو خليل القباني الرائد المسرحي الشهير. ولدى نزار شقيقتين هما: وصال وهيفاء قباني. وثلاث أشّقاء هم: معتز ورشيد وصباح قباني الذي ترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون السوريّة في ستينيات القرن العشرين، ثُمّ سفيرًا لسوريا في الولايات المتحدة.
والدته فايزة آقبيق من أصلٍ تُركي، وكان نزار متعلقًا بها كثيرًا، ويُقال أنها ظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره، وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حتى قالوا عنه إنه يعاني من عقدة أوديب. وكتب لها قصائدًا كثيرة يدمج فيها بين حنينه لدمشق مهده الأول وحنينه لأمه. وقصائده عن أمّه في ديوانه الرسم بالكلمات خير دليل على شغف الطفل بصورة الأم التي ألهمته في نصوصه.
حياته الشخصية
تزوج نزار مرتين كانت الأولى من ابنة خاله زهراء آقبيق في سنة 1946، وأنجب منها هدباء وتوفيق، ولكنّ هذا الزواج أخفق؛ ليتزوج مرة ثانية من بلقيس الراوي (عراقية) التي التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد، وأنجب منها عمر وزينب.
عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، ومن أهمّ الأحداث التي أثرت في مسيرة حياته الشعرية انتحار أخته وصال سنة 1938، لأنها لم تستطع أن تتزوج بمن تحبّ، فكان هذا الحدث المؤلم دافعاً قويّاً في اتجاه شعره الغزلي إلى قضية أساسية هي تحرير المرأة. ومنها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق عام 1973 الذي كان طالبًا بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، والذي رثاه في قصيدته «الأمير الخرافي توفيق قباني».
وفاته

بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن وعاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا فيها، حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة «متى يعلنون وفاة العرب؟»، وقد وافته المنية هناك في 30 أبريل 1998 إثر نوبة قلبية، ودفن في مسقط رأسه، دمشق، في مقبرة الباب الصغير.
شيع جثمانه في جنازة رسمية وشعبية مهيبة شارك بها مختلف أطياف المجتمع السوري إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب، وقد أطلق اسمه على أحد شوارع دمشق في حي أبو رمانة.
ولقد كتبت عن جنازته الدكتورة ناديا خوست ما يلي: «وكانت طائرة خاصة سورية أرسلها الرئيس السوري قد نقلت جثمانه من لندن إلى دمشق. فخطف الدمشقيون تابوته، وحملوه على الأكتاف في موكب شعبي لم تشهد دمشق مثله إلا يوم تشييع رجل الاستقلال فخري البارودي مؤلف الأناشيد التي تناقلتها الشعوب العربية. حمله الناس إلى الجامع الأموي…وصلوا عليه، ثم حملوه على أكتافهم إلى المقبرة. قطعوا دمشق من شمالها إلى جنوبها مشيا.»