أحمد السمّان (1907-1968)، رجل قانون وأستاذ جامعي سوري من دمشق، كان رئيساً للجامعة السورية مرتين، الأولى بالوكالة سنة 1954 والثانية بالأصالة من سنة 1962 ولغاية عام 1964. وفي زمن الانفصال سمّي وزيراً للتربية والثقافة في حكومة الرئيس عزت النص، وهو والد الأديبة السورية غادة السمّان.
البداية
ولِد أحمد السمّان في حيّ الشاغور بدمشق ودرس في مكتب عنبر قبل نيله شهادة بالقانون من الجامعة السورية. أكمل دراسته في فرنسا حيث حصل على شهادة عليا من معهد العلوم الجنائية في باريس وشهادة دكتوراه بالاقتصاد السياسي من جامعة السوربون. وعند عودته إلى دمشق عمل محامياً في مكتب فوزي الغزي، واضع دستور سورية الجمهوري الأول، وعُيّن مدرساً في كلية الحقوق سنة 1938.
مع فخري البارودي
وفي مرحلة الثلاثينيات أيضاً، أنضم أحمد السمّان إلى الكتلة الوطنية وعمل مع زعيمها فخري البارودي على تأسيس مكتب البارودي للدعاية والأنباء، وهو أول مركز دراسات عرفته سورية وكان مقره في حيّ القنوات. أنضم السمّان إلى مكتب البارودي بصفة باحث مختص في شؤون ملكية الأراضي الفلسطينية، ولعب دوراً بارزاً في تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني في أراضيه بعد تزايد أطماع الصهاينة وهجرة آلاف اليهود من أوروبا إلى فلسطين. وتعاون السمّان مع البارودي على إنشاء الشباب الوطني كذراع شبابي للكتلة الوطنية، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لتنظيم القمصان الحديدية الذي أطلقه البارودي لحماية الأحياء والأهالي من بطش وتجاوزات الفرنسيين، وعدّه نواة لجيش سورية المستقبلي بعد أن قامت فرنسا بحلّ الجيش السوري إبان معركة ميسلون وفرض الانتداب الفرنسي على سورية منذ سنة 1920.
بين مجلس الشورى والجامعة (1940-1961)
وفي سنة 1940، عُيّن أحمد السمّان عضواً في مجلس الشورى وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وعمل مستشاراً لمجلس الدولة حتى عام 1943. وفي كانون الأول 1954 سمّي رئيس بالوكالة للجامعة السورية لغاية آذار 1956. عمل بعدها على وضع أساسات كلية الاقتصاد وشارك في تأسيسها مع زميله عبد الغني حمّور، مدير غرفة تجارة دمشق.
وزيراً في عهد الانفصال
وفي عهد الانفصال وبعد الإطاحة بالجمهورية العربية المتحدة شُكلت حكومة مستقلة من التكنوقراط للإشراف على الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، كانت برئاسة الدكتور عزت النص وسمّي فيها الدكتور أحمد السمّان وزيراً للتربية والتعليم والثقافة والإرشاد القومي من 21 تشرين الثاني 1961 ولغاية 23 كانون الأول 1961.
رئيساً لجامعة دمشق 1962-1964
تسلم عمادة كلية الحقوق مدة قصيرة وفي 22 كانون الثاني 1962 انتُخب السمّان رئيساً أصيلاً للجامعة السورية – التي تحول اسمها في زمن الوحدة إلى جامعة دمشق – وحافظ على منصبه دون انقطاع لغاية 14 تشرين الثاني 1964. لم تطله التسريحات التي جرت في الأيام الأولى من انقلاب 8 آذار 1963، والتي قضت على معظم الشخصيات السياسية المحسوبة على التيار المعادي للرئيس جمال عبد الناصر والتي كانت قد شاركت في حكومات الانفصال. وبعد انتهاء ولايته سنة 1964 تفرغ للكتابة والتدريس ولتقديم ما أمكن من الدعم لابنته غادة السمّان في بداية مسيرتها الأدبية. وقد كتب عنه وقالت:
والدي هو الشخصية الطاغية في طفولتي ومراهقتي الأولى، كان رجل علم قضى حياته في محراب الكتاب. عشق والدي للموسيقى منحني فرصة اكتشاف هذا العالم المذهل لبيتهوفن وباخ وموزارت وتشايكوفسكي وسواهم… تثقيف والدي لي كان شديد التنوع…علمني الفرنسية أولا كي «ألثغ» كأبناء نهر السين ثم القرآن كي يستقيم لساني، وأغرقني بقراءات التراث العربي والشعر الإنكليزي. لقد ظل أبي دائما ذلك الرجل الفقير البسيط العاشق للموسيقى والفن، حتى بعد أن صار رئيساً للجامعة فوزيراً، ولا أذكر انه ركب سيارة الوزارة، بل كان يذهب إلى مقر عمله مشياً على الأقدام.
مؤلفاته
وضع أحمد السمّان عدة مؤلفات علمية في حياته، دُرّست معظمها في الجامعة السورية لسنوات، وكان أهمها:
- الواقع والنظريات الاقتصادية في العصر الحديث (دمشق 1945)
- محاضرات في اقتصاديات سورية (دمشق 1948)
- الموجز في الاقتصاد السياسي (دمشق 1951)
- الاقتصاد السياسي (بيروت 1965)
الوفاة
توفي الدكتور أحمد السمّان في دمشق عن عمر ناهز 61 عاماً سنة 1968.
المناصب
رئيساً بالوكالة للجامعة السورية (18 كانون الأول 1954 – 31 آذار 1956)
- سبقه في المنصب: الدكتور منير العجلاني (بالوكالة)
- خلفه في المنصب: الدكتور مأمون الكزبري (بالوكالة)
عميداً لكلية الحقوق في جامعة دمشق (24 كانون الأول 1961 – 22 كانون الثاني 1962)
- سبقه في المنصب: الدكتور عثمان سلطان
- خلفه في المنصب: الدكتور فؤاد شباط
رئيساً لجامعة دمشق (22 كانون الثاني 1962 – 14 تشرين الثاني 1964)
- سبقه في المنصب: الدكتور حكمة هاشم
- خلفه في المنصب: الدكتور صلاح عمر باشا (بالوكالة)
وزيراً للتربية والتعليم (21 تشرين الثاني 1961 – 23 كانون الأول 1961)
- سبقه في المنصب: الدكتور عزت النص
- خلفه في المنصب: رشاد برمدا
وزيراً للثقافة والإرشاد القومي (21 تشرين الثاني 1961 – 23 كانون الأول 1961)
- سبقه في المنصب: الدكتور عزت النص
- خلفه في المنصب: الدكتور فؤاد العادل