محمد أمين بن محمد الدمشقي، الشهير بالسويد (1855 – 4 تشرين الثاني 1936)، عالم وفقيه حنفي وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق. شارك في تأسيس وزارة المعارف السورية سنة 1919 وتولّى تعريب عدد من الكتب الإدارية والقانونية، إضافة لعمله مدرساً في معهد الحقوق العربي الذي تحول ليصبح أحد فروع الجامعة السورية سنة 1923.
البداية
ولِدّ أمين سويد في دمشق وهو سليل عائلة من الأشراف تعود أصولها إلى عبد الله بن العباس، ابن عمّ رسول الله. دَرَس علوم الدين على يد المحّدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني قبل انتقاله إلى جامع الأزهر في مصر لدراسة الفقه الإسلامي. عاد بعد خمس سنوات إلى دمشق وأصبح مُدرّساً للمذهب الحنفي في جامع درويش باشا بسوق مدحت باشا، فذاع صيته في المجتمع الدمشقي وغدت غرفته في دار الحديث محجّاً لطلاب العلم. وفي سنة 1916 عُيّن مدرساً في المدرسة الصلاحية في القدس، المتخصصة بتأهيل القضاة في الدولة العثمانية. عمل في القدس حتى نهاية الحرب العالمية الأولى ثم عاد إلى دمشق يوم تحريرها من الحكم العثماني سنة 1918.
في دمشق (1920-1925)
وفي عهد الملك فيصل الأول، شارك أمين سويد في تأسيس وزارة المعارف السورية وعَمل على ترجمة العديد من الكتب الإدارية والقانونية إلى اللغة العربية. وفي 30 تموز 1919 كان أحد مؤسسيمجمع اللغة العربية بدمشق مع محمد كرد علي، الذي افتتح في المدرسة العادلية الكبرى. وفي العام نفسه شارك في تعريب كتب معهد الحقوق العربي وعُين مدرساً لمادة الفقه الإسلامي. وعند دمج كلية الحقوق مع كلية الطب، أصبح أمين سويد مدرساً في الجامعة السورية سنة 1923.
بين القدس ومكة (1925-1929)
وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925 غادر الشّيخ أمين سويد إلى القدس مجدداً وعَمل مُدرّساً حتى سنة 1928، عندما شد الرحال إلى مكة المكرّمة. توجه بعدها إلى الهند للتدريس في مدرسة الفلاح في مدينة بومباي.
مؤلفاته
لم يُعثر من آثار الشيخ أمين سويد على سوى مخطوطتين: الأولى “تسهيل الحصول على قواعد الأصول” وهي رسالة في علم أصول الفقه، طبعتها دار القلم سنة 1991، والأخرى بعنوان “علوم القرآن وأصوله” وهي رسالة في اختصار كتاب الإتقان للسيوطي. ومن آثاره التي فقدت “رسالة في تاريخ القدس” عكف على كتابتها عند إقامته في فلسطين، و”تلخيصات” التي صنعها عندما كُلّف التدريس في معهد الحقوق العربي.
الوفاة
عاد الشيخ أمين سويد إلى سورية للاستقرار سنة 1933 وعُيّن مدرساً في مدرسة الصحابي زيد بن ثابت، حيث ظلّ يعمل حتى وفاته عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 4 تشرين الثاني 1936.
.
.