حسن الأطرش (1905- 1 أيلول 1977) سياسي سوري وأمير جبل الدروز، شارك في الثورة السورية الكبرى (1925-1927) وتولى وزارة الدفاع في منتصف الحرب العالمية الثانية، ليكون ثاني وزير درزي بعد عبد الغفار باشا الأطرش. كان قبلها محافظاً في جبل الدروز في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، وقد تزوج من المطربة أسمهان، وعمل معها على تسهيل دخول القوات البريطانية إلى سورية عام 1941، لطرد قوات فيشي الموالية لأدولف هتلر. في مرحلة الاستقلال، كان أحد أعضاء الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950، ثم عارض حكم أديب الشيشكلي وسجن عام 1953، ليُعين من بعدها وزيراً للزراعة في حكومة صبري العسلي الأولى التي شُكلت عقب استقالة الشيشكلي عام 1954. بعدها بعام، لجأ إلى لبنان عند اتهامه بالضلوع في “المؤامرة العراقية” التي كانت تطمح للانقلاب على الرئيس شكري القوتلي، أو اجباره إما التخلي عن تحاله مع الاتحاد السوفيتي والرئيس المصري جمال عبد الناصر.
البداية
ولد الأمير حسن الأطرش في قرية عرى، ودرس في مضافات جبل الدروز على يد المشايخ والأعيان. تسلم من ابن عمه الأمير حمد الأطرش عام 1926 المسؤولية الاجتماعية في قيادة الجبل، بعد استشهاد الأخير في معارك الثورة السورية الكبرى. خاض الأطرش الشاب بعض هذه المعارك، منها معركة تل الخروف ومعركة رساس.
الزواج من أسمهان
في عام 1934، تزوج الأمير حسن من الأميرة آمال الأطرش (أسمهان) التي كانت في أوج شهرتها في مصر آنذاك. اشترط عليها اعتزال الغناء والانتقال للعيش معه في جبل الدروز، وبدورها، اشترطت أسمهان ألا يتخذ الأمير زوجة ثانية، وأن يسمح لها بالإقامة في القاهرة أثناء فصل الشتاء. لكن زواجهما لم يستمر أكثر من ست سنوات، أنجبت أسمهان خلاله ابنتها الوحيدة كاميليا الأطرش، ثم عادت إلى القاهرة لإكمال مسيرتها الفنية.
الأطرش والسياسة
في عام 1936، انتخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية وأعاد ضم جبل الدروز إلى سورية، منهياً الاستقلال الإداري والسياسي القائم في الجبل منذ عام 1920. عُين الوجيه الدمشقي نسيب البكري محافظاً في جبل الدروز، وعلى الرغم من العلاقة المتينة بينه وبين آل الأطرش، نظراً لمشاركتهم النضال ضد الفرنسيين في الثورة السورية الكبرى، إلا أن الأمير حسن طلب بإعفائه، وبأن تكون حاكمية الجبل لشخصية درزية حصراً. استبدل البكري بتوفيق الأطرش، ثم ببهيج الخطيب، ومن ثم بالأمير حسن في تشرين الثاني 1937.

الحرب العالمية الثانية
بعد سقوط باريس بيد الجيش الألماني عام 1940، أصبحت سورية تحت سلطة حكومة فيشي التابعة لألمانيا النازية. تدخلت بريطانيا من أجل طرد فيشي من سورية، بالتعاون مع قوات فرنسا الحرة التابعة للجنرال شارل ديغول. طلب إلى الأمير حسن مساندة الجيش البريطاني القادم من إمارة شرق الأردن، وفتح الطريق أمامه في جبل الدروز. تجاوب الأمير مع الإنكليز، وكان قد عاد وتزوج من أسمهان مرة ثانية عام 1941، فكانت صلة الوصل بينه وبين الضباط الإنكليز. بعد تحرير سورية من فيشي، دُعي الأمير وأسمهان لمقابلة ديغول أثناء زيارته إلى سورية، وعند وفاة عبد الغفار باشا الأطرش في 9 آذار 1942، اختير لخلافته في وزارة الدفاع.
كانت وزارة الدفاع شكلية، ليس فيها لا جيش ولا مؤسسة عسكرية، وقد شغل الأطرش في هذا المنصب في حكومة حسني البرازي أولاً، ثم في حكومة جميل الألشي التي شهدت وفاة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني في 17 كانون الثاني 1943. عاد عام 1944 إلى حاكمية جبل الدروز وصادق على القرار النهائي بضم المنطقة إلى سورية.
معارضة حكم الشيشكلي (1953-1954)
في عهد الاستقلال، انتخب عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950، وعارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي. اعتقله الشيشكلي في 24 كانون الثاني 1954، بتهمة المشاركة في مؤتمر المعارضة بحمص الذي دعا إليه رئيس الجمهورية السابق هاشم الأتاسي. بعد سقوط الشيشكلي، عُين الأمير حسن وزيراً للزراعة في حكومة صبري العسلي عام 1954، ثم وزيراً للدولة عام 1955، وأعيد انتخابه نائباً عن جبل العرب في آخر برلمان شكل قبل الوحدة السورية المصرية عام 1958. وفي عام 1954، وضع مقدمة كتاب من أسرار الشيشكلي، تأليف الكاتب الدرزي نديم أبو إسماعيل.
المؤامرة العراقية
لم يرضى الأمير حسن عن التقارب السوري السوفيتي في خضم الحرب الباردة، ولا عن التقارب مع جمال عبد الناصر. فضل أن تقوم وحدة بين سورية والعراق، وكان أحد المتصلين بالأمير عبد الإله للحصول على دعم مالي وسياسي للقيام بانقلاب عسكري في سورية. ترأس المجموعة النائب الحلبي ميخائيل إليان، وانضم إليها الأمير حسن الذي وعد بتجنيد 500 مقاتل درزي لدخول دمشق وتصفية عدد من الشخصيات المحسوبة على المعسكر المعادي للغرب، مثل رئيس البرلمان أكرم الحوراني ومدير المكتب الثاني العقيد عبد الحميد السراج. أصبح الأمير أحد أبرز المخططين لهذه العملية، ما أجبره على التعاون مع صلاح الشيشكلي، شقيق الرئيس الأسبق والمتورط معه – حسب ما قيل في الجبل – في العدوان على الدروز عام 1953. اكتشف عبد الحميد السراج خيوط هذه المؤامرة فأمر باعتقال كل من شارك بها، ما أجبر الأمير حسن على الهرب إلى لبنان حيث بقي مقيماً حتى انهاء الوحدة المصرية – السورية عام 1961.
الوفاة
توفي الأمير حسن الأطرش في 1 أيلول 1977، عن عمر 72 عاماً، وقد ظهرت شخصيته في مسلسل أسمهان عام 2008، حيث لعب دوره الممثل السوري عابد فهد فيما لعبت الفنانة سلاف فواخرجي دور أسمهان.
المناصب الرسمية
المنصب | الفترة | سبقه | خلفه |
محافظ جبل الدروز | 1941-1937 | بهيج الخطيب | |
وزير الدفاع | 10 آذار 1942 – 24 آذار 1943 | عبد الغفار الأطرش | عطا الأيوبي |
محافظ جبل الدروز | 1948-1944 | توفيق الأطرش | سليمان نصار |
وزير زراعة | 1 آذار – 19 حزيران 1954 | عبد الرحمن الهنيدي | نهاد القاسم |
وزير دولة | 13 أيلول 1955 – 14 حزيران 1956 | لا يوجد | محمد العايش |