الحزب السوري الوطني، حزب سياسي ظهر في مدينة دمشق سنة 1919 وانهار سريعاً مع مقتل رئيسه المؤسسة عبد الرحمن باشا اليوسف في 21 آب 1920. خاض الانتخابات النيابية سنة 1919 ووصل أعضائه إلى المؤتمر السوري العام الذي توج الأمير فيصل ملكاً على البلاد يوم 8 آذار 1920.
البداية
بعد تجريده من منصبه أميراً للحج مع نهاية الحرب العالمية الأولى، قرر عبد الرحمن اليوسف دخول معترك السياسية عبر حزب سياسي أطلق عليه اسم “الحزب السوري الوطني.” اتخذ من إحدى قاعات قصره في منطقة سوق ساروجا مقراً للحزب، فعرف شعبياً بحزب الذوات والافندية والبشوات.
أهداف الحزب
تألف الحزب من هيئة إدارية من ستة عشر عضواً وهيئة استشارية فيها خمسة وعشرون عضواً، جميعهم من الأعيان. طالبوا باستقلال سورية بحدودها الطبيعية وضمان وحدة أراضيها، دون ذكر تحفظاتهم على الدولة الهاشمية التي أُقيمت في دمشق نهاية عام 1918، ولا على أميرها الشاب فيصل بن الحسين.
في بيانهم التأسيسي طالب أعضاء الحزب بنظام ملكي دستوري، يقيّد صلاحيات الأمير فيصل ويجعله مسؤولاً أمام مجلس نواب مُنتخب. وطالبوا أيضاً بالتساوي والحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري، دون التفريق بين أي عرق أو دين. ولكيلا يبقى الحزب مُرتبطاً بالذوات، دعا أعضاؤه إلى إنشاء صناديق تعاونية اقتصادية لجمع التبرعات ورفع السوية المعيشية لأبناء الشعب السوري. وكان ضمن أهدافهم تنشيط التجارة والصناعة وصون حقوق النقابات والعمال.
أعضاء الحزب
ضم الحزب السوري الوطني شخصيات بارزة من المجتمع الدمشقي مثل:
- عبد الرحمن باشا اليوسف (رئيساً)
- الشيخ تاج الدين الحسني (قاض شرعي ونجل المحدّث الأكبر الشّيخ بدر الدين الحسني)
- الشّيخ عبد القادر الخطيب (خطيب الجامع الأموي)
- الشيخ عبد المحسن الأسطواني (أمين الفتوى بدمشق ونائب رئيس مجلس الشورى)
- راشد باشا مردم بك (عضو مجلس الشورى)
- بديع مؤيد العظم (عضو مجلس الشورى)
خاض الحزب السوري الوطني انتخابات عام 1919 وفاز بثلاثة مقاعد نيابية في المؤتمر السوري العام، ذهبت لعبد الرحمن باشا اليوسف وتاج الدين الحسني وعبد القادر الخطيب.
موقف الحزب من إنذار غورو
عند صدور إنذار الجنرال الفرنسي هنري غورو في 14 تموز 1920، الذي دعا فيه الملك فيصل إلى حل الجيش السوري وجمع السلاح من الأهالي تمهيداً لفرض الانتداب الفرنسي على سورية، هبت الجماهير وطالبت بفتح باب الجهاد لقتال الفرنسيين. ولكن موقف الحزب كان مختلفاً حيث دعا إلى حل سياسي وعدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مع الفرنسيين. وقال الحزب إن الجيش السوري الوليد كان صغيراً للغاية وغير قادر على محاربة دولة عظمى مثل فرنسا.
نهاية الحزب
انهار الحزب الوطني السوري يوم مقتل عبد الرحمن اليوسف في قرية خربة غزالة في 21 آب 1920، بعد أقل من شهر على سقوط الحكم الملكي وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. وفي مطلع عهد الاستقلال ظهر بدمشق حزباً يحمل اسماً مشابهاً وهو الحزب الوطني ولكن لا علاقة له بالحزب السوري الوطني الذي زال كلياً عن الوجود منذ سنة 1920.