أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

عدنان الأتاسي

أحد مؤسسي حزب الشعب في سورية

الدكتور عدنان الأتاسي
الدكتور عدنان الأتاسي

 

عدنان الأتاسي (1904 – 7 أيلول 1969)، سياسي سوري من حمص ونجل زعيم الحركة الوطنية هاشم الأتاسي. كان أحد مؤسسي حزب الشعب عام 1948، وأول وزير مفوض للدولة السورية في باريس قبل انتهاء الانتداب الفرنسي. في منتصف الخمسينيات، عارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي، ووقف في وجه التمدد الناصري والشيوعي في سورية. اتفق مع بعض زملائه على القيام بانقلاب عسكري للإطاحة بالشخصيات السورية المحسوبة على الاتحاد السوفيتي أو الرئيس جمال عبد الناصر، فاعترضهم مدير المكتب الثاني العقيد عبد الحميد السراج، وقام باعتقال الأتاسي. اتهم بالتآمر على مصلحة البلاد ونظامها الجمهوري، أجريت له محاكمة علنية وحُكم عليه بالإعدام، إلا أن وساطة من رئيس الجمهورية شكري القوتلي حولت قرار المحكمة العسكرية من الإعدام إلى السجن المؤبد. بقي الأتاسي في السجن من عام 1956 ولغاية 1960، لينتقل بعدها إلى الإقامة الجبرية في الإسكندرية، ثم إلى بيروت بعد انهيار جمهورية الوحدة عام 1961.

البداية

ولِد عدنان الأتاسي في مدينة السلط عندما كان والده قائممقام فيها عام 1904. دَرَس مدرسة التجهيز في حمص وفي مدرسة اللايك في بيروت، قبل الانتقال إلى دمشق عند تحرير سورية من الحكم العثماني وانتخاب والده رئيساً للمؤتمر السوري العام سنة 1919. درس في الجامعة السورية ونال شهادة الدكتوراه بالقانون من جامعة جنيف عام 1929، مع شهادة ثانية من معهد العلوم السياسية العليا في فرنسا. وعند عودته إلى دمشق، عمل مدرساً في الجامعة السورية عام 1932، وانتسب إلى الكتلة الوطنية التي كان والده قد أسسها مع عدد من الأعيان والسياسيين عام 1927.

العمل الدبلوماسي (1936-1939)

انتُخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1936، والتحق عدنان بوزارة الخارجية عند إعادة تفعيلها. كانت وزارة الخارجية ملغاة منذ بدء الانتداب الفرنسي عام 1920، وعينه الوزير سعد الله الجابري نائباً لقنصل سورية في إسطنبول، ثم في القاهرة عام 1939. وفي عام 1944، عينه الرئيس شكري القوتلي وزيراً مفوضاً في باريس، ليكون أول دبلوماسي سوري معتمد في العاصمة الفرنسية منذ بدء الانتداب. شارك في مفاوضات تسلّم “المصالح المشتركة” من الحكومة الفرنسية، كالثكنات العسكرية والجمارك، ولعب دوراً بارزاً في تهريب مفتي القدس الحاج أمين الحسيني من سجنه في فرنسا. كان الحاج أمين صديقاً لوالده ومطلوباً للعدالة الدولية بسبب علاقته المتينة بأدولف هتلر.

تأسيس حزب الشعب (1948)

بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946، عُيّن الأتاسي وزيراً للعدل والأشغال العامة في حكومة جميل مردم بك الثالثة . انتقل بعدها إلى صفوف المعارضة، عقب سعي الحزب الوطني لتجديد ولاية الرئيس القوتلي من خلال تعديل الدستور السوري الذي كان هاشم الأتاسي قد أشرف على وضعه عام 1928. تحولت هذه المعارضة النيابية إلى حزب الشعب عام 1948، وكان برئاسة رشدي الكيخيا وناظم القدسي، المنشقان عن الكتلة الوطنية منذ عام 1939. لم تحول معارضته دون إعادة تسميته وزيراً مفوضاً في فرنسا، ووزيراً غير مقيم في وسويسرا وإيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورغ وإسبانيا.

معارضة الشيشكلي 1951-1954

بقي الأتاسي مقيماً في أوروبا حتى عام 1952، ولم يشهد الانقلابات العسكرية التي مرت على سورية، ابتداء من انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي عام 1949. عارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي بشدة، بعد انقلاب الأخير على حكومة حزب الشعب في تشرين الثاني 1951، ما أدى إلى استقالة والده من رئاسة الجمهورية في 3 كانون الأول 1951. عاد عدنان الأتاسي إلى صفوف المعارضة التي شُكلت في دار أسرته في حمص، ودعا والده إلى مؤتمر عام لجميع القوى العاملة في البلاد، مطالباً بإسقاط حكم الشيشكلي وعدم الاعتراف بشرعية الانتخابات التي أوصلته للرئاسة في صيف العام 1953. رتب الأتاسي كل تفاصيل هذا المؤتمر، بالنيابة عن أبيه، فقام الشيشكلي باعتقاله وبقي في سجن المزة حتى سقوط حكم الشيشكلي في 25 شباط 1954، وعودة والده إلى الحكم في 1 آذار 1954. أُعيد العمل بالدستور المعطل، وأجريت انتخابات فاز فيها عدنان الأتاسي بالنيابة عن حمص، ممثلاً عن حزب الشعب.

 

عدنان الأتاسي في مجلس النواب سنة 1950.
عدنان الأتاسي في مجلس النواب سنة 1950.

بعد انتهاء ولاية هاشم الأتاسي وإعادة انتخاب شكري القوتلي رئيساً في 18 آب 1955، حصل تقارباً بين سورية والاتحاد السوفيتي، ما أزعج عدنان الأتاسي كثيراً، إذ كان ضد دخول سورية في صراعات الحرب الباردة. كما عارض توجه سورية نحو الرئيس جمال عبد الناصر، وتعيين شخصيات مقربة منه في مناصب قيادية، مثل رئيس البرلمان أكرم الحوراني ومدير المكتب الثاني، عبد الحميد السراج.

تعاون الأتاسي مع منير العجلاني وعدد من السياسيين، وتواصلوا مع العراق للقيام بانقلاب عسكري يُطيح بالنفوذ السوفيتي والمصري في سورية. دخل معهم عناصر مسلحة من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان من المفترض أن يدخلوا دمشق بعد تدريبهم في قرية ضهور شوير، ليقوموا بتصفية الحوراني والسراج، ثم يضعون الرئيس القوتلي أمام خيار: إما الابتعاد عن مصر والاتحاد السوفيتي، أو الاستقالة. لكن “المؤامرة العراقية” كُشفت قبل أن تُنفّذ، وتم اعتقال كل من شارك بها، وفي مقدمتهم عدنان الأتاسي ومنير العجلاني.

المحاكمة

شكلت محكمة عسكرية خاصة لهم في مدرج الجامعة السورية، ترأسها عفيف البزري المحسوب على الاتحاد السوفيتي، ونقلت جلساتها على الهواء مباشرة. رفض هاشم الأتاسي حضور المحاكمة، مؤكداً على براءة ابنه من كل التهم الموجهة إليه، لكنّه أيضاً رفض التوسط لأجله ولم يزره في السجن. حكمت المحكمة العسكرية على عدنان الأتاسي بالإعدام، ولكن تدخلاً لأجله حصل من قبل الرئيس شكري القوتلي وغيره من الزعماء العرب، أدى إلى تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.

المنفى الأخير

بقي في السجن حتى أيلول 1960، حينما أمر عبد الناصر أثناء فترة الوحدة بإطلاق سراحه ووضعه قيد الإقامة الجبرية في الإسكندرية . لم يُسمح له حضور جنازة أبيه، الذي توفي بعد ذلك بشهرين، وبقي الأتاسي في مصر حتى الإطاحة بالجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961. على الرغم من زوال حكم عبد الناصر، إلا أنه لم يتمكن من العودة إلى سورية، وبقي متنقلاً بين لبنان وتركيا حيث كانت تعيش عائلة زوجته التركية.

مؤلفاته

ألف عدنان الأتاسي مجموعة من الكتب القانونية والسياسية:

الوفاة

توفي عدنان الأتاسي في بيروت يوم 7 أيلول 1969، عن عمر ناهز 65 عاماً، وترتبت له جنازة شبه رسمية، شارك فيها رئيس الحكومة اللبنانية صائب سلام. نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه في حمص ليدفن إلى جوار والده

المناصب الرسمية

المنصب الفترة سبقه خلفه
وزير مفوض في فرنسا 1947-1945 أول من تولاه خالد العظم
وزير الأشغال العامة 28 كانون الأول 1946 – 6 تشرين الأول 1947 ميخائيل إليان أُلغي المنصب
وزير العدل 7 تشرين الأول 1958 – 24 كانون الأول 1959 خالد العظم أحمد الرفاعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !