أعلام وشخصيات

مصطفى السباعي

مؤسس مجموعة الأحوان المسلمين في سورية

مصطفى السباعي (1915- 3 تشرين الأول 1964) مفكر إسلامي وبرلماني سوريّ، وهو أول سوريّ يحصل على الدكتوراه بالشريعة من الأزهر، ومؤسس جماعة الأخوان المسلمين في سوريا، ومؤسس كلية الشريعة في سوريا.

البداية

ولد مصطفى السباعي في مدينة حمص عام 1915 لأسرة علمية عريقة، فمعظم رجال عائلته كانوا قد تولوا الخطابة في الجامع الكبيرفي مدينة حمص جيلاً بعد جيل. بعد حصوله على الشهادة الثانوية عام 1933، سافر إلى مصر للدارسة في الأزهر فحصل على شهادة في الفقة وفي أصول الدين بدرجة تفوق، ثم في عام 1949 نال شهادة الدكتوراة بدرجة امتياز في التشريع الاسلامي من خلال أطروحة عنوانها: ” السنة ومكانتها في التشريع الاسلامي”

العمل التعليمي

عمل مدرساً للتربية الدينية واللغة العربية في ثانويات مدينة حمص، قبل أن يؤسس المعهد العربي في دمشق التي أراد من خلاله مواجهة المدارس التبشيرية الفرنسية، وفي عام 1950 عُين أستاذاً في كلية الحقوق في دمشق، فكان من ألمع الأساتذة حضوراً وتدريساً، وخلال وجوده في السلك الجامعي فكر في تأسيس كلية الشريعة وفق أرفع المستويات العلمية. تمكن عام 1955 من تحقيق هذا الهدف فكان أول عميد لكلية الشريعة في جامعة دمشق، وفي عام 1956 أوفدته جامعة دمشق إلى أوروبا للاطلاع على مناهج الدراسات الاسلامية فيها، فزار تركيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وسويسرا، واجتمع بالمستشرقين من أساتذة الدراسات الاسلامية والشرقية، وناقشهم بمؤلفاتهم عن الاسلام وكشف لهم الأخطاء العلمية والتاريخية التي وقعوا فيها.

العمل السياسي

اعتقل مصطفى السباعي في مصر من قبل السلطات الانكليزية بتهمة التحريض على الثورة وبسبب مشاركته بالمظاهرات ضدها، ثم نقل إلى سجن صرفند بفلسطين حيث بقي أربعة أشهر إلا أن أخرج بكفالة، كما اعتقل أيضاً فور عودته إلى سوريا من قبل السلطات الفرنسية، وفور خروجه من السجن عمل على تنظيم جماعة الأخوان المسلمين في سوريا متأثراً بجامعة الأخوان في مصر من خلال شخصية مرشدها حسن البنا، فانتخب كأول مراقب للجماعة عام 1945. وبعد استقلال سوريا شاركت الجماعة في انتخابات عام 1947 وتمكنت من ايصال ثلاثة من ممثليها للبرلمان.

بعد وقوع نكبة فلسطين 1948، كان مصطفى السباعي رئيس كتيبة الأخوان التي تطوعت للقتال في جيش الإنقاذ، فشارك في كل معارك القدس الكبرى، واستمر يقاتل فيها حتى جاءت الأوامر بالانسحاب.

عُين نائباً في البرلمان عام 1949، وسرعان ما لمع نجمه كبرلماني دافع عن حقوق العمال، وطاف القرى وعاش مع الفلاحين، كما طالب المجلس النيابي بإقرار تدريس القضية الفلسطينية ضمن المنهج الدراسي وقد نفذ هذا الاقتراح. كما كان من أعضاء اللجنة الدستورية التي صاغت دستور عام 1950، وهو الذي حل الخلاف حول مسألة دين الدولة، فقد بين أن الهدف من تسمية دين الدستور ضمن الدستور هو فقط لإضفاء مسحة روحية وأخلاقية، تساعد في تحديد النظام والقانون، وأن المسألة عملياً مرتبطة بأكثرية السكان، وبما أن 90 % من سكان سوريا مسلمين، يصبح الاسلام تلقائياً ديناً للدولة، فقال” “إن سوريا دولة برلمانية، وحق التشريع يعود فقط للبرلمان، فلا توجد سلطة دينية بإمكانها إرغام البرلمان على قبول دستور لا يقره البرلمان، ولا يرضى به”. وبعد أن امتد النقاش حول دين الدولة للشارع، تقدم السباعي بمقترح للجنة الدستورية حين استبدل عبارة الاسلام دين الدولة لعبارة الاسلام دين رئيس الدولة.

خسر السباعي الانتخابات التكميلية عام 1957 أمام مرشح حزب البعث رياض المالكي، وعند قيام الوحدة بين سوريا ومصر قام الأخوان الذين أيدوا الوحدة بحل تنظيمهم في سوريا.

رفض مصطفى السباعي الذي كان قد أصيب بالشلل أن يعترف بشرعية الانفصال الذي قاده ضباط دمشقيون في أيلول عام 1961.

عمله الصحفي

في عام 1947 أنشأ جريدة المنار والتي عطلها الرئيس حسني الزعيم بعد انقلاب عام 1949. وفي عام 1955 أسس جريدة الشهاب والتي استمرت حتى عام 1958، كما أصدر عام 1955 مجلة المسلمون بعد احتجابها بمصر، وظلت تصدر في دمشق حتى عام 1958 حيث انتقلت إلى صاحبها سعيد رمضان في جنيف بسويسرا، فأصدر السباعي بدلاً منها مجلة حضارة الإسلام الشهرية، وظلَّ السباعي قائما عليها حتى وفاته.

مؤلفاته

السنة ومكانتها في التشريع

شرح قانون الأحوال الشخصية (ثلاثة أجزاء)

من روائع حضارتنا

المرأة بين الفقه والقانون

عظماؤنا في التاريخ

القلائد من فرائد الفوائد

دروس في دعوة الإخوان المسلمين

هكذا علمتني الحياة في ثلاثة أجزاء كتبها في مرضه

اشتراكية الإسلام الذي انكفأ على كتابته أيام الوحدة مع مصر، والذي قوبل باحتفاء كبير حتى من قبل عبد الناصر شخصياً، والذي طُبع لاحقاً بعنوان التكافل الاجتماعي في الإسلام

أخلاقنا الاجتماعية

أحكام الصيام وفلسفته

الدين والدولة في الإسلام

نظام السلم والحرب في الإسلام

هذا هو الإسلام في جزأين

السيرة النبوية دروس وعبر

الاستشراق والمستشرقون

المرونة والتطور في التشريع الإسلامي

منهجنا في الإصلاح

العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في التاريخ

التسامح الديني

التكافل الاجتماعي في الإسلام ، كان قد طُبع قديمًا بعنوان اشتراكية الإسلام

جهادنا في فلسطين

مشروعية الإرث وأحكامه

آلام وآمال

الصراع بين القلب والعقل

أصدق الاتجاهات الفكرية في الشرق العربي

مقدمة حضارة الإسلام

النهاية

أصيب السباعي بآخر عمره بالشلل النصفي حيث شل طرفه الأيسر مدة 8 سنوات، حتى توفي يوم السبت الثالث من تشرين الأول 1964 عن 49 عاماً، وصُلي عليه في الجامع الأموي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !