منيب الدردري (1912 – أيلول 1995) مهندس معماري سوري من دمشق، كانت له بصمات في أحياء دمشقية عدة منها شارع العابد ومنطقة الشعلان، وفي مرحلة الاستقلال كان أحد مهندسي حيّ أبو رمانة. من أهم منجزاته وضع تصاميم مستشفيي المواساة، ومشفى دمشق (المجتهد) والإشراف على بنائهما. شغل منصب نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة دمشق عام 1951، وعضوية مجلس الأوقاف الأعلى كما كان أحد الآباء المؤسسين لنقابة المهندسين السوريين.
البداية
ولد منيب الدردري في دمشق ودرس في مدارس القنوات وبعدها في مكتب عنبر. نال إجازة في هندسة المبانية من مدرسة الهندسة في ستراسبورغ وبعد أن أنهى دراسته – وكان قد تزوج من فرنسية – عاد إلى دمشق في العام 1936 ليؤسس مكتباً هندسياً.
تأسيس نقابة المهندسين
تعاون منيب الدردري مع عبد الرزاق ملص وخليل الفرا وشكلوا جمعية المهندسين بدمشق وكان عدد المهندسين في حينها أقل من 200 مهندس، منهم نحو 30 مهندساً بدون شهادة يمارسون المهنة منذ زمن الانتداب الفرنسي. استمروا في عملهم حتى حصولهم على شهادة عمل من النقابة وأطلق عليهم آنذاك “المهندسون المتدربون.” وبإصرار المهندسين الشباب وحماستهم بدأ العمل لتأسيس النقابة وللحصول على ترخيص من وزارة الداخلية. بعد صدور الموافقة انتخبوا المهندس مختار دياب نقيباً للمهندسين، ومنيب الدردري نائباً له. وأسسوا بعدها نقابة للمهندسين في دمشق، لتكون أسوة بنقابات الأطباء والصيادلة والمحامين. من أهم منجزاته وضع تصاميم مستشفيي المواساة، ودمشق (المجتهد)، والإشراف على بنائهما. شغل منصب نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة دمشق عام 1951، وعضوية مجلس الأوقاف الأعلى، كما كان أحد الآباء المؤسسين لنقابة المهندسين السوريين.
قدم لي الدردري، فكرة إنشاء نقابة المهندسين، لتكون أسوة بنقابات الأطباء والصيادلة والمحامين، فوافقت.
– نقيب المهندسين السوريين مختار دياب
جمعية المواساة
أنشأت جمعية المواساة السورية عام 1943 بغرض إنشاء مستشفى عام على غرار مشفى المواساة في مصر. وضع الدردري تصميم مستشفى المواساة وأشرف على تنفيذ بنائه، ولكن وبعد وضع الأساسات، تعذر على الجمعية الاستمرار في الأعمال الإنشائية فتم الاتفاق مع جامعة دمشق على أن تقوم بإتمامه، تحت إشراف الدردري، ليكون فيما بعد تابعاً لكلية الطب.
كهرباء دمشق
عُيّن منيب الدردري مديراً عاماً لمؤسسة كهرباء دمشق التي انتقلت ملكيتها إلى الحكومة السورية سنة 1951، ورئيساً لمجلس إدارتها. في عهده نُفد مشروع توليد الكهرباء بالعنفات المائية من سد التكية في وادي بردى، ومشروع توليد الكهرباء بالطاقة البخارية في منطقة الهامة، مع إنارة جميع قرى الغوطتين الشرقية والغربية.
عمله الخاص
أسس منيب الدردري منذ عودته إلى دمشق مكتباً هندسياً خاصاً عام 1936، واستمر في عمله الحر حتى تقاعده في عام 1985. تدرب على يده عدد كبير من المهندسين ودرس العديد من المشاريع السكنية والتجارية، ومنها دراسة تحويل القشلة الحميدية بدمشق إلى قاعة للمحاضرات تتبع للجامعة السورية.
عمله الخيري
انطلق الدردري إلى العمل والخيري والإنساني فكان أحد أعضاء جمعية المواساة السورية ثم رئيساً لها. قام بتنفيذ دار المواساة للمسنين بدمشق، واستمر في رئاسة جمعية المواساة حتى وفاته عام 1995. كان أحد أعضاء جمعية مكافحة السل، ثم رئيساً لها حتى وفاته، ومن أهم أعماله إنشاء مشفى السل بحرستا الذي تحول إلى مشفى عسكري بعد حرب حزيران سنة 1967. كما أشرف على بناء وتنظيم مشفى السل بحلب، الذي ضُم إلى جامعة حلب، ومشفى السل للأطفال المصدورين جانب مشفى ابن النفيس بدمشق. حصل المهندس منيب الدردري على أوسمة كثيرة لعمله الخيري، كان أبرزها وسام الاستحقاق السوري.
وفاته
توفي منيب الدردري في شهر أيلول عام 1995.