رحبة السمّاكين، أو ساحة السمّاكين، ساحة قديمة كان موضعها شمال قبر عاتكة قرب دار ابن مالك وحمام ضحّاك.
الشهر: يوليو 2021
-
رحبة السمّاكين
-
الأمير محمد باشا الجزائري
الأمير محمد بن عبد القادر الجزائري (1839-1913)، وجيه سوري – جزائري وفريق في الجيش العثماني، كان كبير ياوران السلطان عبد الحميد الثاني وهو أكبر أبناء الأمير عبد القادر الجزائري. وضع عدّة مؤلفات هامة في حياته، كان أشهرها كتاباً مرجعياً عن سيرة أبيه، حمل عنوان تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر الذي صدر في الإسكندرية سنة 1903. جاء دمشق مع أبيه قادماً من المعتقلات الفرنسية سنة 1855 وتشارك معه في حماية مسيحي الشّام أثناء فتنة عام 1860.
البداية
ولِد الأمير محمد الجزائري في قرية القيطنة القريبة من ولاية معسكر الجزائرية ودَرس الشريعة والقانون في إسطنبول. تعلّم الطريقة الصوفية على يد أبيه واعتقل وهو في الثامنة من عمره، إبان إخماد الثورة الجزائرية التي قادها الأمير عبد القادر ضد الاحتلال الفرنسي في بلاده. نُقل الأمير محمد مع أبيه وسائر أفراد الأسرة إلى معتقل أمبواز الفرنسي، وفيه تعرضوا لكل أنواع التعذيب والاضطهاد، قبل إطلاق سراحهم بأمر من الإمبراطور نابليون الثالث سنة 1855.
فتنة دمشق سنة 1860
اختار الأمير عبد القادر دمشق لتكون منفى دائماً له ولكل أفراد عائلته، وقبل وصوله إليها، زار إسطنبول مع ابنه وقابل السلطان عبد العزيز، الذي أغدق عليهما أرفع الأوسمة والرتب العسكرية. وفي دمشق عمل الأمير محمد ساعداً أيمناً لأبيه وبيتاً لسره، وكان له دور بارز في حماية الأهالي أثناء الفتنة الدامية التي وقعت في باب توما وباب شرقي وبعض حارات القيمرية في تموز 1860 وراح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شخص، جميعهم من المسيحيين، كانوا إما من سكان دمشق الأصليين أو الوافدين إليها من زحلة وجبل لبنان.
نزل الأمير محمد إلى الأحياء المنكوبة بتكليف من أبيه وبرفقة مجموعة من الجزائريين المسلحين للبحث عن الأحياء من المسيحيين ونقلهم إما إلى قصر آل الجزائري في زقاق النقيب أو إلى قلعة دمشق. وعندما وصلت الجموع الهائجة إلى دار الأمير عبد القادر وحاولوا اقتحامه لقتل ما في داخله من مسيحيين، تصدى لهم الأمير محمد ودافع عن القصر وجميع أهله وقاطنيه.
قاضي أدرنة
أثار موقفه الشجاع إعجاب السلطان عبد المجيد الأول وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني عُيّن الأمير محمد قاضياً على أدرنة في أقصى الجهة الشمالية الغربية من الجزء الأوروبي من تركيا. وصل فرمان تعيينه إلى أبيه سنة 1879، ممهوراً بتوقيع السلطان عبد الحميد وكان نصه:
حضرة سيدي الجليل الحري بالتعظيم واللائق بالتكريم، من جمعت فيه المحامد والفضائل، ففاق الأكابر والأفاضل، الأمير عبد القادر أفندي، حفظه المعين المبدئ آمين.
بعد السؤال عن صحة ذلك الوجود المسعود، واستنفار الخاطر الشريف المحمود، ثم إن تفضلتم بالفحص عن حال هذا المحب القديم، فهو على ما تعهدوه من المحبة مستديم، وقد سبق الإشعار من الجناب المهاب بترفيع رتبة حضرة المخدوم، من هو بالنجابة موسوم أو تبديل طريقة العلية للرتبة الملكية ومع علمنا أنّه مقتدر على إيفاء وظائف كل جهة من تلك الطريقتين، واستعداده كاف لهاتين المنزلتين، إلا أنه بمقتضى حبنا وتعظيمنا للعلم الشريف رغبنا أن يكون فرع أصلكم النجيب سالكاً طريق حضرتكم.
فلهذا قد رفعنا رتبته العلمية رفعة ثلاث مراتب، وتُوّجَتْ لعدته مولوية بلاد خمس في المناصب، وهي وإن كانت بالنسبة لشرفكم، وشرفه قليلة، لكن محافظتَنا للأصول الشرعية أوقفتنا مؤقتاً عند حصول هذه الأمنية، فبِمَنِّهِ تعالى بالعهد القريب يجري ترفيعه أيضاً لما تحب، ويرضيه، والفرامان مرسول طيه، فنرجو الإشعار عن وصوله، مع الإفادة ببقاء حسن توجهاتكم القلبية، وأدعيتكم المأثورة الخيرية، سلمكم الله تعالى، 28/ جمادى الأولى 1296هـ.
تسلّم الأمير محمد مهامه الجديد وغاب عن دمشق حتى سنة 1882، ليعود في مراحل مرض أبيه الأخيرة قبل وفاة الأمير عبد القادر في 26 أيار 1883. جمع الأمير محمد كل أوراق ووثائق أبيه في كتاب مرجعي عن حياته جاء بعنوان تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر، صدر في مصر سنة 1903، كان إهدائه للسلطان عبد الحميد الثاني.
ياوران السلطان عبد الحميد
انتقل الأمير محمد بعدها من سلك القضاء المدني ودخل في صفوف الجيش العثماني ليصل إلى رتبة فريق وينال رتبة الباشاوية العسكرية بعد تعيينه كبير ياوران السلطان عبد الحميد. وقد ظلّ يشغل هذا المنصب الحساس حتى وقوع انقلاب تركيا الفتاة في إسطنبول سنة 1908، الذي أطاح بحكم عبد الحميد الثاني. عُزل الأمير محمد من منصبه وأمرت جمعية الاتحاد والترقي الحاكمة بمصادرة أملاكه مع جميع نسخ كتاب تحفة الزائر، وذلك بسبب الإهداء الذي حمله في صفحته الأولى.
المؤلفات
إضافة لكتاب تحفة الزائر وضع الأمير محمد كتاب عقد الأجياد في الصافنات الجياد الذي صدر في حياة الأمير عبد القادر وكتب الأخير عنه قائلاً: “اطلعت على هذا المجموع الحافل، الذي هو لكل ما يتعلق بالخيل كافل، وليس الخبر كالعيان، ولا يطلب على المشاهدات برهان.” ثم جاء كتاب “نزهة الخاطر في قريض الأمير عبد القادر،” وهو أول محاولة لجمع ما نظّمه الأمير عبد القادر من الشعر، جاء في مقدمته: “قد سنح بفكري أن أرتب ما عثرت عليه يدي من كلام سيدي ومولاي ناصر الدين الأمير عبد القادر بن محيي الدين، ولم أتعرض ما له من نظم في الحقيقة واللطائف، إذ إنّه قُدِّس سُّره أثبتها في كتابه المسمى بـ/ المواقف.”
ثم وضع كتاباً مختصراً بعنوان نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد، تلاه كتاب “عقود الدرر في تلخيص سيرة سيد البشر،” وهو كتاب صغير مؤلف من 78 صفحة، كتب على غلافه: “جامعها الفريق محمد بن الأمير عبد القادر، ياور حرب حضرة أمير المؤمنين، طبع برخصة نظارات المعارف الجليلة في 13 ذي القعدة 1312هـ ، نومرو / 220 و 178 /، حقوق الطبع والترجمة محفوظة، طُبع في مطبعة العصر في إسلامبول المحمية.”
ومن رسائل الأمير محمد باشا:
- ذكرى ذوي الفضل في مطابقة أركان الإسلام للعقل
- كشف النقاب عن أسرار الاحتجاب
- الفاروق والترياق في تعدد الزوجات والطلاق
كما وضع رسالة “العقد الباهر في مديح الأمير عبد القادر” المحفوظة في متحف الجيش الجزائري مع مخطوط ثاني بعنوان “رسائل من كبار الفقهاء والعلماء بالشّام في مدح الأمير عبد القادر.”
الوفاة
قضى الأمير محمد باشا الجزائري أيامه الأخيرة قيد الإقامة الجبرية في إسطنبول، مراقباً على مدار الساعة من قبل جمعية الاتحاد والترقي قبل وفاته عن عمر ناهز 74 عاماً سنة 1913.
الأسرة
أكبر أبناء الأمير محمد كان الأمير كاظم الجزائري، الذي تولّى إدارة مكتب رئيس الحكومة الشّيخ تاج الدين الحسني. وقد تزوج الأمير كاظم من أمينة بنت عطا الأيوبي، الذي خلف الشيخ تاج في رئاسة الحكومة سنة 1936. وعمل شقيقه الأمير زين العابدين – ثاني أبناء الأمير محمد الجزائري – في الشؤون الثقافية وهو والد أحمد مختار الجزائري، زوج عادلة بيهم الجزائري، الرئيس المؤسس للاتحاد النسائي في سورية.
-
الربوة
الربوة، خانق طبيعي ومنتزه بين سفح جبل قاسيون الغربي وسفح جبل المزة الشرقي، إلى الغرب من سهل دمشق. كانت منطقة الربوة وما تزال مقصداً للمتنزهين لما تميّزت به من غنى في المياه، حيث يمر فيها نهر بردى وفروعه ثورا ويزيد في سفح جبل قاسيون، ونهر بانياس والمزّاوي والداراني في سفح جبل المزة، وبردى في الوادي بين هذا وذاك. سمّي جبل قاسيون في هذا الموقع بجبل الجنّك أما سفح جبل المزة فيعرف بجبل الدف، لكثرة ما كان فيه من دفوف مزروعة بالزعفران.
تاريخ المنطقة
أحرقت منطقة الربوة أيام حصار الصليبيين لمدينة دمشق سنة 1148 وأكمل الجيش الإنكشاري على ما تبقى منها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر للهجرة. لم يبق من أثارها اليوم سوى كتابة فاطمية منقوشة على بقايا صخرة المنشار العائدة إلى زمن خلافة المنتصر بالله الفاطمي. وقد تحولت المنطقة اليوم إلى تجمع مقاه ومطاعم وفيها قصر الأمير محمّد سعيد الجزائري، حاكم دمشق في الفترة الانتقالية بين خروج العثمانيين ودخول القوات العربية في أيلول 1918.
وصف الربوة
وصف الرحالة القدماء منطقة الربوة بأبهى الأوصاف، وقال فيها ابن بطوطة: من أجمل مناظر الدنيا ومنتزهاتها، وبها القصور المشيّدة والمباني الشريفة والبساتين البديعية.” وقال فيها ابن طولون الصالحي: “الربوة أعظم منتزهات دمشق، كان بها أربعة مساجد ومدرسة، وكثير من القصور والأبنية على طرفي واديها.
-
رحى الأحد عشرية
رحى الأحد عشرية، أو طاحونة الأحد عشرية، كان موضعها خارج باب شرقي إلى الشرق من مسجد أبي صلاح.
-
رحى الزبيرية
الزبيرية، طاحونة قديمة كان موضعها قرب مقبرة باب الفراديس.
-
زاوية الحفار
الحفار، زاوية دينية كان موضعها في سوق السنانية إلى شمال تربة مختار الطواشي قبالة المدرسة الصابونية.
-
الزاوية الحريرية الأعفقية
الحريرية الأعفقية، زاوية دينية قديمة كان موضعها في قرية المزة، أنشأها الشيخ أحمد الأعقف سنة 1306.
-
الزاوية الغواصية
الغوّاصية، زاوية دينية لأصحاب الطريقة الرفاعية في منطقة الميدان، أنشأت في نهاية عهد السلطان عبد الحميد الثاني وأُحرقت في زمن الثورة السورية الكبرى سنة 1926.
-
الزاوية المزلقية
المزلقية، زاوية دينية كان موضعها في طريق مدافن الباب الصغير الآخذ إلى الصابونية، أنشأها الوجيه شمس الدين بن المزلق.
-
الزاوية اللوثية
اللوثية، زاوية دينية كان موضعها في سفح جبل قاسيون في الصالحية، أنشأها الشّيخ علي اللوثي.