الشهر: أغسطس 2023

  • أدونيس

    علي أحمد سعيد إسبر (1 كانون الثاني 1930)، والمعروف باسمه الأدبي “أدونيس” هو شاعر ومفكر سوري، وأحد رواد التجديد في الشعر العربي الحديث. وصفه المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد بأنه “الشاعر العربي العالمي” وكان مرشحاً دائماً لنيل جائزة نوبل للأدب، وفي سنة 2011 كان أول أديب عربي يفوز بجائزة غوته الألمانية.

    البداية

    ولد علي أحمد سعيد في قرية القصابين التابعة لمدينة جبلة ونشأ في بيئة ريفية فقيرة. تعلّم القراءةَ والكتابة في الكتّاب، وحفظ على يد أبيه القرآن الكريم كاملاً وشيئاً من الشعر العربي والمأثورات المتصلة بتراث منطقته. أدخله والده إلى العالم الصوفي قبل أن يدخل مدرسة القرية في الثالثة عشرة من عمره. يومها وقف الفتى علي أحمد سعيد أمام رئيس الجمهورية شكري القوتلي أثناء جولته على قرى الساحل السوري، وألقي قصيدة ترحيب في الاحتفال الشعبي الذي نظم لاستقباله. أعجب القوتلي بالقصيدة وطلب إليه الانتقال من مدرسة القرية البسيطة إلى مدرسة اللايك بدمشق، والتي كانت تعتبر أفضل مدارس سورية. دخل أدونيس إلى اللاييك بالقنباز الجبلي وبقي فيه مدة شهرين. وعندما سأل عن هذه المرحلة في حياته قال أدونيس: “بذهني مدرسة الشجرة راسخة أكثر من مدرسة اللايك. يبدو أن الأكثر رسوخاً في ذاكرة الإنسان هو ما يكون أكثر ارتباطاً بالطبيعة والطفولة.”

    في أعقاب الاستقلال سنة 1946، انتقل أدونيس إلى اللاذقية لمتابعة دراسته الثانوية، وانضم بعد سنتين إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وكان شديد التأثر بأفكار مؤسسه أنطون سعادة. بعد نيله الشهادة الثانوية سنة 1949، عاد إلى دمشق والتحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية، قبل الانتقال إلى كلية الآداب، قسم الفلسفة. وصل دمشق شاباً فقيراً ووحيداً، وسكن يومها في قبو صغير لا تدخله أشعة الشمس في منطقة القصّاع. وفي ذكرياته، يقول أدونيس: “كنت أشعر أن قسم اللغة العربية لن يفيدني شيئاً، لأنني كنت أعرف مسبقاً ما سأدرسه فيها لغةً وشعراً، لذلك اخترت الفلسفة، قائلا في ذات نفسي: “ربما أفيد من الفلسفة، ففتحت الفلسفة لي آفاقًا فكرية غريبة علي.”

    قدم أطروحة التخرج عن الصوفية العربية، وفي سنة 1973، بعد أن أصبح أحد أشهر الشعراء العرب، نال شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة القديس يوسف في بيروت، عن أطروحته المشهورة حول الثابت والمتحول، وهو بحث في الاتباع والإبداع عند العرب.

    اسم أدونيس

    هناك جدل حول من أطلق عليه اسم “أدونيس،” فهو يقول إنه هو من اختار لنفسه هذا الاسم، والبعض يقول أن أنطون سعادة هو من أطلق عليه هذا اللقب. في بداية حياته الأدبية وعندما كان يتابع دراسته الثانوية في اللاذقية، وعمرُه زهاء سبع عشرة سنة، كان يُرسل بعضَ تجاربه الشعرية إلى الصحف اليومية، موقعة باسمه الحقيقي “علي أحمد سعيد،” لكنها لم تكن تجد طريقاً للنشر. يحكي أدونيس عن ذلك:

    وقعت في يدي مصادفةً مجلةٌ أسبوعية، لبنانية على الأرجـح، قرأت فيها مقالةً عن أسطورة أدونيس: كيف كان جميلاً، وأحبته عشتار، وكيف قتله الخنزير البري، وكيف كان يُبعث كل سنة في الربيع، فهزتني الأسطورةُ. وقلت فجأة في ذات نفسي، سأستعير مِن الآن فصاعداً اسمَ أدونيس، وأُوقِّع به. ولا شك أن هذه الصحفَ والمجلات التي لا تنشر لي، إنما هي بمثابة ذلك الخنزيرِ البري الذي يقتل ابداعي. وفعلا كتبتُ نصاً شعرياً وقّعته باسم “أدونيس،” وأرسلته إلى جريدة لم تكن تنشر لي، وكانت تصدر في اللاذقية. وفوجئت أنها نشرته. ثم أرسلت نصاً ثانياً، فنشرته على الصفحة الأولى.

    أما عن سبب اختياره للقب أدونيس الراسخ في الوثنية فقد صرح في مناسبات عديدة بأنه وثنيٌّ في معتقده، بل هو يذهب بعيداً لإثبات الأصل الوثنيّ لاسمه الإسلامي حينما زعم أن اسم عليّ مشتق مِن (EL) وهو اسم الإله الأعظم عند السومريين. حتى أنه يعتبر تغييرَ اسمه الإسلامي بآخر غير إسلامي تحرراً من قيود هُويته المحدودة الجامدة، وانخراطاً بهُوية كونية لا حدود لها.

    الاعتقال

    بعد تخرجه من الجامعة السورية سنة 1954، التحق أدونيس بالخدمة العسكرية واعتقل إثر اغتيال العقيد عدنان المالكي عام 1955 واتهام الحزب السوري القومي الاجتماعي بالحادثة. أودع في سجن المزة مدة ستة شهور دون محاكمة، إلا أن تم الافراج عنه ونقله إلى مدينة القنيطرة لإتمام خدمته العسكرية بالقرب من الحدود السورية – الإسرائيلية، حيث مكث هناك أسبوع واحد فقط، ليتم اعتقاله مجدداً ويودع في السجن العسكري مدة ستة شهور أيضاً بسبب وشاية وشاها أحدهم عن رأي سياسي أدلى به.

    مجلّة شعر

    شارك أدونيس بتأسيس مجلّة شعر في لبنان مع يوسف الخال سنة 1957، وهناك رأيان مختلفان حول أصل علاقة أدونيس بهذه المجلة. فالأول – وهو رأي أدونيس نفسه – يقول إنه كان شريكاً ليوسف الخال منذ البداية في تأسيس المجلة، والرأيُ الثاني هو أن أدونيس التحق بالمجلّة بعد التأسيس. يقول أدونيس، متذكراً لقاءه الأول مع يوسف الخال:

    في الأسبوع الأول من وصولي إلى بيروت عام 1956، التقيت بيوسف الخال. ومنذ لقائنا نشأت بيننا صداقةٌ قوية، شعرياً وإنسانياً وكنا معا دائماً في بيته. كان واعياً وواثقا أنه سيفتح بهذه المجلة أفقاً جديداً للشعر العربي. وكان قد تحدث عنها مع أصدقاء وشعراء آخرين. كان هذا اللقاء الأول بيوسف الخال لقاء عمل، كنا كمثل شخصين أقاما عهداً بينهما، دون أن يعرف أحدهما الآخر، ودون أن يلتقيا ولم يكن لقاؤهما إلا لكي يضعا هذا العهد موضع الممارسة. هكذا بدونا، في لقائنا كمثل شخصين تربط بينهما صداقة قديمة، قدم الشعر؛ كمثل شخصين يسكنهما هاجسٌ واحد من أجل قضية واحدة: التأسيس لكتابة شعرية عربية جديدة؛ كمثل شخصين لا سلاح لهما غير الشعر والصداقة والحرية.

    بعد اختلافه مع يوسف الخال وانفصاله عن جماعة شعر، أسس في لبنان سنة 1968 مجلّة مواقف التي استمر اصدارها حتى عام 1993، كما اشتغل بالتدريس في الجامعة اللبنانية. وبعد اشتعال الحرب الأهلية في لبنان، عاد إلى سورية سنة 1976، حيث عمل أستاذاً في جامعة دمشق، ومحرراً أدبياً في صحيفة الثورة.

    كما أسس أدونيس أيضاً وحرر مجلة الآخر، وعمل في ترجمة الأعمال المسرحية الكاملة لجورج شحادة ومسرحيتان لراسين ما بين 1972-1978، إضافة إلى ترجمة شعر سان جون برس. وما بين 1985-1989، كان أدونيس ممثلاً للجامعة الدول العربية في منظمة اليونسكو في باريس.

    أدونيس وسوريا

    بعد مغادرة أدونيس لسورية للمرة الأولى سنة 1956، عاد لها ثلاث مرات: مرة سنة 1976 عند اشتعال الحرب الأهلية في لبنان، ثم سنة 2003 بعد غياب دام خمسين عام، حيث ألقى قصيدة “تحولات الصقر” في أمسية شعرية حضرها جمهور كبير بقصر العظم في دمشق. أما آخر زيارة له لسورية فكانت قبل بداية الأزمة السورية عام 2010. سئل ذات يوم: “هل تحلم بالعودة إلى سورية؟” فأجاب: “أحلم بالعودة إلى البيت الذي ولدت فيه، وإلى الأرض التي وطئتها قدماي لأول مرة، وإلى الشجرة التي صعدت إليها للمرة الأولى وأنا طفل، أحلم بالعودة إلى طفولتي التي امتزجت بالماء والتراب والهواء والشمس.”

    أدونيس ولبنان

    توجه أدونيس إلى لبنان بعد تسريحه من الجيش وقرر الإقامة فيه على أثر الاعتقال التعسفي الذي تعرض له على خلفية اغتيال عدنان المالكي. وعد أنه ولد ولادته الثانية في بيروت، ولادة وصفها بثقافية، حيث كان لبنان يومها يقود العالم العربي في المجال الأدبي. أبهرته بيروت بجمالها ومنحته مساحة كبيرة من الحرية كان قد حرم منها في سورية، كما أتاحت له فرصة العمل في مطبوعات شهيرة، مثل مجلّة شعر ومجلة مواقف وصحيفة النهار.

    شهد في لبنان الحرب الأهلية خلال فترة تدريسه في الجامعة اللبنانية، ولكونه ضد العنف بكل أشكاله، وجد أنها حرب عبثية وقال: “أنا مع غاندي وضد جيفارا في كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية والحياة الثقافية، إذا الانسان لم يتطور تلقائياً، إذا لم يتطور استناداً على العقل وعلى المعرفة وعلى الحوار، لا يمكن أن يتطور بالسيف.”

    أدونيس والإسلام

    أثارت أراء أدونيس حول الاسلام جدلاً واسعاً، إلا أنه بين رأيه وقال:

    لم أكتب كلمة ضد الإسلام بوصفه ديناً ورؤية للعالم، وإنما انتقدتُ الممارسة والفهم للنص القرآني، وانتقدت التأويل السائد للإسلام، وسأستمر في نقدي هذا. أنا مسلم ابن الثقافة الإسلامية، ولو كان الإسلام لا يهمني لتحدثت عن قضايا أخرى، لكن الإسلام يسكنني في دمي وحياتي وثقافتي، لذلك أغضب للإسلام وأناقشه، وأتحدى أي شخص أن يأتيني بكلمة واحدة كتبتها ضد الإسلام، وحينما أدعو مثلاً إلى قراءة القرآن قراءة عصرية؛ فهذا ليس معناه الانتقاص منه أو إزالة أي شيء منه بطبيعة الحال، بل إن الاجتهاد مدعاة للتعريف بعظمته وقيمته.

    أدونيس والربيع العربي

    أما عن رأيه بأحداث الربيع العربي فقال:

    نحن العرب الآن في مرحلة انقراض، ولسنا في مرحلة ثورة ولا في مرحلة نهوض، نحن بحيرة تجف، مليئة بالسمك، وهذا السمك يأكل بعضه بعضاً بعماوة، وبضلالة كاملة، هذا يقتلك باسم القومية، هذا يقتلك باسم الدين، وهذا يقتلك باسم القبيلة، وليس هناك أي أفق أمام العرب على الاطلاق إلا إذا خرجوا من هذا السياق التاريخي بمعجزة، إلى سياق آخر، والسياق الآخر هو القطيعة الكاملة مع الماضي، وتأسيس مجتمع جديد، على أساس قانوني، على أساس تحرير المرأة، على أساس نشوء الفرد الحر المستقل، لا على أساس القبيلة، ولا الدين، ولا الطائفة، ولا العشيرة. يجب أن نفكر بمجتمع جديد، بعروبة جديدة، بخطاب جديد، بثقافة جديدة، وليس فقط بسلطة جديدة. العالم العربي كله يسير على كرسي متحرك، لا إرادة له، وإنما هناك من يقوم بتحريكه، فنحن مجرد أدوات.

    مؤلفاته

    الجوائز

    ترشح مرات عديدة لنيل جائزة نوبل، ومن الجوائز التي فاز بها أثناء مسيرته الأدبية:

    حياته الشخصية

    في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي تعرّف أدونيس على شريكة حياته الأديبة خالدة سعيد، وتزوج منها سنة 1956، وأنجبت له ابنْتين هما أرواد ونينار. نال الجنسية اللبنانية مع أسرته في العام 1963 وهو مقيم معهم في فرنسا منذ سنة 1986.

  • حمام نور الدين الشهيد

    حمام نور الدين الشهيد، أقدم الحمامات في مدينة دمشق والمصنف ضمن قائمة التراث العالمي الصادرة عن منظمة اليونيسكو، بني في عهد نور الدين الزنكي سنة 1169 داخل سوق البزورية. أغلق طيلة خمسين عام واستخدم مستودعاً لمحلات البزورية حتى سنة 1979، تاريخ إخلائه وترميمه من قبل مديرية الآثار والمتاحف.

    الوصف المعماري

    هو عبارة عن بناء ضخم ذو نظام عمارة مملوكي، ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: البارد، أو البرّاني، يضم البهو والمشالح وفي وسطه بحيرة مثمنة الأضلاع ملبسة برخام أبيض، تعلوها قبّة تحوي شبابيك خشبية دائرية، مزخرفة وملونة، وذلك لتأمين دخول الضوء للبهو. والبرّاني هو القسم المخصص لاستقبال الزبائن وتغيير ملابسهم واستراحتهم بعد الحمام، وفيه مصاطب حجرية ملاصقة للجدران تعلو عن الأرض حوالي 30 سم، يجلس عليها الزبائن. ويعود هذا البهو الكبير إلى الفترة العثمانية، يحتوي على ستة أواوين متناظرة حول محور، وهو القسم الوحيد من الحمام الذي لا يصله البخار.

    القسم الثاني: الفاتر، أو “الوسطاني،” يدخله الزبون بعد المرور بدهليز طوله حوالي خمسة أمتار، ويوجد فيه قسم البوفيه والحلّاق ومكتب المدير الذي أضيف في مرحلة متقدمة. وهو أعلى حرارة من القسم “البرّاني،” مخصص لاستراحة الزبون وتجفيفه من أثر التغير في درجة الحرارة، قبل دخوله إلى القسم “الجوّاني.” يؤكد الطراز المعماري للحمام على مركزية القسم الوسطاني، وهو مثمن الشكل متناظر تماماً، مغطى بقبّة مرتفعة على رقبة ذات ستة عشر كوة، وتفتح جدرانه القطرية على مقصورات صغيرة يتم الدخول إليها عبر مداخل بأقواس مدببة، وهي مخصصة للمستحمين الذين يطلبون بعض الخصوصية. تفضي الممرات المتصلة بالجهتين الأمامية والخلفية للمثمن إلى المناطق الساخنة والباردة على التوالي، في حين يرتبط الجانبان الأيمن والأيسر بممرات شبه منحرفة تفتح على غرفتين إضافيتين مستطيلتي الشكل، يعلو كل واحدة منها قبتان صغيرتان مثمنتان، كانت تستخدم للخدمات كالتدليك ونزع الشعر.

    القسم الثالث: الحار، ويُشار إليه بـ “الجواني،” ويتميز بدرجة حرارة مرتفعة، ويضم عادة الأجرار الخاصة بالمياه الساخنة، وفيه صنابير الاستحمام والمقصورات الدافئة. يتألف القسم من فراغ كبير مستطيل الشكل جوانبه منحنية، مغطى بقبوة سريرية. يدخل البخار إلى الغرفة عبر فتحة مرتبطة ببيت النار، وهي أسخن الغرف حيث يمكن للمستحمين أن يجلسوا على مقاعد حجرية، ويتعرقوا لتنظيف بشرتهم بشكل عميق. ويتم تزويد الحمام بالمياه عن طريق بئر خاص بالحمام منذ بنائه وحتى الآن، كان يسخن المياه في حلة كبيرة وتوقد تحتها النار ويعمل في هذا القسم عامل يلقب بالقميمي، ولكن تم الاستغناء عنه لتطوير أساليب التسخين ودخول الكهرباء إلى دمشق سنة 1907.

  • التربة البدرية

    التربة البدرية، هي تربة مملوكية تقع عند الزاوية الشمالية الشرقية الخارجية لسور مدينة دمشق القديمة؛ ملاصقة للجدار الشمالي للتربة الرسيمية، جنوبي زاوية الشيخ رسلان، غربي مسجد خالد بن الوليد، ضمن جزيرة يحيط بها شارع ابن عساكر جنوباً والشيخ رسلان غرباً.  أنشأها الأمير بدر الدين حسن سنة 1411 يوم كان في خدمة الملك المؤيد شيخ نائب طرابلس قبل أن يُصبح سلطاناً مملوكياً على مصر وبلاد الشام.

    الوصف المعماري

    جددت التربة بالمداميك الحجرية ذات اللونين المتناوبين الأسود والأبيض (الأبلق)، تعلوها قبة ملساء مدببة ومتجاوزة، ترتاح فوق رقبة مثمنة الأضلاع تزينها أربع نوافذ توأم مقوصنة داخل قوس، وأربعة محاريب مسطحة توأم ضمن قوس، ولا وجود لأي من العناصر الزخرفية في جدران هذه التربة. وللتربة ثلاث واجهات شمالية وجنوبية وشرقية ورابعة غربية ملتصقة بالتربة الرسيمية. أما الواجهة الشمالية فهي مبنية من سبعة مداميك حجرية كلسية ثم من الحجر الغشيم المغطى باللياسة والكلسة، وتحوي شباكين مستطيلين متماثلين مغطيين بمصبّعات معدنية بارتفاع مدماكين، يعلوهما ساكف مستقيم بارتفاع مدماك واحد؛ ثم عقد عاتق؛ وتنصف الشباكين في الأعلى قمرية دائرية.

    الواجهة الجنوبية
    الواجهة الجنوبية

    أما الواجهة الجنوبية فهي مبنية من ثمانية مداميك حجرية كلسية تنتهي بإفريز حجري، ثم كُسيت حديثاً بمداميك من الحجر الأبلق (الأسود والأبيض) حتى نهايتها، وتنصّفها الكتلة الحجرية الخارجية للمحراب البارزة المؤلفة من ستة مداميك، وعلى جانبيها شباكان مستطيلان متماثلان مغطيان بمصبّعات معدنية، وترتكز قنطرة واسعة على زاويتها الشرقية؛ يتوصل عبرها إلى مسجد خالد بن الوليد.

    الواجهة الشرقية كُسيت حديثاً بالحجر الأبلق (الأسود والأبيض) بكاملها، ينصّفها مدخل ذو ساكف مستقيم تعلوه لوحة التأسيس والترميم، ويحوي باباً مستطيلاً معدنياً مستحدثاً؛ وباباً خشبياً ذا مصراعين يؤدي إلى قاعة التربة شبه المربعة حيث التركيبة الحجرية لقبر الأمير بدر الدين في الثلث الجنوبي عن يسار الداخل إليها، كتب على لوحة التأسيس:

    الفاتحة، بسم الله الرحمن الرحيم، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، تربة الأمير بدر الدين حسن المتوفى سنة 814هـ أنشأها عام 814هـ 1411م وفيها ضريح العارف بالله الشيخ بديع بن علي ظبيان الكيلاني ولد عام 1904 وتوفي عام 1986م، قام بهذا العمل الحاج بديع فلاحة 1411هـ 1990م.

    اللوحة التأسيسية
    اللوحة التأسيسية

    الواجهات الداخلية للتربة شبه متماثلة، كُسيت حديثاً جدرانها بالرخام حتى ارتفاع الباب، ولها دعائم بارزة في أركانها الأربعة، تحمل عقوداً واسعة مدببة، وهي تحمل بالتالي رقبة القبة المثمنة الأضلاع والمبنية من الآجر، يحوي كل ضلع عقداً مدبباً ضمنه شباكان معقودان بعقد نصف دائري يتناوبان بين الفتح والإغلاق، وتمَّ الانتقال من الشكل المربع إلى الشكل الدائري بوساطة مثلثات كروية ركنية بارزة، وهذه الرقبة تحمل قبة نصف كروية مدببة ملساء ومدهونة باللون القرميدي ومبنية من الآجر، ويتوّج أعلاها هلال نحاسي.

    الواجهة الداخلية الشمالية فهي تحوي شباكين متماثلين تعلوهما قمرية. والواجهة الغربية تنصفها خزانة جدارية (كتبيّة). والواجهة الجنوبية ينصّفها المحراب الحجري البسيط المعقود بعقد مدبب، وعلى جانبيه شباكان متماثلان معقودان بعقد نصف دائري تنصف أعلاهما قمرية دائرية. وأما الواجهة الشرقية فينصفها باب التربة المعقود بعقد مدبب مصمت.

    .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !