الشهر: أغسطس 2024

  • فن الخزف

    يعتبر فن الخزف من أقدم الفنون الحرفيّة، وقد اشتُهرت فيه الكثير من المدن السوريّة كدمشق والرقة وحلب وحماه، ويتركز العدد الأكبر من الممارسين لمهنة الخزّاف في مدينة دمشق، بالإضافة إلى الفنانين والمدرسين وطلاب المعاهد الحرفيّة.

    تاريخ فن الخزف

    يعود تاريخ صناعة الخزف إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وقد وصلت صناعته إلى الشهرة العالمية في العصور الإسلاميّة وخاصةً في العصرين الفاطمي والمملوكي.

    طرق صناعة الخزف

    تُصنع أغلب منتجات فن الخزف من الطين بتشكيله ومن ثمّ تعريضه للحرارة حتى يصبح صلبًا، وتسمّى المادة الأساسيّة لصناعة الخزف الصلصال، وهي مادة حجرية ترابية، تصبح حين تخلط بالماء عجينة طينية، يتم تشكيلها حسب الغاية من صنعها، ليُصار إلى شيّها بعد ذلك عند درجة حرارة مرتفعة فتصبح تحفة خزفية.

    تختلف طرق صناعة الخزف في سورية، وتنقسم إلى أربع:

    • الطريقة اليدويّة.
    • طريقة الدولاب.
    • طريقة النحت.
    • طريقة القالب الفخاري.

    الآثار الخزفية الدمشقية

    ينقسم الخزف الدمشقي إلى قسمين:

    • بلاطات الخزف بأشكالها المختلفة، ككسوة الجدران في المباني، كالبيوت والمساجد والمدارس، ويسمّى الخزف القيشاني، ويتميز عن غيره من أنواع الخزف بالزخارف النباتية والخط العربي، بالإضافة إلى الألوان المميزة (الكحلي، التركواز، الأحمر، الأخضر، الأسود).
    • الأواني الخزفية بكافّة أنواعها.

    أواني خزفية

    يمتاز الخزف الدمشقي بموضوعاته المتنوعة، وقد انتقل عن طريق العمال الدمشقيين إلى أدرنة والقدس، ولهذا نرى آثار خزفية في المسجد الأقصى، وبناء قبة الصخرة، كما يمكن رؤية نماذج من الخزف الدمشقي في العديد من المعالم التاريخية في مدينة دمشق، ونذكر منها ما يلي:

    بالإضافة إلى الكثير من القطع الخزفية النادرة الموجودة في عدد من المتاحف العالمية كمتحف فيكتوريا وألبرت في بريطانيا ومتحف الفن الإسلامي في ألمانيا.

     

  • أسعد فضة

    أسعد فضة (5 أيلول 1938) ممثل ومخرج سوري، من مواليد ريف محافظة اللاذقية، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة في عام 1962.

    لديه الكثير من الأعمال المسرحية، بعضها قام بإخراجها، وبعضها شارك فيها كممثل، وفي السينما، قدم أفلاماً تُعتبر من أفضل أفلام السينما السورية المعاصرة. أما في التلفزيون، فله الكثير من المسلسلات الشهيرة، كما لديه الكثير من المشاركات في برامج تلفزيونية وإذاعية، ويعد من كبار الفنانين السوريين ومن أعلام الفن السوري والعربي ومن واضعي بصمة مميزة في الأداء الجدي والناضج.

    حصل على شهادات تكريم وتقدير محلية وعربية وعالمية من القطاع العام والخاص في مجال الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، كما تم تكريمه في عام 2006 بتسمية «صالة المسرح القومي» في مدينة اللاذقية باسم «مسرح الفنان أسعد فضة».

    مسيرته

    بدأ الفنان أسعد فضة خطواته الأولى في عام 1964، وقرر أن يجرب حظه في سلك الإخراج من خلال إخراجه لأول مسرحية له بعنوان الإخوة كارمازوف، والتي كانت الشرارة الأولى لمسرحيات أخرى قدر عددها بـ 30 مسرحية.

    وفي السينما برز فضة في العديد من الأفلام السينمائية التي نال عليها جوائز عديدة، ومنها حبيبتي يا حب التوت عام 1979 وليالي ابن آوى عام 1988، ورسائل شفهية عام 1991، وكانت له مشاركة في فيلم الفهد الذي صنف ضمن أفضل مئة فيلم من كلاسيكيات السينما العالمية.

    وأما في الأعمال التلفزيونية فكان أسعد فضة من أوائل الفنانين السوريين الأكاديميين الذين انطلقوا مع انطلاقة الدراما السورية في سبعينات القرن الماضي، فجسد عشرات الشخصيات وفي مختلف الأعمال التاريخية والمعاصرة، وتابع المشاهد العربي أسعد فضة في الكثير من الأعمال التاريخية ومنها انتقام الزباء وتيمور لنك كما تابعه في الأعمال المعاصرة الاجتماعية حيث بقيت شخصية أبو دباك التي جسدها في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب عام 1990 عالقة في أذهان المشاهدين حتى الآن.

    برز في مسلسلات الفانتازيا التاريخية مع المخرج نجدت أنزور من خلال سلسلة الأعمال التي بدأت مع مسلسل الجوارح وتلاها الكواسر، والبواسل، وكان الفنان القدير أول ممثل سوري يجسد شخصية كبير الحارة الشامية وتقاليدها في مسلسل أبو كامل في بداية التسعينات، وتابع تجسيد الشخصيات الشامية في أعمال عديدة أخرى كان آخرها مسلسل سوق الحرير عام 2020.

    جوائز

    1. جائزة أفضل ممثل عن فيلم (ليالي ابن آوى) من مهرجان دمشق السينمائي.
    2. جائزة أفضل ممثل في دور تاريخي عن مسلسل «العوسج»، من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون
    3. جائزة تقديرية عن دوره في مسلسل (الجوارح) من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.

    حياته الشخصية

    تزوج من الفنانة الراحلة مها الصالح ولديه منها ابن هو الفنان مجد فضة.

    أعماله

    في المسرح
    • الأخوة كارمازوف
    • دون جوان
    • لكل حقيقته
    • دخان الاقبية
    • السيل
    • عرس الدم
    • الملك العاري
    • الغريب
    • السعد
    • أيام ميسلون
    • سهرة مع أبي خليل القباني
    • الملك هو الملك
    • دمشق انتظرناك والحب جاء
    • المفتاح
    • رقصة التانغو
    • حرم سعادة الوزير
    • براويظ
    • مغامرة رأس المملوك جابر
    • حكاية بلا نهاية
    • شيخ المنافقين
    • المأساة المتفائلة
    • حكاية ريفية
    • التبن
    • وفاة بائع جوال
    • اوديب ملكا
    • زيارة السيدة العجوز
    • يوميات مجنون
    • جان دارك

    في السينما

    في التلفزيون
  • محمد المبارك

    محمد المبارك (1912-1981) عالمٌ، وباحثٌ، ومُؤلِّفٌ، ولُغويٌّ، وسياسي، من رُوَّاد الفكر العربي الإسلامي، كان عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة، وعضواً في المجمع العلمي العراقي، وفي المجلس الأعلى الاستشاري في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة. كما يعتبر أحد مؤسسي حركة الإخوان المسلمين في سوريا.

    البداية

    ولد محمد بن عبد القادر المبارك في دمشق سنة 1912م في حي قريب من الجامع الأموي، وهو من أسرة ذات أصول جزائرية معروفة بالعلم والتقوى والصلاح، فوالده الشيخ عبد القادر كان لغوياً مشهوراً من أعضاء اللجنة التي أُلِفت لتعريب المصطلحات العسكرية في عهد الملك فيصل الأول كما كان عالماً بالسيرة وبتراجم الرجال ومتقناً للغة التركية والانكليزية، وجدُّهُ محمد المبارك من العلماء الأدباء والمربِّين، وشقيقه الدكتور مازن المبارك.

    درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس دمشق، وكان متفوقًا في دراسته وخاصةً في اللغة العربية والرياضيات، وكان له ميل واضح إلى العلوم العربية والعلوم الإسلامية، فتلقَّى علوم اللغة والشريعة عن والده الشيخ عبد القادر المبارك وعن محدّث الشام الشيخ بدر الدين الحسني. ثم انتسب إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق ونال إجازتها في عام 1935. ونال في العام نفسه شهادة الآداب العليا من جامعة دمشق أيضاً.

    أوفدته وزارة المعارف السورية إلى فرنسا فدرس في جامعة السوربون ليدرس في كلية الآداب في معهد الدراسات الاسلامية التابع لها ثلاث سنوات، فدرس في السنة الأولى الأدب العربي والثقافة الإسلامية، وعرف المستشرقيين عن كثب وكثيراً ما كان يصحح لهم معلوماتهم، ثم خصص السنة الثانية من دراسته لدراسة الأدب الفرنسي وعصوره وفنونه وأعلامه، وكان من أبرز أستاتذته الأستاذان المستشرقان المشهوران مارسيه وماسينيون، أما سنته الثالثة فقد خصصها لدراسة علم الاجتماع وقد استفاد مبارك من فرعي الأدب الفرنسي وعلم الاجتماع استفادة كبيرة مكنته من الولوج في صميم الثقافة الغربية والتفكير الغربي ومذاهبة الفكرية والأدبية، وحصل في هذه السنوات الثلاث على شهادة في الأدب العربي وأخرى في الأدب الفرنسي وثالثة في علم الاجتماع، وعاد إلى دمشق عام 1938م.

    عمله

    عمل المبارك بعد عودته عام 1938 أستاذًا للأدب في المدرسة الثانوية بمدينة حلب وظل فيها مدة سنتين حيث تزوج فيها زوجته من آل البيانوني، ثمّ انتقل إلى دمشق حيث درس في ثانويتها الكبرى اللغة العربية والتربية الإسلامية والنصوص الفلسفية، ثمّ أصبح عضواً في اللجنة الفنّية في وزارة المعارف، وشارك في وضع المناهج لمادّتي اللغة العربية والدين.

    أثناء اشتغاله بالوزارة كان أستاذاً محاضراً يدرّس في كلية الشريعة، ويدرّس في كلية الآداب فقهَ اللغة والدراسات القرآنية. وفي عام 1958م عُين عميداً لكلية الشريعة حتى عام 1963. كما عينته جامعة دمشق ممثلاً عنها في المجلس الأعلى للتخطيط الجامعي للجمهورية العربية المتحدة أيام الوحدة مع مصر.

    انتُدب في عام 1966م إلى جامعة أم درمان في السودان، وانتقل عام 1969م إلى كلية الشريعة بمكّة المكرمة واشترك في وضع خطتها وبعض مناهجها، ثمّ مستشاراً في جامعة الملك عبد العزيز بجدّة، وفي أثناء تلك الفترة عمل أستاذاً زائراً في الجامعة الأردنية خلال الفصل الددراسي الثاني لعام 1977.

    بقى يمارس التدريس في الجامعات حتى وفاته، حيث وهب نفسه لها وجعلها هدف حياته ليشارك في إعداد الجيل، حيث كان اذا توسم خيراً في فتى رعاه، ولم يقتصر نشاطه على المدن بل كان كثيراً ما يخرج مع فريق من الشبان إلى القرى للدعوة والتوعية.

    انتُخب الأستاذ محمد المبارك عضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1961م، وصدر مرسوم تعيينه في 14 شباط 1961م، وأقيمت حفلة استقباله في الأول من شهر شباط 1962م.

    نشاطه السياسي

    في عام 1947م وبعد جلاء القوات الفرنسية عن سوريا ترك العمل الرسمي ورشَّح نفسه للنيابة، ففاز عن مدينة دمشق، وظلّ نائباً عنها ثلاث دورات متتالية حتى عام 1958م، وتولى الوزارة ثلاث مرّات من عام 1949 وحتى عام 1952؛ فكان وزيراً للأشغال العامة، ثمّ للمواصلات، ثمّ للزراعة.

    كما شارك في تأسيس عدد من الجمعيات الإسلامية فعندما تأسست جمعية الشبان المسلمين في دمشق كان هو رئيسها، ولما أسس الدكتور مصطفى السباعي مدرسة الدعوة في دمشق سنة 1947/1948 كان المبارك يحاضر فيها هو والسباعي وثلة من الأساتذة المرموقين.

    كما يعتبر محمد المبارك من مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وكان يمثلهم في البرلمان السوري، وكان الساعد الأيمن للسباعي ومستشاره السياسي والتنظيمي والاجتماعي. وكان دائماً عضواً في إدارة مركز دمشق أو رئيساً للإدارة، وكان يتناوب مع السباعي في إلقاء المحاضرات في المركز العام للإخوان في حي الشهداء بدمشق، أو في باب الجابية.

    كان له دور في ترشيد الحركة الإسلامية، وتقديم النصح والمساعدة المادية والمعنوية من خلال عمله في ميدان الدعوة الإسلامية على الصعيدين الشعبي والثقافي. كما شارك في لقاءات إسلامية- مسيحية في الفاتيكان وفرنسا وإسبانيا ودول أخرى.

    مؤلفاته

    كما نشر الأستاذ محمد المبارك عددًا من المقالات في: مجلة الآداب، ومجلة الأديب، ومجلة الثقافة، ومجلة الرسالة، ومجلة المجلة، ومجلة المعرفة، ومجلة دعوة الحق-المغربية، ومجلة المسلم المعاصر، ومجلة البعث الإسلامي

    وفاته

    توفي يوم الخميس في 4 كانون الأول 1981م في المدينة المنورة، ودفن في البقيع.

     

     

  • لورنس الشعلان

    لورنس الشعلان (1913- 1976) هو حمد بن طراد بن سطام الشعلان ولد عام 1913 في سوريا، وهو أكبر أبناء الشيخ طراد، أما سبب تسميته لورنس فترجع للشخصية الشهيرة لورنس العرب الذي كان صديقاً حميماً للشيخ طراد يزوره ويتردد عليه فأعجب الشيخ بشخصية توماس فغير اسم ولده حمد إلى لورنس.

    البداية

    نشأ لورنس في بادية الشام، ولأنه الأكبر بين أخوته كان له حظ بالغ من الاهتمام والرعاية الخاصة حتى أصبح فارساً من أفضل شباب قبيلة الشعلان. كان مولعاً بالصيد والقنص لهذا أمضى معظم وقته في البراري.

    وفي أواخر عام 1947 اضطر لورنس لترك سوريا والنزول بإمارة شرقي الأردن حيث استقبله الشريف عبد الله بن الحسين بن علي، فأحسن استقباله ومنحه كل ما أراده وأقطع له أرضا واسعة بالإمارة. فاستقر لورنس في الأردن وبالتحديد في منطقة الفيضة وكانت هذه بداية لاستقرار الشعلان وسيطرتهم على ذلك المثلث على الحدود الأردنية العراقية السعودية.

    شارك مع فرسان الروله في الصراع العربي الصهيوني، وشكل من قبيلته جيشاً واستطاع إلحاق الهزيمة باليهود في أكثر من واقعة، وهذا بمساندة الحكومة الأردنية، ومنها المقولة الخالدة: (قبيلة رويل موريتهم الويل)

    حياته الخاصة

    تعددت زيجاته، فتزوج من قبائل الكواكبة و الروله والشعلان والدلمان وعنزة والمعجل وآل مهيد وآل مرشد وبني خالد

    أولاده:

    الشيخ لورنس الشعلان مع أبناءه سامي وممدوح
    الشيخ لورنس الشعلان مع أبناءه سامي وممدوح

    1. فيصل لورنس الشعلان
    2. اللواء عبد الله لورنس الشعلان
    3. العقيد ممدوح لورنس الشعلان
    4. سامي لورنس الشعلان
    5. حمود لورنس الشعلان

    النهاية

    في ليلة عيد الفطر عام 1976، كان لدى الشيخ لورنس عشاء. فخرج بعد العشاء لتوزيع الصدقات على المحتاجين وكان من عادته توزيعها بنفسه، وفي منتصف الليل أحس بألم في رأسه، وكان الألم يأتيه من حين لأخر ولكنه رفض أن يزور الطبيب، وبعدها سقط مغشيا عليه. فأخذه ابنه عبد الله لمدينة الرطبا في العراق وكانت تبعد حوالي 80 كم عن منزلهم.

    وصلوا الحدود العراقية الساعة الثالثة فجراً فأجمع الأطباء بضرورة نقله إلى بغداد وبالفعل جهزت مروحية لنقله إلا أن الأطباء رفضوا ذلك بسبب الضغط الجوي. فنقل إلى بغداد بالسيارة وأودع المستشفى وتبين أنه مصاب بجلطة ونزيف حاد في الدماغ. ولأن إمكانيات الطب كانت محدودة في ذلك الزمان فاقترحوا نقله إلى أمريكا وبالفعل جهزت طائرة لنقله إلا أن المنية عاجلته في تمام الساعة السادسة صباحاً من ثاني أيام عيد الفطر. فنقل جثمانه إلى الأردن ودفن في الفيضة.

  • مصطفى السباعي

    مصطفى السباعي (1915- 3 تشرين الأول 1964) مفكر إسلامي وبرلماني سوريّ، وهو أول سوريّ يحصل على الدكتوراه بالشريعة من الأزهر، ومؤسس جماعة الأخوان المسلمين في سوريا، ومؤسس كلية الشريعة في سوريا.

    البداية

    ولد مصطفى السباعي في مدينة حمص عام 1915 لأسرة علمية عريقة، فمعظم رجال عائلته كانوا قد تولوا الخطابة في الجامع الكبيرفي مدينة حمص جيلاً بعد جيل. بعد حصوله على الشهادة الثانوية عام 1933، سافر إلى مصر للدارسة في الأزهر فحصل على شهادة في الفقة وفي أصول الدين بدرجة تفوق، ثم في عام 1949 نال شهادة الدكتوراة بدرجة امتياز في التشريع الاسلامي من خلال أطروحة عنوانها: ” السنة ومكانتها في التشريع الاسلامي”

    العمل التعليمي

    عمل مدرساً للتربية الدينية واللغة العربية في ثانويات مدينة حمص، قبل أن يؤسس المعهد العربي في دمشق التي أراد من خلاله مواجهة المدارس التبشيرية الفرنسية، وفي عام 1950 عُين أستاذاً في كلية الحقوق في دمشق، فكان من ألمع الأساتذة حضوراً وتدريساً، وخلال وجوده في السلك الجامعي فكر في تأسيس كلية الشريعة وفق أرفع المستويات العلمية. تمكن عام 1955 من تحقيق هذا الهدف فكان أول عميد لكلية الشريعة في جامعة دمشق، وفي عام 1956 أوفدته جامعة دمشق إلى أوروبا للاطلاع على مناهج الدراسات الاسلامية فيها، فزار تركيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وسويسرا، واجتمع بالمستشرقين من أساتذة الدراسات الاسلامية والشرقية، وناقشهم بمؤلفاتهم عن الاسلام وكشف لهم الأخطاء العلمية والتاريخية التي وقعوا فيها.

    العمل السياسي

    اعتقل مصطفى السباعي في مصر من قبل السلطات الانكليزية بتهمة التحريض على الثورة وبسبب مشاركته بالمظاهرات ضدها، ثم نقل إلى سجن صرفند بفلسطين حيث بقي أربعة أشهر إلا أن أخرج بكفالة، كما اعتقل أيضاً فور عودته إلى سوريا من قبل السلطات الفرنسية، وفور خروجه من السجن عمل على تنظيم جماعة الأخوان المسلمين في سوريا متأثراً بجامعة الأخوان في مصر من خلال شخصية مرشدها حسن البنا، فانتخب كأول مراقب للجماعة عام 1945. وبعد استقلال سوريا شاركت الجماعة في انتخابات عام 1947 وتمكنت من ايصال ثلاثة من ممثليها للبرلمان.

    بعد وقوع نكبة فلسطين 1948، كان مصطفى السباعي رئيس كتيبة الأخوان التي تطوعت للقتال في جيش الإنقاذ، فشارك في كل معارك القدس الكبرى، واستمر يقاتل فيها حتى جاءت الأوامر بالانسحاب.

    عُين نائباً في البرلمان عام 1949، وسرعان ما لمع نجمه كبرلماني دافع عن حقوق العمال، وطاف القرى وعاش مع الفلاحين، كما طالب المجلس النيابي بإقرار تدريس القضية الفلسطينية ضمن المنهج الدراسي وقد نفذ هذا الاقتراح. كما كان من أعضاء اللجنة الدستورية التي صاغت دستور عام 1950، وهو الذي حل الخلاف حول مسألة دين الدولة، فقد بين أن الهدف من تسمية دين الدستور ضمن الدستور هو فقط لإضفاء مسحة روحية وأخلاقية، تساعد في تحديد النظام والقانون، وأن المسألة عملياً مرتبطة بأكثرية السكان، وبما أن 90 % من سكان سوريا مسلمين، يصبح الاسلام تلقائياً ديناً للدولة، فقال” “إن سوريا دولة برلمانية، وحق التشريع يعود فقط للبرلمان، فلا توجد سلطة دينية بإمكانها إرغام البرلمان على قبول دستور لا يقره البرلمان، ولا يرضى به”. وبعد أن امتد النقاش حول دين الدولة للشارع، تقدم السباعي بمقترح للجنة الدستورية حين استبدل عبارة الاسلام دين الدولة لعبارة الاسلام دين رئيس الدولة.

    خسر السباعي الانتخابات التكميلية عام 1957 أمام مرشح حزب البعث رياض المالكي، وعند قيام الوحدة بين سوريا ومصر قام الأخوان الذين أيدوا الوحدة بحل تنظيمهم في سوريا.

    رفض مصطفى السباعي الذي كان قد أصيب بالشلل أن يعترف بشرعية الانفصال الذي قاده ضباط دمشقيون في أيلول عام 1961.

    عمله الصحفي

    في عام 1947 أنشأ جريدة المنار والتي عطلها الرئيس حسني الزعيم بعد انقلاب عام 1949. وفي عام 1955 أسس جريدة الشهاب والتي استمرت حتى عام 1958، كما أصدر عام 1955 مجلة المسلمون بعد احتجابها بمصر، وظلت تصدر في دمشق حتى عام 1958 حيث انتقلت إلى صاحبها سعيد رمضان في جنيف بسويسرا، فأصدر السباعي بدلاً منها مجلة حضارة الإسلام الشهرية، وظلَّ السباعي قائما عليها حتى وفاته.

    مؤلفاته

    السنة ومكانتها في التشريع

    شرح قانون الأحوال الشخصية (ثلاثة أجزاء)

    من روائع حضارتنا

    المرأة بين الفقه والقانون

    عظماؤنا في التاريخ

    القلائد من فرائد الفوائد

    دروس في دعوة الإخوان المسلمين

    هكذا علمتني الحياة في ثلاثة أجزاء كتبها في مرضه

    اشتراكية الإسلام الذي انكفأ على كتابته أيام الوحدة مع مصر، والذي قوبل باحتفاء كبير حتى من قبل عبد الناصر شخصياً، والذي طُبع لاحقاً بعنوان التكافل الاجتماعي في الإسلام

    أخلاقنا الاجتماعية

    أحكام الصيام وفلسفته

    الدين والدولة في الإسلام

    نظام السلم والحرب في الإسلام

    هذا هو الإسلام في جزأين

    السيرة النبوية دروس وعبر

    الاستشراق والمستشرقون

    المرونة والتطور في التشريع الإسلامي

    منهجنا في الإصلاح

    العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في التاريخ

    التسامح الديني

    التكافل الاجتماعي في الإسلام ، كان قد طُبع قديمًا بعنوان اشتراكية الإسلام

    جهادنا في فلسطين

    مشروعية الإرث وأحكامه

    آلام وآمال

    الصراع بين القلب والعقل

    أصدق الاتجاهات الفكرية في الشرق العربي

    مقدمة حضارة الإسلام

    النهاية

    أصيب السباعي بآخر عمره بالشلل النصفي حيث شل طرفه الأيسر مدة 8 سنوات، حتى توفي يوم السبت الثالث من تشرين الأول 1964 عن 49 عاماً، وصُلي عليه في الجامع الأموي.

  • يوسف شويري

    يوسف شويري (9 أيلول 1939 – 3 نيسان 2005)، ممثل سوري من مواليد حي الميدان بدمشق، بدأ مسيرته الفنية عام 1968 من خلال مسلسل حمام الهنا، ثم فيلم خياط السيدات. شارك يوسف شويري في عدد من الأعمال الفنية التي لا تزال في الذاكرة ولعل أبرزها: زواج بالإكراه، فوزية، الخطوات الصعبة، موزاييك، الحقيبة الضائعة والخيوط الخفية.

    البداية

    بدأ شغفه بالتمثيل وهو لا يزال بالمدرسة، عندما قدم مع رفاقه مسرحية (أرض من جهنم)، ثم شكل فرقة هواة مع أصدقائه، وبعدما شاهدهم الفنان محمود جبر، ضمهم إلى فرقة النادي الفني في منتصف الخمسينيات، وتعاون يوسف شويري في النادي الفني مع نخبة من فناني سوري في ذلك الوقت منهم علي الأسعد ونجوى صدقي.

    كما شارك يوسف شويري في عدد من الأندية الثقافية والفنية التي كانت منتشرة في دمشق في ذلك الوقت ومنها المسرح الحر.

    حياته الشخصية

    تزوج يوسف شويري من الفنانة أنطوانيت نجيب، وأنجبا ابنتهما الوحيدة سماح شويري، ولديهما منها حفيدين، أحدهما فادي الشامي وهو ممثل سوري شاب.

    وفاته

    توفي يوسف شويري في الثالث من نيسان لعام 2005 عن عمر ناهز الـ66 عاماً بعد صراع مع المرض.

    أعماله

    في السينما
    في التلفزيون
  • سلوى سعيد

    سلوى سعيد (08 كانون الأول 1935 – 09 تموز 2000) ممثلة سورية ولدت بمدينة القامشلي شمال شرق سورية، و«قزموز» هو اسم العائلة الأصلي. عملت في مسلسلات سورية في أوائل السبعينيات من أشهرها المسلسل التاريخي «انتقام الزبّاء» الذي قامت فيه بدور الملكة الزبّاء التي حكمت مدينة تدمر. وقامت في تمثيلية «عواء الذئب» بدور خديجة زوجة أبو عمر صلاح قصاص.

    مثلت وشاركت في عدة أفلام سورية ولبنانية تمثيلًا وإنتاجًا. بلغ مجموع أعمالها 11 فيلماً، وعملت بالإنتاج بثلاثة أعمال هي: (قلوب تحترق – الصف الأخير – ليلى والبراق).

    مسيرتها

    سافرت إلى مصر في منتصف خمسينيات القرن العشرين تقريبا، لتلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد تخرجها عملت في عدة مسرحيات، منها مسرحية «الناس اللي تحت»، والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي عرض في دور السينما سنة 1960 والذي شاركت أيضا في بطولته، وقد حمل الفيلم نفس اسم المسرحية، حيث قامت بتجسيد دور لطيفة الفتاة الفقيرة بنت عبد الرحيم الكمساري الذي يسكن في البدروم وجسد دوره الفنان الكبير شفيق نور الدين.

    كما قامت بتجسيد شخصية فوزية بنت عوض الشبراوي صاحب مصنع النسيج، وخطيبة المهندس السبعاوي طه الذي جسد دوره الفنان فؤاد المهندس في الفيلم الشهير «عائلة زيزي» الذي عرض في دور السينما المصرية سنة 1963.

    وشاركت في عدة أفلام سينمائية في مصر بخلاف فيلمي “عائلة زيزي”، و”الناس اللي تحت” مثل: “حبي الوحيد”، و”جوز مراتي”، “الأشقياء الثلاثة”، و”دنيا البنات”، و”مطلوب أرملة”، و”الحب الخالد”، و”لست مستهترة”، و”عنتر فارس الصحراء”، و”امرأة حائرة”.

    سلوى سعيد في فيلم عائلة زيزي

    ورغم نجاحها وانتشارها في مصر وإجادتها اللهجة المصرية، إلا أن الفنانة سلوى سعيد عادت أدراجها وسافرت إلى سوريا مرة أخرى واستقرت فيها، وشاركت في عدة مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية في سوريا ولبنان والأردن، ففي سوريا شاركت سلوى سعيد في مسلسلات تليفزيونية عديدة كان معظمها مسلسلات تاريخية، وفي الأردن شاركت في مسلسلات بدوية من أشهرها مسلسل وضحا وابن عجلان، وأما في لبنان فقد شاركت في بعض الأفلام السينمائية، ولكنها ظهرت فيها بعكس صورتها التي بدت عليها في السينما المصرية، حيث كانت معظم أدوارها في السينما اللبنانية جريئة للغاية.

    حياتها الشخصية

    تزوجت من الفنان السوري طلحت حمدي لفترة ثم انفصلا.

    وفاتها

    ظلت تعيش في وطنها الأصلي سوريا، حتى توفيت في يوم 9 تموز سنة 2000 عن عمر ناهز 65 عاماً.

    أعمالها

    في السينما
    • الناس اللي تحت (1960 – إخراج كامل التلمساني)
    • حبي الوحيد (1960 – إخراج كمال الشيخ)
    • جوز مراتي (1961 – إخراج نيازي مصطفى)
    • دنيا البنات (1962 – إخراج سعد عرفة)
    • الأشقياء الثلاثة (1962 – إخراج حسام الدين مصطفى)
    • عائلة زيزي (1963 – إخراج فطين عبد الوهاب)
    • مطلوب أرملة (1965 – إخراج عيسى كرامة)
    • الحب الخالد (1965 – إخراج زهير بكير)
    • الصعاليك (1968 – ﺇﺧﺮاﺝ يوسف معلوف)
    • لست مستهترة (1971 – إخراج حسن الإمام) 
    • عنتر فارس الصحراء (1974 – إخراج محمد سلمان)
    • امرأة حائرة (1974 – إخراج عاطف سالم)
    • المغامرة (1974 – إخراج محمد شاهين)
    • الحسناء وقاهر الفضاء (1975 – ﺇﺧﺮاﺝ سهيل كنعان)
    • الحب الحرام (1976 – إخراج خالد حمادة)
    • حارة العناتر (1980 – إخراج أسامة ملكاني)
    • اتفضلوا ممنوع الدخول (1984 – إخراج أسامة ملكاني)
    • رحلة 21 (1992 – إخراج نبيل شمس)
    في التلفزيون
  • عزيزة مريدن

    عزيزة مريدن (1929-1992) أديبة سورية تحمل درجة الدكتوراه من مواليد دمشق، ودرست فيها، كانت مثالاً للنزاهة والموضوعية في عملها، فهي لم تجامل أحداً، قد تركت بصمات واضحة في نفوس طلابها الذين انتشروا في مجالات التعليم وسواها في سورية والعالم العربي، وكانت مثالاً للأستاذ المعطاء بكلّ ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى.

    شهد لها معاصروها بسعة الحافظة وحدة الذكاء ونشدان الكمال في دراساتها، وقد قال فيها عبد الكريم الأشتر: «كانت تجد سعادتها في تأدية الفروض الدينية والالتزام بالعمل… سيأتي يوم تذكر فيه عزيزة مريدن الأديبة صاحبة الأسلوب الحيّ المشرق، والمرأة التي اخترقت جدار السكون، والأستاذة التي علمت أجيالاً من الناس».

    دراستها

    أتقنت اللغتين العربية والفرنسية خلال دراستها ما قبل الجامعية، ثم انتسبت إلى دار المعلمات بدمشق لدراسة التربية وأصول التدريس مدة سنتين بعد حصولها على الشهادة الثانوية، ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وحصلت على الإجازة عام 1951، فدّرست عدة سنوات في ثانويات دمشق للبنات، فأوفدتها وزارة التعليم العالي للحصول على درجة الماجستير من معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة.

    قدّمت رسالتها الأولى بإشراف سهير قلماوي، وكان موضوعها «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي»، وندبت للتدريس في كلية الآداب بعد حصولها على درجة الماجستير، ثم أوفدت ثانية إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، وقدمت أطروحتها بعنوان «القصة الشعرية في العصر الحديث» بإشراف سهير قلماوي.

    مسيرتها

    عُينت في كلية الآداب بجامعة دمشق، فكانت المرأة الأولى التي دخلت هذه الكلية أستاذة، ثم اختيرت للقيام بتعريب التعليم في بلاد المغرب العربي، فعملت في جامعة محمد الخامس بالرباط لتحقيق هذا الهدف (1973- 1976)، ثم عادت إلى جامعة دمشق، ثم أعيرت ثانية إلى المملكة العربية السعودية؛ لتعمل في كلية البنات في جدة (1980-1981).

    درّست الأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وأشرفت على عدد كبير من طلاّب الدراسات العليا من سوريين وعرب، وظلَّت على رأس عملها إلى أن وافتها المنية؛ ولذلك كرّمتها جامعة دمشق بأن سمّت إحدى قاعات التدريس في كلية الآداب باسمها.

    مؤلفاتها

    ألّفت عزيزة مريدن عدداً من الكتب الجامعية التدريسية فضلاً عن أطروحتيها في الماجستير والدكتوراه، وأهمّ مؤلفاتها: «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي» (664 صفحة)، مؤلّف من خمسة فصول تناولت الباحثة فيه البيئتين الجغرافية والأدبية في المهجر الجنوبي والنشاطات الأدبية للعرب المهاجرين إلى تلك البقاع، من صحافة وجمعيات؛ لتقف بعد ذلك عند موضوع من أهم موضوعات الشعر المهجري، وهو الوطنية في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتناول: الحنين إلى الأوطان، والشعر الوطني أو شعر المناسبات السياسية. وقد وضعت يديها على كل ما يتصل بهذا الموضوع في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتوقف بعد ذلك عند مفهوم الإنسانية في هذا الشعر، وتخلص إلى الخصائص الفنية لشعر القومية والإنسانية.

  • سعيد مراد

    سعيد مراد (1937-1988) صحافي وناقد سينمائي سوري، من مواليد دمشق. تجلت في كتاباته قضايا العدالة والمساواة وحقوق الفقراء وغيرها من الهموم التي تعني رجل الشارع السوري.

    تميزت كتابات سعيد مراد، في النقد والدراسة السينمائية، بصفتها الجادة، والشمولية الصادرة عن معرفة أكاديمية حية، وموقف تقدمي في الفن والفكر معاً. وفيها يتوازن الحديث بين تبيان الفنية التشكيلية والبنائية للعمل السينمائي، وبين الذهاب إلى أبعد، إلى الفكر السينمائي لصاحب الأثر الفني، المرتبط بالموقف الفكري الاجتماعي لهذا المبدع، والمرتبط بنبض الزمن، وطابع المرحلة في الفن والفكر والسياسة على السواء.

    نشأته

    ولد سعيد مراد في حي ركن الدين في دمشق لأسرة متواضعة الحال، وبعد إتمامه الدراسة الثانوية درس في قسم الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، وبدأ مشواره مع الكتابة من وقتها، حيث نشر في عدة صحف سورية منها “النقاد” و”الطليعة” و”الموقف العربي” و”الطليعة الفلسطينية” وكتب في شتى فروع الأدب والفن، وكان البعد السياسي اليساري واضحاً في مقالاته.

    مسيرته

    كان سعيد مراد من المؤمنين بضرورة وجدوى التجمعات الثقافية، فساهم في تأسيس رابطة “وحي القلم” التي كانت تجسيداً حياً لطموحات مجموعة من أصحاب المواهب الشابة في تعزيز الجو الثقافي السوري في دمشق على الأخص. غير أنها طموحات لم يكتب لها أن تعمّر طويلاً، إذ سرعان ما اعترضتها في مطلع عام 1959 الحملة التي شنتها السلطات آنذاك على الحزب الشيوعي، فزجّت بأعضائه وأصدقائه في السجن وكان سعيد واحداً من ضحايا تلك الحملة التي أورثته الأمراض وأدمت روحه المرحة. ولم يبرأ من هذه الصدمة إلا حين استطاع في عام 1969 السفر إلى موسكو.

    في أواخر الستينات دخل مجال الفن الدرامي من خلال مسلسلات كتبها للإذاعة والتلفزيون، ما ساعده على زيادة خبرته ودرايته بأصول وأسس العملية الفنية.

    قضى سعيد مراد إحدى عشر سنة في الاتحاد السوفييتي (1969-1980) حيث حصل على دبلوم في العلوم السينمائية من “معهد السينما لعموم الاتحاد السوفييتي” وطوال هذه الفترة لم يتوقف عن الكتابة كمراسل للعديد من الصحف والمجلات العربية خاصة مجلة “الطريق” اللبنانية، والتي نشر فيها أكثر دراساته اكتمالاً عن كبار المخرجين السوفييت والعالميين، والأحداث الفنية المهمة كمهرجان موسكو.

    عقب عودته إلى سورية، أسندت إليه إدارة تحرير مجلة “الحياة السينمائية” التي تصدرها وزارة الثقافة السورية، كما ترأس “النادي السينمائي” بدمشق و”المكتب الصحفي” لـ مهرجان دمشق السينمائي الدولي. وحاول، بحماسه المعروف أن يكون “جمعية النقاد السينمائيين العرب” لكن فتور العلاقات بين حكومات بعض الدول العربية، في نهاية السبعينات، أدت إلى خنق الفكرة.

    مؤلفاته

    صدر كتابه الأول “حوار مع السينما” عام 1977 والذي يحدد في مقدمته مفهومه للنقد… تناول كتاب “حوار مع السينما” في فصله الأول ملاحظات حول بعض الأفلام العربية، وتناول الجوانب الفكرية للقالب الفني المسمى “الميلودراما”، وحدد دور مفردات اللغة السينمائية، أما الفصل الثاني فتابع فيه كيفية مشاهدة سعيد مراد الخصبة والثرية لفيلمي المخرج الروسي سيرجي آيزنشتاين  “الإضراب” و”المدرعة بوتمكين “. أما في الفصل الثالث فتعرض لثلاثة أفلام “التفاحة الحمراء” لـ جنكيز أيتماتوف، و”وكم كنا متحابين” لـ يوتوريو سكولا، و” درسو أوزالا” لـ أكيرا كيروساوا. أما الفصل الرابع فيتضمن ” أفكار، خواطر، لقاءات” يناقش فيها سعيد مراد بطريقة على قدر كبير من الحيوية مواضيع هامة مثل: السينما الشعرية، والفيلم السياسي، والسينما الكوبية.

    النقد في جوهره ومرماه حوار معرفي لا يستهدف تقرير حقائق مهنية نهائية، بل يسعى إلى الإسهام في تناول وتفهم فن السينما بوسيلة الاقتراح والحوار لا بسلاح التقرير…

    ترجم سعيد مراد عن الروسية كتابين يعبران تماماً عن ميوله الفكرية: الأول “من الثورة إلى الفن ومن الفن إلى الثورة” للمخرج السوفييتي سيرغي آيزنشتين، وقد صدر عام 1979. والكتاب الثاني بعنوان “سيرغي آيزنشتين” صدر عام 1983.

    صدر كتابه الثاني عام 1985 بعنوان ” أفلام وقضايا: في السينما السورية والدراما التلفزيونية” حيث تعرض بعمق وشمولية لأعمال المخرجين السوريين اللامعين في تلك الفترة.

    عام 1988 صدر لسعيد مراد كتابه الثالث “جولات في عوالم سينمائية” والذي تتسم سطوره بدفء الأحاسيس التي يكنها لكوكبة من السينمائيين الذين يلتقي وعيه مع وعيهم ويقف معهم في خط فكري واحد، فتلمس مناطق القوة ومعالم الجمال في أفلام ميجيل ليتين، بيرغمان، تشوخراي، هوزاريك، كوشا، شاندور وآخرين.

    بعد رحيل سعيد مراد بثلاثة سنوات عام 1991 صدر عن دار الفكر الجديد كتابه “مقالات في السينما العربية” واشتمل على مقالات تتعلق بـ “قضايا وأفلام وأحاديث” جمعها وصنفها الكاتب اللبناني محمد دكروب. حيث اختار مقالات سعيد مراد الاستشرافية “إشارات إلى مصائر القطاع العام السينمائية في ثلاثة بلدان عربية” والتي كتبها الراحل عام 1986، إلا أنه بفضل صدق منهجه وصحة حدسه تبدو كما لو أنه يتنبأ بما سيحدث في صناعة السينما الجزائرية والمصرية والسورية.

    ثم أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة “آفاق السينما” له كتاب “الواقعية في السينما العربية” عام 1999 هو مجموعة من المقالات والدراسات والنقد التطبيقي في السينما العربية.

    قيل عنه

    يتحدث أحد الأصدقاء عن سعيد مراد فيقول: ” لم يتغير سعيد مراد بعد عودته بوصفه شخصاً مفطوراً على المرح وحب الحياة واكتساب المعرفة والأصدقاء. حتى لقد غدا في سنوات قلائل رمزاً جذاباً لعدد لا يحصى من المثقفين والمختصين العرب والأجانب، إذ كان يتواصل معهم باستمرار، فإذا حضروا إلى دمشق كان في طليعة مستقبليهم. والطريف في الأمر أن سعيداً كان ينجح معهم جميعاً في تقديم الجانب الشعبي المضياف لشخصيته، إلى جوار إشباع فضولهم الثقافي كأستاذ في اختصاصه. حتى لقد تولع به جميع من عرفوه، فصار اسمه متداولاً في الشارع الثقافي العربي وكأنه واحد من أهل البلد هناك”.

    وفاته

    توفي سعيد مراد في 30 تموز 1988 إثر أزمة قلبية قبل أن يتم الثانية والخمسين عاما، تاركا زوجته المخرجة السينمائية والتلفزيونية هند ميداني وثلاثة أولاد شيرين وشاهين ونورا مراد.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !