عدنان بن خليل مردم بك (24 أيلول 1917 – 18 تشرين الأول 1988)، شاعر وكاتب مسرحي سوري من دمشق، ألّف أربعة عشر مسرحية شعرية وكانت أشهرها “رابعة العدوية” التي فازت بالجائزة العالمية من منظمة اليونيسكو.
البداية
ولِد عدنان مردم بك في دمشق وهو سليل عائلة علمية وسياسية عريقة، ووالده شاعر الشّام خليل مردم بك، رئيس مجمع اللغة العربية من سنة 1953 ولغاية وفاته عام 1959. درس عدنان مردم بك في مدرسة مكتب عنبر وفي الكلية العِلمية الوطنية ثمّ بكلية الحقوق بجامعة دمشق. وعند تخرجه سنة 1940 عَمَل مُتدرباً في مكتب سعيد الغزي، الذي أصبح رئيساً لوزراء سورية في مرحلة الاستقلال.
المسيرة المهنية
تتلمذ عدنان مردم بك في مدرسة أبيه الشعرية وبدأ يُنظم الشعر وهو فتى يافع، حيث نَشر أولى قصائده في جريدة البرق البيروتية، لصاحبها بشارة الخوري (الأخطل الصغير). وكان تجاربه الشعرية المبكرة تنشر تحت اسم “فتى النيربين” المستعار. وفي سنة 1956 صدر ديوانه الأول نجوى تلاه بعد خمس سنوات ديوان صفحة ذكرى. أصدر بعدها ديوانين شعريين هما عبير من دمشق ونفحات شاميّة وعند وفاة أبيه سنة 1959 تولّى مهمة نشر وتحقيق مخطوطاته ودراساته الشعرية التي لم تصدر في حياته، ومنها مراسلاته عندما كان وزيراً مفوضاً في بغداد ومذكراته التي حملت عنوان “يوميات الخليل”.
المسرحية الشعرية
تعرف عدنان مردم بك على المسرحية الشعرية سنة 1932، بفضل أستاذه الفرنسي في الكلية العِلمية الوطنية، الذي درّسه مسرحية السيد للشاعر الفرنسي بيير كورناي. وأثناء شرحه للمسرحية، قال له الأستاذ: “هذا النوع من الأدب تفتقرون إليه في سورية” مما حفّز مردم بك على التبحر بهذا النمط المسرحي، حيث وجد مسرحيتان في مكتبة والده للشاعر المصري أحمد شوقي، هما مصرع كليوباترا ومجنون ليلى. بعد قراءتهم وتحليلهم، بدأ بتنظيم مسرحيته الشعرية الأولى فتح عمورية التي نُشر جزءاً منها في مجلّة “الشّام”.
ونظّم سنة 1934 مسرحية “مصرع الحُسين” وجاء بعدها مسرحية “عبد الرحمن الداخل” ثم مسرحية “جميل بثينة” عام 1936. ثم جاءت مسرحية “الدون كارلوس” ومسرحية “يوسف وزليخة” عام 1943. جمعاً، وضع عدنان مردم بك أربع عشرة مسرحية شعرية، منها “غادة أفاميا” و”العباسية” و”الحلّاج” إضافة إلى “رابعة العدوية” و”فلسطين الثائرة” و”الملكة زنوبيا” وقد فازت مسرحية “رابعة العدوية” بالجائزة العالمية الثالثة من منظمة اليونيسكو في أسبوع الكتاب الصوفي، وتُرجمت إلى عدة لغات. وأسس عام 1933 جمعية أدبية أسماها “الثريا” وكان أعضاؤها يقومون بتدريب الشعراء والكتاب على أساليب الخطابة والفصاحة.
في القضاء السوري
مارس عدنان مردم بك مهنة المحاماة لما يقارب السبع سنوات، انتسب بعدها إلى سلك القضاء وتدرج في عدة مناصب في محكمة البداية ومحكمة الاستئناف، وصولاً لتعيينه مستشاراً في محكمة النقص حتى إحالته على التقاعد سنة 1966.
الوفاة
توفي عدنان مردم بك في دار العائلة بدمشق يوم 18 تشرين الأول 1988 ووري الثرى في مدافن الأسرة المردمية قرب الباب الصغير. وفي سنة 2014 تحوّل داره الكائن في سوق البورص المتفرع عن سوق الحميدية إلى دار للثقافة، بإشراف أبنائه قتيبة ووضاع وبناته حسّانة والدكتورة هند مردم بك.