فنانون

نبيل خزام

فنان كوميدي سوري

نبيل خزام (1947 – 7 حزيران 1983) ممثل سوري صاحب مسيرة فنية قصيرة ولكن غنية. كانت إطلالاته الكوميدية الهادفة تزرع البسمة على الشفاه، ورغم جريان المرض العضال في دمه استمر في وضع بصماته الكوميدية المميزة حتى النفس الأخير، كان شبح المرض يغيب قليلاً ليحتل التفاؤلُ مساحةً واسعة من حياة نبيل خزام، ثم يعود بقسوة.

كان لدى أسرته رغبة في أن يكمل دراسته في إسبانيا لكنه لم يوافق لشعوره بتكاليف الدراسة المرهقة مادياً، إضافة إلى حبه للفن ما اضطره لترك الدراسة بعد الحصول على الثانوية العامة، وقرر الذهاب إلى دمشق ليشق طريقه الفني بنفسه، وقد عانى الكثير في بداية الأمر فكان يبيت في غرف صغيرة جداً ويعيش في فقر ليحقق حلمه في التمثيل.

نشأته

ولد نبيل خزام في مدينة حمص لأسرة مسيحية متوسطة الحال مؤلفة من الوالدين وسبعة ذكور وفتاة واحدة، ويأتي ترتيبه الخامس بين إخوته، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الغسانية في حي بستان الديوان، ثم انتقل إلى مدرسة عبد الحميد الزهراوي التي نال منها شهادة الثانوية العامة. ظهرت ميوله الفنية في وقت مبكر، فجسد أدواراً عدة في مسرح الكشاف للهواة في كنيسة أم الزنار بحمص بالاشتراك مع ممثل هاو أيضاً يدعى ماهر لطفي. أحدثت مسرحياتهما ضجة كبيرة وجذبت جمهور حمص بكافة شرائحه لحضور المسرح.

التحق بنادي دار الألحان وكانت المرة الأولى التي يظهر فيها على خشبة المسرح في مسرحية كوميدية بعنوان “تويست” في العام 1969 وهي عبارة عن اسكتشات مرتجلة، وخلال هذه الفترة تعلم فن التمثيل على يد كبار المسرحيين في المدينة من أمثال ماهر عيون السود، ومحمود طليمات، وكانت لديه ميول غنائية وموسيقية، فتلقى على يد الفنان عبد الحميد الطرابلسي أصول الغناء والعزف والموسيقا، ولعله كان يجد في نفسه المقدرة على الغناء وأداء المقامات التراثية، وهو ما حصل بعد ذلك عندما قدم لاحقاً عدداً من الإسكتشات (الغنائية – التمثيلية) التلفزيونية التي لقيت تجاوباً شعبياً كبيراً، ثم انتسب إلى نقابة الفنانين في حمص عام 1969، وأثناء أداء خدمة العلم عمل في برامج الإدارة السياسية الإذاعية والمسرح العسكري، وبعدها تابع نشاطه الفني.

بعد انتقاله إلى دمشق انتسب نبيل خزام إلى فرقة المسرح القومي وكانت البداية الحقيقية من خلال مسرح سعد الله ونوس، حيث لعب أدوار البطولة في مسرحيتي رأس المملوك جابر، وحفلة سمر من أجل 5 حزيران. ثم تعرف نبيل خزام إلى الفنان دريد لحام الذي ضمه إلى فريقه الفني “مسرح الشوك” إلى جانب نخبة من الممثلين الكوميديين في سوريا ومنهم نهاد قلعي ورفيق سبيعي وياسين بقوش وناجي جبر، وقدم من خلال هذه الفرقة عشرات المسرحيات الناجحة، ويعتبر عمله في هذا المسرح بداية انطلاقته كفنان كوميدي وبالذات في مسرحية كاسك يا وطن التي لاقت شهرة عربية واسعة وقُدمت على مسارح أغلب الدول العربية كالكويت وتونس وليبيا والأردن.

في بداية السبعينات انضم نبيل خزام إلى التلفزيون العربي السوري فقدم عدداً من البرامج التلفزيونية الناجحة من سهرات منوعة ومنولوجات غنائية ومقالب طريفة مع الفنانة فاديا خطاب، ثم قدم برنامجاً بعنوان “تلفزيون الساعة” بالاشتراك مع الفنانة صباح الجزائري التي شكل معها ثنائياً فنياً، وبرنامج النحلة والدبور وأبجد هوز، كما لعب أدوار البطولة في العديد من التمثيليات مثل الوديعة، ومذكرات حماد، واليوم الثالث عشر، وودي يا بريد، وقبل الزواج، والعشرة الطيبة، ووين الغلط وهو أول مسلسل سوري يصور بالألوان عام 1978. كما عمل مع الفنان ياسر العظمة في مسلسل مرايا في بداياته عام 1982، وقدم للأطفال مسلسلاً ناجحاً بعنوان “كل شبر بندر” للمخرجة شيرين ميرزا، أما على صعيد السينما فلم يكن لنبيل سوى فيلمين “الاتجاه المعاكس” بالاشتراك مع صباح الجزائري، ومنى واصف، وعبد الهادي صباغ، ويوسف شويري عام 1975، و”زواج على الطريقة المحلية” بالاشتراك مع رفيق سبيعي، وفاديا خطاب، والمغني اللبناني وليد توفيق عام 1978.

مع فرقة مسرح الشوك

مرضه ووفاته

في أواخر العام 1981 بدأ يشعر بثقل المرض أثناء اشتراكه في عرض مسرحية كاسك يا وطن في ليبيا، وعند عودته إلى سوريا لقي اهتماماً كبيراً من قبل الأطباء المختصين إلى أن دخل مرحلة الشفاء الظاهري أو الكاذب من سرطان الدم لمدة 8 أشهر، وفي هذه المرحلة الحرجة من حياته لم ينقطع عن العمل الفني فاشترك في عدة أعمال فنية رغم التحذيرات التي وجهها له الأطباء بعدم الإرهاق.

ومع اشتداد المرض سافر إلى لندن للعلاج، وتكفل الرئيس حافظ الأسد حينها بتكاليف علاجه وإقامته في المشفى الملكي البريطاني. لكن المرض الخبيث تغلب على نبيل ووضع حداً لمسيرته عام 1983 حيث توفي عن عمر ناهز 36 عاماً، ليخسر الفن واحداً من أعمدته ليس في سورية فحسب بل في العالم العربي بشهادة كبار الفنانين والمخرجين وأذاعت خبر وفاته عدد من الإذاعات المشهورة مثل إذاعة لندن ومونت كارلو.

يوم تشييع جثمانه في حمص خرجت المدينة لتودعه كما حضر عدد كبير من الفنانين السوريين من دمشق ليقفوا مع أهله في رحيله.

أبرز أعماله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !