علي عبد الكريم الدندشي (1907 – 8 شباط 2000)، مؤسس كشاف سورية وقائده، انتُخب نائباً عن مدينة تلكلخ في المجلس النيابي وكان رئيساً للجنة الأولمبية السورية ومديراً إدارياً لجيش الإنقاذ في حرب فلسطين الأولى سنة 1948.
البداية
ولِد علي عبد الكريم الدندشي في قرية باروحة القريبة من مدينة تلكلخ وهو سليل عائلة سياسية معروفة قادت ثورة مسلّحة ضد الانتداب الفرنسي في سورية. حفظ القرآن الكريم في صغره والتحق بعدها بالكلية الإسلامية في بيروت لنيل الشهادة الثانوية. وبعد تخرجه سنة 1924 دَرَس الحقوق في جامعة دمشق.
كشاف الغوطة
في دراسته الجامعية في بيروت انتسب علي عبد الكريم الدندشي إلى الكشّاف المسلم العثماني، وهو أول تنظيم كشفي في الوطن العربي، المتعارف عليه دولياً منذ سنة 1922. وعند عودته إلى دمشق نقل التجربة الكشفية إلى سورية وأسس كشّاف الغوطة في تموز 1927، مع رفاقه الطلبة أحمد الشهابي وفائز الدالاتي. حفاظاً على استقلالية المنظمة الكشفية، رفض الدندشي ربطها بالكتلة الوطنية، فأطلقت عبر زعيمها فخري البارودي تنظيم كشفي منافس لكشّاف الغوطة، أطلق عليه اسم “كشّاف أميّة.”
قائداً لكشاف سورية
في سنة 1929 حصل كشّاف الغوطة على اعتراف من منظمة الكشّاف المسلم في بيروت، ما فتح المجال أمام الدندشي لحضور مؤتمرات كشفية دولية، ممثلاً عن سورية. وفي سنة 1931، أسّس اتحاد الكشّاف السوري وانتُخب رئيساً له. في عهده وصل عدد المنتسبين إلى التنظيمات الكشفية في سورية إلى 3000 شخص سنة 1933، وتمكن الدندشي من رفعهم إلى 15 ألفاً، بعد فتح أبواب المنظمة الكشفية أمام المسيحيين واليهود. ومع نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، توسع النشاط الكشفي في سورية، مع إنشاء فرع خاص بالأشبال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7-12 سنة، ووصل عدد أعضاء الكشّاف السوري إلى 38 ألف عضو منظّم.
عرّف الدندشي الكشفية بأنها “المؤسسة القومية لشباب الأمة، المحافظة على القيم والأخلاق والأهداف الوطنية، والمتميزة بالفضائل والقدرة على حسن التكييف.” وقد شارك الدندشي مع رفاقه في تشييع فوزي الغزي، عضو الكتلة الوطنية وواضع أول دستور جمهوري في سورية، الذي اغتيل سنة 1929. وكان ذلك بعد طيّ صفحة الخلاف بين الدندشي وزعماء الكتلة، ودخول كشّاف أمية في صفوف فرق الدندشي وانصهارها مع كشّاف الغوطة. وشارك الدندشي في المؤتمر الكشفي العالمي في هولندا سنة 1937 وأقام أول مؤتمر كشفي عربي في بلدة بلودان بريف دمشق سنة 1938، الذي عُقد تحت رعاية رئيس الحكومة جميل مردم بك.
النشاط السياسي
انتسب علي عبد الكريم الدندشي في شبابه إلى عصبة العمل القومي التي ظهرت سنة 1933 وكانت بقيادة ابن عمّه الدكتور عبد الرزاق الدندشي. وبعد تراجع نشاط العصبة بسبب وفاة مؤسسها سنة 1935، عمل الدندشي في صفوف الحركة الوطنية وكان له دور هام في الإضراب الستيني الذي أطلقته الكتلة الوطنية سنة 1936، احتجاجاً على اعتقال فخري البارودي. وفي أثناء العدوان الفرنسي على دمشق في 29 أيار 1945، تسلل الدندشي إلى قلعة دمشق مع أعضاء من الكشّاف وتمكنوا من تجريد الجنود السنغال من سلاحهم والاستيلاء على ذخيرتهم مع عدد من الآليات العسكرية.
وبعد جلاء القوات الفرنسية في 17 نيسان 1946، عُيّن الدندشي مديراً للتربية البدنية في سورية، التابعة في حينها لوزارة المعارف، ومنحه رئيس الجمهورية شكري القوتلي الدرجة الأولى من وسام الاستحقاق السوري. وفي تشرين الثاني 1947 انضم الدندشي إلى جيش الإنقاذ المشكّل من قبل جامعة الدول العربية لمحاربة العصابات الصهيونية في فلسطين، وسمّي مديراً إدارياً ومعاوناً لقائده العام فوزي القاوقجي.
انتُخب علي عبد الكريم الدندشي نائباً عن مدينة تلكلخ مرتين، كانت الأول سنة عام 1949 والثانية سنة 1954، بعد زوال حكم العقيد أديب الشيشكلي. من داخل مجلس النواب شارك الدندشي في صياغة قانون الكشّاف السوري، وفي وضع المرسوم التشريعي رقم 119 الذي نظّم الحركات الكشفية والرياضية في سورية. وقد نال عدداً من الأوسمة العالمية تقديراً لعمله الكشفي، كان أبرزها الصقر الذهبي والذئب البرونزي، إضافة لوسام الاستحقاق السوري.
رئيساً للجنة الأولمبية
وانتُخب رئيساً للجنة السورية الأولمبية سنة 1948 وكان مديراً لنادي الفروسية. وفي سنة 1951، كان أول عربي يُنتخب في اللجنة الكشفية العالمية، وأصبح تقليداً من بعدها أن يمثل الدول العربية عضواً دائماً فيها. كما تولّى رئاسة اللجنة الكشفية العربية وعمل مفوضاً إقليمياً لكشافي البلاد العربية، ثم أصبح رئيساً لمجلس رعاية الشباب، وعُيّن وكيلاً لوزارة المعارف السورية.
الوفاة
توفي علي عبد الكريم الدندشي عن عمر ناهز 93 عاماً في 8 شباط 2000 ووري الثرى في مدينة تلكلخ.