فنانون

سهيل عرفة

ملحن سوري

سهيل عرفة (13 تشرين الثاني 1935 – 25 أيار 2017) ملحن سوري من مواليد حي الشاغور في مدينة دمشق، وهو خريج المعهد العالي للموسيقى في حلب. بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي كمغنٍ، ولكنه سرعان ما ابتعد عن الغناء، واختص في التلحين، وكان المغني السوري فهد بلان أول من غنى ألحانه، ولم يمض وقت طويل حتى غزت ألحان عرفة أغاني عمالقة الطرب في الوطن العربي.

يعد أحد صناع الأغنية السورية المعاصرة في القرن العشرين بما نهله في طفولته وصباه من تراث شعبي غنائي عبر منشدي الجامع الأموي ورواد الموسيقى أمثال مصطفى هلال، وأمير البزق محمد عبد الكريم. تبلغ حصيلة عمله الموسيقي على امتداد ما يزيد على نصف قرن، أكثر من ألف وثلاثمئة أغنية، وموسيقى حوالي سبعين مسلسلا وأربعين فيلما سينمائيا، وعشرين مسرحية.

سهيل وأمل عرفة

وهو من قدم الفنانة أصالة نصري للعالم العربي خلال برنامج منوعات تم بثه عام 1995، وخلال البرنامج ذاته قدم ابنته أمل عرفة.

مسيرته

الانطلاقة الأولى له كانت من برنامج الإعلامي الراحل “عبد الهادي البكار” في إذاعة دمشق، وأول لحن قدمه كان “يا بطل الأحرار” للمطرب فهد بلان في عام 1958، والذي شكل نقطة البداية الفعلية لبلان كمطرب، ومن ثم لحن للفنانة نجاح سلام أغنية “والله لنصب تلفون” فاعتمدته إذاعة دمشق كملحن.

عمل في إذاعة بيروت وهو في سن 25، وفي عام 1968 أصبح عضواً في نقابة الفنانين السوريين، ثم أصبح قائد الفرقة الموسيقية للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية في عام 1974، وترأس مهرجان الأغنية السورية بدورته التاسعة عام 2003.

يقول عن تجربته في الإذاعة:

كانت في الإذاعة لجنة تكشف مواقع الخلل وتدفعنا في الاتجاه الصحيح. كان هناك أساتذة مثل مطيع المصري بالغربي، وميشيل عوض بالشرقي، وكنت اذهب إلى منزلهما وأتعلم القواعد والأصول سراً، وذلك بسبب نظرة المجتمع إلى الفن، حتى إنني كنت أعمل على إخفاء العود حتى لا يقوم الوالد بكسره.‏

امتد تعاونه مع نجوم الطرب في سورية أمثال صباح فخري الذي لحن له قصيدة “الشهيد” كما طور له عددا من أغاني التراث مثل “يا مال الشام، وميلي ما مال الهوى”. ومن الأغاني التي لحنها الراحل وخلدت في ذاكرة الشعب العربي “عالبساطة” لصباح، و”يا دنيا” لوديع الصافي، و”يا طيرة طيري” لشادية، و”يا نهر الشام” لسميرة سعيد، و”قالوا الأرض مدورة” للتونسي أحمد حمزة، و”كيف حوالكم” لمروان محفوظ، و”رفي بجناحك” لمروان حسام الدين، و”صبر أيوب” لفؤاد غازي، و”حلوة وذكية” لغسان ناجي.

وكان للموسيقار عرفة تجربة غنية في ستينيات القرن الماضي في الاسكتشات الغنائية التي لحنها لفنان الشعب الراحل رفيق سبيعي، والتي سعيا من خلالها لانتقاد عادات اجتماعية سيئة مثل أغاني “شيش بيش، وحبوباتي التلميذات”.

أما في مجال الأغاني الوطنية فقدم الراحل على مدى نصف قرن مجموعة كبيرة من الأغاني التي لا تزال تردد إلى اليوم مثل “صباح الخير يا وطنا” لفهد يكن وامل عرفة، و”من قاسيون أطل يا وطني وقلعة التحدي” لدلال الشمالي، و”يا وطني” لفاتن حناوي، و”أنا سوري وأرضي عربية” لمروان حسام الدين، و”وصية أب” لمصطفى نصري، و”يا بلادي” لسمير يزبك.

وفي رصيد عرفة بمجال الموسيقا التصويرية العديد من الأعمال حيث وضع موسيقا لأعمال تربو على الأربعين مثل اسكتش “المنجم” في فيلم “غرام في استنبول” لدريد لحام ونهاد قلعي، وفي المسرح أعمال عدة من أهمها مسرحية “سهرة مع أبي خليل القباني” تأليف الراحل سعد الله ونوس، وفي مجال الدراما وضع موسيقا وشارات غنائية لعشرات المسلسلات منها “أيام شامية، وأبو كامل، وجريمة في الذاكرة”.

جوائز وتكريمات

حفل تكريم ذكرى سهيل عرفة بدار الأوبرا

حاز الراحل عبر مسيرته العديد من الجوائز والأوسمة، أهمهما وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007، إضافة لتكريمه من نحو عشرين دولة عربية، وجوائز عدة عالمية منها الجائزة الذهبية في مهرجان النقود الذهبية بإيطاليا سنة 1998 عن أغنية “يا أطفال العالم ”التي غنتها الطفلة السورية – آنذاك – هالة الصباغ باللغتين العربية والإيطالية. كما حاز على لقب موسيقار من جامعة الدول العربية خلال “مهرجان الرواد العرب” الذي أقيم في القاهرة عام 1999.

وفاته

توفي يوم الخميس 25 أيار 2017 عن عمرٍ يناهز 82 سنة بعد صراعٍ مع مرض السرطان.

صور من أرشيفه

المصدر
ساناالجملسناك سوري
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !