نعيم أنطاكي (1903 – 15 كانون الأول 1971)، سياسي سوري من أعيان حلب ورجل قانون، كان عضواً بارزاً في الكتلة الوطنية وفي وفدها المفاوض في باريس عام 1936 الذي أبرم المعاهدة السورية الفرنسية. انتُخب نقيباً للمحامين في حلب وتسلّم وزارة الخارجية ثلاث مرات، كانت الأولى في عهد الرئيس عطا الأيوبي عام 1943، والثانية والثالثة في عهد الرئيس شكري القوتلي. وفي عهد الاستقلال، عُيّن عضواً في وفد سورية المؤسس في الأمم المتحدة ونائباً لرئيسه فارس الخوري.
البداية
وُلِد نعيم أنطاكي في حلب وهو سليل أسرة مسيحية أرثوذكسية عريقة. دَرَس القانون في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة باريس، وفتح مكتباً للمحاماة وأصبح وكيلاً لشركة النفط العراقية (IPC). انتسب إلى الكتلة الوطنية بواسطة إبراهيم هنانو عام 1932، وساهم في تنظيم الإضراب الستيني الذي أطلقته الكتلة عام 1936، مما أدى إلى اعتقاله.
معاهدة عام 1936
خَرَجَ من السجن بعد توصل هاشم الأتاسي إلى تفاهم مع سلطة الانتداب، أدى إلى إنهاء الإضراب مقابل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسفر وفد من الكتلة الوطنية إلى باريس للتفاوض على مستقبل سورية. سُمّي نعيم أنطاكي مستشاراً قانونياً للوفد الذي ترأسه الأتاسي وأمضى ستة أشهر في باريس، كانت نتيجتها التوقيع على المعاهدة السورية الفرنسية في 9 أيلول 1936. نصت المعاهدة على توسيع صلاحيات الحكومة السورية مقابل امتيازات عسكرية وثقافية وسياسية للفرنسيين في سورية. وافق أعضاء الوفد على إعطاء فرنسا حق تدريب الجيش السوري عند إنشائه، وإلحاق مستشارين فرنسيين بكل مفاصل الدولة السورية، مع حق استخدام الأراضي السورية من قبل الجيش الفرنسي في حال نشوب حرب جديدة في أوروبا.
بعد عودة الوفد إلى دمشق، انتُخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية في 21 كانون الأول 1936، وعيّن أنطاكي مديراً لشؤون وزارة الخارجية. بعد رفض البرلمان الفرنسي التصديق على المعاهدة، سافر إلى باريس مع وزير الخارجية سعد الله الجابري، وأدخلا بعض التعديلات على النص، كالسماح للفرنسيين بالتنقيب عن النفط في سورية. لكن البرلمان الفرنسي ظل مصمماً على رفض المعاهدة، خوفاً من خسارة نفوذ فرنسا في الشرق الأوسط مع قرب احتمال حدوث مواجهة عسكرية مع ألمانيا. وعندما تبيّن أن فرنسا لن تُقدم على المعاهدة، استقال رئيس الحكومة جميل مردم بك من منصبه في شباط 1939، واستقال معه وزير الخارجية سعد الله الجابري.
وزيراً في عهد القوتلي
في 25 آذار 1943 عيّنه رئيس الدولة عطا الأيوبي وزيراً للخارجية في حكومته الانتقالية المشرفة على الانتخابات البرلمانية المقبلة. ترشح أنطاكي على قائمة شكري القوتلي وفاز بالنيابة عن حلب، وبعد انتخاب القوتلي رئيساً للجمهورية، عُيّن وزيراً للمالية في حكومة الرئيس فارس الخوري يوم 7 نيسان 1945. في نهاية ذلك الشهر، عُيّن أنطاكي عضواً في الوفد السوري إلى مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، برئاسة فارس الخوري.
أعاد الرئيس سعد الله الجابري تكليفه بحقيبة المالية من 30 أيلول 1945 ولغاية 27 نيسان 1946. استقالت حكومة الجابري عقب جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان، وسُمّي أنطاكي وزيراً للخارجية في أول حكومة شُكّلت في عهد الاستقلال، برئاسة جميل مردم بك، ومثّل سورية في المفاوضات مع لجنة اليونسكوب الأممية المكلفة بمطالعة الأوضاع العامة في فلسطين قبل انتهاء الانتداب البريطاني.
السنوات الأخيرة
استقال نعيم أنطاكي من منصبه في 6 تشرين الأول 1947، احتجاجاً على قرار تقسيم فلسطين الذي كان على وشك أن يصدر عن الهيئة العامة للأمم المتحدة في نهاية شهر تشرين الثاني. تفرّغ إلى عمله في المحاماة، ثم انتقل للعمل في لبنان، مُعلناً اعتزاله العمل السياسي بسبب تدخلات الجيش في شؤون الحكم بعد انقلاب حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي عام 1949.
الوفاة
تُوفي نعيم أنطاكي في بيروت يوم 15 كانون الأول 1971، عن عمر ناهز 68 عاماً.
المناصب الرسمية
| المنصب | الفترة | سبقه | خلفه |
| وزير الخارجية | 25 آذار – 17 آب 1943 | فائز الخوري | جميل مردم بك |
| وزير المالية | 7 نيسان – 24 آب 1945 | خالد العظم | خالد العظم |
| وزير المالية | 7 تشرين الأول 1958 – 24 كانون الأول 1959 | خالد العظم | ادمون حمصي |
| وزير الخارجية | 28 كانون الأول 1946 – 6 تشرين الأول 1947 | سعد الله الجابري | جميل مردم بك |
