أدباء وكتابأساتذة وتربويون

إلياس قدسي

أديب سوري ومدير المدرسة الآسية (1878-1907)

إلياس عبده قدسي (1850 – 30 تموز 1926)، مُربي وأديب سوري من دمشق، تنوع نتاجه بين الرواية والشعر والمسرح والدراسات التاريخية. كان مديراً للمدرسة الآسية في دمشق القديمة التابعة للكنيسة المريمية في السنوات 1878-1907، وعضواً في مجمع اللغة العربية من سنة 1921 ولغاية وفاته عام 1926.

البداية

ولد إلياس قدسي في حيّ القيمرية بدمشق وكان والده من الوجهاء الأثرياء، جمع ثروة طائلة من تجارة الحرير. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الآسية البطريركية الأورثوذكسية، التي تعرّضت لهجوم عنيف أثناء الأحداث الدامية التي شهدتها الأحياء المسيحية من مدينة دمشق في صيف العام 1860. قُتل عدد من المدرسين ودبّ الرعب في الحارات المسيحية، فقرر عبده قدسي إرسال ابنه إلى لبنان لإكمال تعليمه في مدرسة عينطورة في فضاء كسروان، خوفاً من تكرار فتنة عام 1860.

برع قدسي باللغات وتلّعم الإنجليزية والفرنسية والعبرية والفارسية، إضافة إلى العربية طبعاً واللغة التركية، وعندما أراد تعلّم اللاتينية القديمة، أرسله والده إلى اليونان لدراستها سنة 1872. عاد إلى دمشق سنة 1878 وسمّي قنصلاً عاماً لليونان، وبعدها للنمسا والمجر.

مديراً للمدرسة الآسية

في عام 1878، عينته الكنيسة المريمية وكيلاً (مديراً) للمدرسة الآسية، وقد شهدت مرحلته تطويرات عدة، منها تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتوسيع مساحة اللغة العربية فيها مع تعيين نخبة من المدرسين العرب، كان في مقدمتهم أستاذ الرياضيات فارس الخوري. اشتهرت مدرسة الآسية في عهد إلياس قدسي وذاع صيتها وزارها الوالي العثماني مدحت باشا للتعرف على وكيلها سنة 1880. ظلّ قدسي مديراً للآسية حتى سنة 1907، وفي هذه السنوات أسس الجمعية التاريخية سنة 1875 والجمعية الفقهية سنة 1880، وحضر المؤتمر الدولي للمستشرقين في مدينة ليدن في هولندا (1883)، ومؤتمر المستشرقين في فيينا (1886) وفي لندن (1880).

المنفى والعودة إلى سورية

بدأت السلطات العثمانية بالتضييق عليه بسبب موقفه المعلن والرافض لمشاركة السلطنة بالحرب العالمية الأولى، وفي كانون الأول 1914 هرب إلى مصر عقب صدور مذكرة اعتقال بحقه. عمل في قلم مراقبة الصحف العالمية، وكانت مهمته منع الصحف الموالية لألمانيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية من دخول مصر. عاد إلياس قدسي إلى دمشق في 1 تشرين الثاني 1919، بعد عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي 13 تموز 1921، انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية، حيث ظلّ يعمل لغاية وفاته.

الوفاة

توفي إلياس قدسي عن عمر ناهز 56 عاماً في 30 تموز 1926 وخرجت له جنازة مهيبة، ترأسها البطريرك غريغوريوس الرابع حداد، وأطلقت وزارة المعارف اسمه على مدرسة حكومية في مسقط رأسه في حيّ القيمرية.

مؤلفاته

  • ديوان زهرة الربيع (دمشق 1913)
  • الطريقة القدسية: اجتهاد في الدوبيا (المطبعة الأرثوذكسية، دمشق 1909)
  • نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات (دمشق 1913)
  • نبذة تاريخية في الحِرف الدمشقية (دار الحمرا، بيروت 1992)

وله من المسرحيات: التخريم، مريم، سلمى، الرديف، أنجلينا، الثلاث بنات، المحتال، الموضة، الجنرال جورجي، الناسك دانيال، السيف، ومنكر الجميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !