حيدر بن سامي مردم بك (1894-1981)، دبلوماسي سوري من دمشق، كان محافظاً في منطقة الجزيرة ثم في حوران، ووزيراً مفوضاً في كل من السعودية والعراق وإيطاليا قبل قيام الوحدة السورية – المصرية سنة 1958.
البداية
ولِد حيدر مردم بك في دمشق وهو سليل أسرة سياسية عريقة، وكان والده نائباً في مجلس المبعوثان وكذلك جدّه الوجيه حكمت باشا مردم بك. دَرس في مكتب عنبر وعند انتخاب أبيه نائباً في إسطنبول سافر معه إلى عاصمة الدولة العثمانية ودخل مدرسة غطلة سراي العريقة. أراد إكمال دراسته الجامعية في فرنسا ولكنّ اندلاع الحرب العالمية الأولى منعه من ذلك فبقي بدمشق وعمل في المكتب الفني للمواصلات العسكرية التابع للجيش العثماني الرابع.
مع الملك فيصل
ومع انسحاب القوات العثمانية عن دمشق سنة 1918، تقدم مع أبيه للترحيب بالشريف فيصل بن حسين القادم من الحجاز، الذي أعجب بشخصيته واختاره ليكون كاتباً في ديوانه ثم سكرتيراً في قصره. لازم مردم بك الأمير فيصل من مطلع 1919 وحتى صيف عام 1920، وكان شاهداً على كل المباحثات السّياسية بينه وبين الفرنسيين، كما شارك بمراسيم تتويجه ملكاً على سورية في 8 آذار 1920.
الدراسة المتأخرة
ومع سقوط الحكم الفيصلي وفرض الانتداب الفرنسي على سورية في تموز 1920، ترك حيدر مردم بك العمل الحكومي والتحق بمعهد الحقوق العربي وهو على مشارف الثلاثين. وعند تخرجه سافر إلى فرنسا ونال شهادة الدكتوراه في القانون الروماني من جامعة السوربون.
محافظاً في زمن الانتداب
فور عودته إلى سورية عُيّن أميناً لسر محافظة دمشق – بوم كانت تدعى أمانة العاصمة – قبل تسميته قائممقام على معرة النعمان في عهد رئيس الحكومة الشيخ تاج الدين الحسني سنة 1929. وبعد وصول الكتلة الوطنية إلى الحكم، عُين مُحافظاً على منطقة الجزيرة سنة 1938، ولكنه استقال من منصبه بعد بضعة أشهر احتجاجاً على سلخ منطقة لواء إسكندرون عن سورية. وفي سنة 1945، عينه الرئيس شكري القوتلي محافظاً على منطقة حوران، وبقي في هذا المنصب لغاية تحرير سورية وجلاء القوات الفرنسية عنها في 17 نيسان 1946.
وزيراً مفوضاً (1951-1958)
شهدت العلاقات السورية – السعودية نمواً كبيراً في عهد القوتلي، نظراً للصداقة الشخصية والقديمة التي كانت تجمع بينه وبين الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. وفي سنة 1947، عُيّن حيدر مردم بك وزيراً مفوضاً في الرياض ومبعوثاً شخصياً للرئيس القوتلي إلى بلاط الملك عبد العزيز، حيث كانت مهمته نقل الرسائل بين الزعيمين أثناء حرب فلسطين الأولى. ولكنه أقيل من منصبه بعد نجاح الانقلاب الأول في 29 آذار 1949، الذي أدى إلى سقوط حكم القوتلي واعتقاله. وبعد القضاء على حكم حسني الزعيم ومقتله في منتصف شهر آب من العام 1949، عاد حيدر مردم بك إلى وزارة الخارجية وسمّي وزيراً مفوضاً في روما أولاً ثم في بغداد يوم 11 حزيران 1951. قدم أوراق اعتماده إلى الملك فيصل الثاني وبقي في منصبه حتى قيام جمهورية الوحدة مع مصر في شباط 1958. عندها قرر ترك العمل الحكومي بشكل كامل والتفرغ لإدارة أملاك الأسرة.
الوفاة
توفي حيدر مردم بك في دمشق عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 1981.