أعلام وشخصياتدبلوماسيونسياسيون ورجال دولة

فريد زين الدين

دبلوماسي سوري

 

الدكتور زين الدين في الأمم المتحدة.
الدكتور زين الدين في الأمم المتحدة.

فريد بن محمد زين الدين (1909 – 17 كانون الثاني 1973)، دبلوماسي سورية من أصول لبنانية، كان عضواً في وفد سورية الدائم في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، ثم رئيساً للوفد خلفاً لفارس الخوري. عُين بعدها وزيراً مفوضاً في موسكو، ثم سفيراً في الولايات المتحدة، حيث شهدت مرحلته انهيار العلاقات الثنائية وسحب السفراء عام 1957.

البداية

ولِد فريد زين الدين في قرية عين قني التابعة لقضاء الشوف، وكان والده قاضياً معروفاً، اعتُقل في بداية الحرب العالمية الأولى لنشاطه المعارض للدولة العثمانية. دَرَس زين الدين في مدرسة بيروت الأمريكية (International College)، ثمّ في الجامعة الأميركية في بيروت، ونال شهادة الدكتوراه بالحقوق من جامعة السوربون وشهادة في الاقتصاد السياسي من جامعة برلين. بدأ حياته المهنية مُدرّساً في نابلس وبغداد، قبل الانضمام إلى الهيئة التدريسية في الجامعة الأميركية في بيروت (كلية الاقتصاد).

مع الكتلة الوطنية (1936-1939)

أثناء إقامته في برلين، أسس بالتعاون مع الأمير شكيب أرسلان “جمعية التحرير العربي” لمحاربة الانتداب الفرنسي في لبنان وسورية. تحولت الجمعية إلى عصبة العمل القومي التي أطلقت رسمياً في قرية قرنايل اللبنانية عام 1933، وكانت تُنادي بالعروبة أولاً، عكس الكتلة الوطنية التي كانت قد ظهرت في سورية قبل خمس سنوات، التي رفعت شعار “سورية أولاً.”

انهارت العصبة بسرعة بعد وفاة رئيسها عبد الرزاق الدندشي عام 1935، فانضم زين الدين إلى الكتلة الوطنية بعد وصولها إلى الحكم في كانون الأول 1936. عيّنه سعد الله الجابري مُديراً للقسم السياسي في وزارة الخارجية، لكنه استقال من منصبه احتجاجاً على سلخ منطقة لواء إسكندرون عن سورية عام 1939. التحق بمكتب فخري البارودي للدعاية والنشر في محلّة القنوات، مكلفاً بمتابعة تغطية الصحف العالمية للقضية الفلسطينية. وفي هذه المرحلة من حياته، عمل سكرتيراً لشكري القوتلي، وبعد انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية عام 1943، عُين زين الدين مديراً للتموين في سورية.

في الأمم المتحدة (19451946)

في نيسان 1945، عينه القوتلي عضواً في وفد سورية إلى مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو، برئاسة فارس الخوري. شارك في صياغة الفصليْن الأوليْن من ميثاق الأمم المتحدة، وبعد انتهاء المؤتمر، أشاد وزير الخارجية الأمريكي إدوارد ستيتتينيوس بدوره، وبعث برسالة شكر إلى الحكومة السورية.

في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة سنة 1945 (من اليمين): رئيس وزراء لبنان رياض الصلح، رئيس وزراء سورية فارس الخوري، الدكتور فريد زين الدين.
في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة سنة 1945 (من اليمين): رئيس وزراء لبنان رياض الصلح، رئيس وزراء سورية فارس الخوري، الدكتور فريد زين الدين.

في موسكو (19471951)

عاد زين الدين إلى دمشق بعد جلاء الفرنسيين في 17 نيسان 1946 وسُمّي أميناً عاماً لوزارة الخارجية، ثم وزيراً مفوضاً في موسكو. قدم أوراق اعتماده إلى الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، وعند وقوع الانقلاب الأول في 29 آذار 1949، بقي في منصبه على الرغم من علاقته المتينة بالرئيس القوتلي ورئيس الحكومة خالد العظم، من خلال زوجته هيفاء العظم.

السفير فريد زين الدين في واشنطن.
السفير فريد زين الدين في واشنطن.

في الولايات المتحدة (1952-1957)

استمر زين الدين في عمله لغاية عام 1951، متجاوزاً كل الانقلابات العسكرية التي مرت على سورية، وفي كانون الأول من العام نفسه، عينه أديب الشيشكلي مندوباً دائماً في الأمم المتحدة ثم سفيراً في الولايات المتحدة. شهدت هذه المرحلة تراجعاً كبيراً في العلاقات السورية – الأمريكية بسبب تقرب الحكومة السورية من مصر ورئيسها جمال عبد الناصر، المحسوب على المعسكر الشرقي في الحرب الباردة.  كما حصل تقارب مع الاتحاد السوفيتي، تمثل في سفر الرئيس شكري القوتلي إلى موسكو عام 1956 (بعد عودته إلى الرئاسة)، وصولاً إلى تبادل العلاقات الدبلوماسية مع الصين. بدأت إدارة الرئيس دوايت يزنهاور بالتحضير لانقلاب عسكري يطيح بالقوتلي، وعندما كشف أمره، طُرد السفير الأمريكي جيمس موس من دمشق، وردت الولايات المتحدة بطرد فريد زين الدين من واشنطن عام 1957.

موقفه من الانفصال

أيّد فريد زين الدين قيام الوحدة مع مصر في شباط 1958 وكان من أشد الداعمين للرئيس جمال عبد الناصر. عارض انقلاب الانفصال الذي أسقط الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961 وتزعّم التيار الوحدوي في سورية. عندما قام عبد الكريم النحلاوي بانقلابه على رئيس الجمهورية ناظم القدسي في 28 آذار 1962، طلب النحلاوي من زين الدين مفاوضة السياسيين المعتقلين في سجن المزة، واقترح على القدسي من خلاله العودة إلى الحكم مقابل تشكيل حكومة وطنية شاملة لا تستثني التيار الناصري. لكن وساطته لم تنجح، وتمرّد الجيش على النحلاوي في 1 نيسان 1962، ليعيد القدسي إلى الحكم، دون أي تنازلات.

الوفاة

بعد وصول حزب البعث إلى الحكم عام 1963، انتقل فريد زين الدين إلى لبنان، وفيه توفي  يوم 17 كانون الثاني 1973.

المناصب الرسمية

المنصب الفترة سبقه خلفه
وزير مفوض في الاتحاد السوفياتي 1951-1947 فائز الخوري فريد الخاني
مندوب دائم في الأمم المتحدة 1952-1951 فارس الخوري رفيق العشا
سفير سورية في الولايات المتحدة 1957-1952 فائز الخوري لا يوجد

 

 

 

 

المصدر
1. خطار بوسعيد. عصبة العمل القومي ودورها في لبنان وسورية (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2004)، 882. فيليب خوري. سورية والانتداب الفرنسي (باللغة الإنكليزية - جامعة برينستون 1987)، 4043. نفس المصدر، 4014. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 2915. الأمير عادل أرسلان. مُذكرات الأمير عادل أرسلان، الجزء الثاني (الدار التقدمية، بيروت 1983)، 10106. نفس المصدر، 7237. مطيع السمان. وطن وعسكر (مكتبة بيسان، بيروت 1995)، 1248. عبد الكريم زهر الدين. مذكراتي عن فترة الانفصال في سورية (بيروت 1968)، 191

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !