المتهم البريء أول فيلم سينمائي سوري أنتج عام 1928، أي بعد عام واحد من إنتاج أول فيلم طويل في مصر، وهو من إخراج رشيد جلال.
الصنف الفني: دراما، جريمة.
مدة العرض: 30 دقيقة.
العرض: أبيض وأسود.
قصة انتاج الفيلم
اجتمع بعضُ هواة السينما، وقرروا إنتاج فيلم روائي وهم :أيوب بدري وأحمد تللو ومحمد المرادي، فقاموا باستيراد آلة تصوير سينمائية ألمانية قياس 35 ملم من طراز “كينامو” عن طريق التاجر ناظم الشمعة. ولأنهم كانوا يجهلون كيفية التصوير رغم وجود تعليمات مكتوبة حول كيفية استخدام الكاميرا، أرشدهم ناظم الشمعة إلى رشيد جلال الذي كانت له محاولات في التصوير. واتفقوا معه أن يكون شريكاً رابعاً لهم في إنتاج الفيلم. فكان أيوب بدري ممولاً للفيلم ورشيد جلال مصوراً.
ما لبث أن وقع الخلاف بينهم لأنه اكتشف أنه لم يكن بينهم من يصلح للتمثيل، واقترح عليهم أسماء جدد من الممثلين والفنيين منهم إسماعيل أنزور، لكنهم رفضوا. وبعد جدل طويل جرى الاتفاق على أن يقوم رشيد بالتصوير وأيوب ببطولة الفيلم. وأطلق على الشركة المنتجة اسم “حرمون فيلم”
ذكر جلال أنه تم استخدام عاكسات بيضاء لتقوية الإضاءة، وتمت عمليات تحميض الفيلم السالب في ذات البيت وقام بلف الفيلم على أسطوانة خشبية صنعها صديق له يعمل بالنجارة، ولم تكن الأسطوانة تستوعب أكثر من 15 متر أي أن زمن عرضها يعادل نصف دقيقة. وذكر رشيد جلال أن طول الفيلم بلغ نحو 800 متر وتطلب إنجازه ثمانية أشهر أي نحو نصف ساعة عرض.
قصة الفيلم
اتفق الجميع على نقل قصة واقعية إلى الشاشة، القصة جرت أثناء الحكم الفيصلي، عن عصابة من اللصوص روعت ريف دمشق، وأضيفت بعض الأحداث المشوقة. حيث يتنافس صديقان يعملان في نفس المزرعة على قلب فتاة، لكنها تحب الأصغر سنًا، مما يولد الغيرة في قلب الحبيب الآخر، الذي يسعى إلى أن يفرق بين الحبيبين. يستغل صاحب المزرعة هذه المشاعر، فيقتل والد الفتاة، ويلقي بالتهمة على الشاب الأكبر سنًا، ويدفع بالشاب إلى الهرب من المزرعة، حتى يفلت من العقاب، ينجح الحبيب الأصغر في كشف الحقيقة، ويتم القبض على صاحب المزرعة.
أماكن التصوير
صورت المشاهد الخارجية أمام كهوف جبل قاسيون، أما المشاهد الداخلية فقد صورت في بيت رشيد جلال الكائن في المهاجرين جادات، وهو منزل عربي الطراز ويوجد فيه غرف واسعة تحولت إلى استديو للتصوير.
ردود الأفعال على الفيلم
كانت الصدمة التي تلقاها الفيلم السوري الأول قوية، وسببت إحباطاً لأصحاب الفيلم ولمن يفكر بالإنتاج السينمائي، فقد منعت السلطات الفرنسية الفيلم بحجة وجود فتاة مسلمة فيه، وبررت الرقابة الفرنسية موقفها بأن رجال الدين اعترضوا على وجودها، وطلبوا استبدالها بفتاة محترفة للعمل الفني، مع أن أهل الفتاة كانوا موافقين على اشتراك ابنتهم وكانت في الخامسة والعشرين.
لم يفلح صناعُ الفيلم بإقناع الرقابة بالقبول كما حاولوا التوسط لدى بعض المديرين، لكن الرقابة بقيت على موقفها. ولم يجد الشركاء بدأ من إعادة تصوير مشاهد الفتاة، وتم استبدالها براقصة ألمانية تعمل في ملهى الأولمبيا تدعى “لوفاتينا”. وعرض في عام 1928 في صالة “الكوزموغراف” التي كانت تقع خلف الفندق الكبير المسمى الآن فندق عمر الخيام، ووضعت إعلانات وصور كثيرة على الجدران في دمشق، ونجح في جذب الجمهور، وبلغ الأمر الاستعانة بالشرطة لمنع الازدحام. وعرض الفيلم في كل المدن السورية وبيروت وطرابلس.
طاقم العمل
تمثيل
- رشيد جلال
- أيوب البدري
- أحمد تللو
- محمد المراوي
- وديع بشير
- لوفانتيا
تأليف وإخراج