ملاتيوس الثاني الدوماني
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس (1899-1906)
ملاتيوس الثاني الدوماني (8 تشرين الثاني1837 – 25 كانون الثاني 1906)، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأول بطريرك عربي يعتلي سدة الكرسي الأنطاكي منذ عام 1724. تسلّم مهامه سنة 1899 وبقي في منصبه لغاية وفاته عام 1906. واهتم بتعزيز العِلم والآداب وعُرف عنه تأسيسه مدرسة دير سيدة البلمند البطريركي مطلع القرن العشرين.
البداية
ولد ميخائيل موسى الدوماني في دمشق ودرس في المدرسة البطريركية من ثم المدرسة الإكليريكية البطريركية في التي كانت تحت إشراف الكاهن يوسف مهنا (يوسف الدمشقي). سيّم ميخائيل الدوماني كاهناً في 22 أيار 1860 متخذاً اسم “ملاتيوس” وبعدها أصبح أسقف مدينة اللاذقية في 19 تشرين الثاني 1865. أسس الدوماني مدرسةً للذكور في المدينة عام 1867، وحاز سنة 1869على الوسام المجيدي من الدرجة الرابعة من السلطان السلطان عبد العزيز وعلى وسام المخلص الذهبي من جورج الأول ملك اليونان.
وفي مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر، احتج الدوماني لدى الحكومة العثمانية على المضايقات التي تجري من قبل السلطات المحلية بحق مسيحيي اللاذقية، ما دفع بالبطريرك الأنطاكية إيروثيوس إلى عزله مع مطران طرابلس في 18 شباط 1873. إلا أن الأزمة لم تستمر طويلاً، وعاد من بعدها الدوماني مطراناً على طرابلس.
تعريب الكرسي الأنطاكي
في عام 1724 انشقت طائفة الروم الأرثوذكس في سورية العثمانية وظهرت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك بقيادة كيرلس طاناس. وخوفاً من توسع الانشقاق وخسارة الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية لمزيد من رعاياها نتيجة الجهل المستشري بين أبنائها وتدخلات القوى الأجنبية وخاصة فرنسا والتي كانت تحمي وتدعم الكنائس الكاثوليكية في الشرق.
طالب الشعب والإكليروس (رجال الدين) البطريركية المسكونية في القسطنطينية (إسطنبول) بتعيين بطريرك يوناني على سدة الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي، وتحقق ذلك بتعيين سيلفستروس القبرصي بطريركاً لأنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عام 1724.
مع نهاية القرن التاسع عشر، عاد الشعب الأنطاكي (وخاصة ما سُمي بالفريق الوطني) للمطالبة بتولي بطريرك عربي سدة الكرسي الأنطاكي، وزاد من حدة هذه المطالب فظاظة البطريرك اليوناني اسبيريدون (الذي تولّى السدة البطريركية عام 1891) وسوء معامتله للرعية والإكليروس العرب. وفي حزيران 1897 حمل ناظم باشا والي سورية شكاوى الشعب الأنطاكي إلى السلطان عبد الحميد الثاني والذي وجه باجتماع المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي لإيجاد حل للمشكلة.
تدخل بطاركة القسطنطينية وأورشليم (القدس) والإسكندرية (وكلهم يونان) إضافة إلى الهيئات الثقافية والرعايا اليونان في سورية لصالح إسبيريدون الأول، بينما أُشيع عن تدخل روسي لصالح الفريق الوطني وبعد صد ورد ومداولات عديدة نال الوطنيون مطلبهم وقدم إسبيريدون استقالته في شهر كانون الثاني عام 1898.
وفي منتصف عام 1899 انتخب المجمع الأنطاكي المقدس ملاتيوس بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس تحت اسم “ملاتيوس الثاني.” وفي 23 تشرين الأول 1899 أصدر السلطان عبد الحميد الثاني مرسوماً بقبول نتائج الانتخاب وتصديق تولي ملاتيوس السدة البطريركية.
ملاتيوس بطريركاً
عقب انتخابه، قام ملاتيوس الثاني بعقد مجمع لمطارنة أنطاكية للروم الأرثوذكس الذين قاموا بإقرار عدة بنود إصلاحية، ومنها تأسيس مدرسة في دير سيدة البلمند البطريركي عام 1900. وكان للدوماني فضل في تعزيز الآداب فأنشأ مكتبة ضمت 4000 كتاب واعتنى بمطبعة الدار البطريركية في دمشق وأسس الجمعيات الخيرية.
الوفاة
توفي ملاتيوس الثاني في إثر سكتة دماغية حادة أصابته في دمشق يوم 25 كانون الثاني 1906.
المناصب
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس (23 تشرين الأول 1899-25 كانون الثاني 1906)
- سبقه في المنصب: إسبيريدون الأول
- خلفه في المنصب: غريغوريوس الرابع حداد