فنانون

نبيل خزام

فنان كوميدي سوري

نبيل خزام (1947 – 7 حزيران 1983) ممثل سوري من حمص، وصاحب مسيرة فنية قصيرة ولكن غنية، حقق شهرة عربية من خلال مشاركته في مسرحية كاسك يا وطن مع الفنان دريد لحام سنة 1979، وفي الجزء الأول من مسلسل مرايا مع الفنان ياسر العظمة سنة 1982.

البداية

ولد نبيل خزام في حمص لأسرة مسيحية متوسطة الحال مؤلفة من الوالدين وسبعة ذكور وفتاة واحدة. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الغسانية الأرثوذكسية في حيّ بستان الديوان، ثم انتقل إلى مدرسة عبد الحميد الزهراوي ونال منها شهادة الثانوية العامة. كان لدى أسرته رغبة في أن يكمل دراسته في إسبانيا لكنه لم يوافق لشعوره بتكاليف الدراسة المرهقة مادياً، إضافة إلى حبه للفن ما اضطره لترك الدراسة بعد الحصول على الشهادة الثانوية.

ظهرت ميوله الفنية في وقت مبكر، فجسد أدواراً عدة مع مسرح الكشّاف للهواة في كنيسة أم الزنّار بحمص، بالاشتراك مع ممثل هاو أيضاً يُدعى ماهر لطفي. أحدثت مسرحياتهما ضجة كبيرة وجذبت جمهور حمص بكافة شرائحه.

الاحتراف

التحق بنادي دار الألحان ومن خلاله قدّم سنة 1969 أولى مسرحياته المحترفة بعنوان “تويست” وهي عبارة عن اسكتشات كوميدية منفصلة. تعلّم التمثيل على يد كبار المسرحيين في حمص، من أمثال ماهر عيون السود ومحمود طليمات، وكانت لديه ميول غنائية وموسيقية، فتلقى على يد الفنان عبد الحميد الطرابلسي أصول الغناء والعزف والموسيقا وأداء الموشحات التراثية. انتسب إلى نقابة الفنانين في حمص عام 1969، وأثناء أداء خدمة العلم عمل في برامج الإدارة السياسية الإذاعية والمسرح العسكري، وبعدها تابع نشاطه الفني في دمشق.

مسرح الشوك

في دمشق انتسب نبيل خزام إلى فرقة المسرح القومي وكانت بداية شهرته من خلال أعمال سعد الله ونوس، حيث لعب أدوار رئيسية في مسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران مع المخرج علاء الدين كوكش سنة 1970 ومسرحية رأس المملوك جابر مع المخرج فواز الساجر سنة 1972. شاهده دريد لحام على المسرح وأعجب بموهبته، فدعاه لتقديم دور صغير في مسرحية جيرك ضمن فعاليات “مسرح الشوك” التي كان يقدمها الفنان عمر حجو أثناء مهرجان دمشق المسرحي. عُرفت مسرحية جيرك لاحقاً باسم مسرح الشوك، وفيها ظهر نبيل خزام بدور معلّق يجلس على طرف خشبة المسرح، بجملته الشهيرة: “أوعى الزّيت … أوعى الدهان.”

التلفزيون السوري

في بداية السبعينات انضم نبيل خزام إلى التلفزيون العربي السوري وقدم عدداً من البرامج التلفزيونية الناجحة من سهرات منوعة ومنولوجات غنائية مع الفنانة صباح الجزائري، ومقالب طريفة مع الفنانة فاديا خطاب. ثم جاء برنامج “تلفزيون الساعة” بالاشتراك مع صباح الجزائري أيضاً، وبرنامج “النحلة والدبور” وبرنامج “أبجد هوز” كما شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية، مثل مسلسل خيمة حماد الذي أخرجه دريد لحام، ومسلسل وين الغلط سنة 1981، وهو أول مسلسل سوري يصور بالألوان.

عمل بعدها مع الفنان ياسر العظمة في الجزء الأول من مسلسل مرايا سنة 1982، وقدم للأطفال مسلسلاً ناجحاً بعنوان “كل شبر بندر” للمخرجة شيرين ميرزا. أما على صعيد السينما فلم يكن لنبيل خزام سوى الاتجاه المعاكس بالاشتراك مع صباح الجزائري ومنى واصف عام 1975، وفيلم زواج على الطريقة المحلية بالاشتراك مع رفيق سبيعي والمغني اللبناني وليد توفيق عام 1978.

كاسك يا وطن

ولعل أشهر أدوار نبيل خزام كان في مسرحية كاسك يا وطن مع دريد لحام، التي كان عرضها الأول في مهرجان قرطاج المسرحي سنة 1979. لاقت المسرحية شهرة عربية واسعة وقُدمت على مسارح الكويت وليبيا والأردن وأبو ظبي حيث تم تصويرها لصالح التلفزيون. بقيت المسرحية تُعرض لغاية مطلع الثمانينات، وكان عرضها الأخير في بيروت سنة 1982 ولكن نبيل خزام تغيّب عن بعض العروض بسبب المرض، وناب عنه الفنان محمد الشيخ نجيب.

مرضه ووفاته

في أواخر العام 1981 شخّص الأطباء إصابة نبيل خزام بسرطان الدم وقالوا أن حياته لن تطول أكثر من ثمانية أشهر. وفي هذه المرحلة الحرجة من مسيرته لم ينقطع عن التمثيل، واشترك في أعمال عدة رغم التحذيرات التي وجهها له الأطباء بعدم الإرهاق. ومع اشتداد المرض سافر إلى لندن للعلاج، وتكفل الرئيس حافظ الأسد حينها بتكاليف علاجه وإقامته في المشفى الملكي البريطاني، ولكنه توفي عن عمر ناهز 36 عاماً في 7 حزيران 1983. تعته إذاعات دمشق، ولندن، ومونت كارلو وخرجت له جنازة شعبية كبيرة في مسقط رأسه في حمص، حضرها عدد كبير من الفنانين السوريين.

أعماله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !