عبد الرزاق الدندشي (1905 – 1 آب 1935)، سياسي سوري من مدينة تلكلخ، كان أحد مؤسسي عصبة العمل القومي، وانتُخب أميناً عاماً لها من عام 1932 وحتى وفاته. ألهم جيلاً من السياسيين الشباب ونادى بالعروبة أولاً، كما تحدى الكتلة الوطنية التي كانت في صدارة المشهد السياسي السوري أيام الانتداب الفرنسي.
البداية
ولد عبد الرزاق الدندشي في تلكلخ وهو سليل عائلة سياسي كبيرة قادت ثورة مسلّحة ضد الانتداب الفرنسي عام 1920. دَرَس في مدارس حمص الحكومية، حيث تعلّم الخطابة من الشيخ عبد الرحمن البيروتي، ثم أكمل دراسته في جامعة بروكسل، ونال منها شهادة دكتوراه في الحقوق. انضم إلى التنظيمات الطلابية المناهضة للانتداب الفرنسي في سورية ولبنان، والانتداب البريطاني في فلسطين والعراق. وبالتعاون مع زميله الطالب فريد زين الدين، أنشأ عصبة العمل القومي عام 1932.
عصبة العمل القومي
دعا الدندشي إلى مؤتمر تأسيس عصبة العمل القومي في آب 1922، الذي عُقد في قرية قرنايل اللبنانية. وضع الأُسس الفكرية للعصبة، التي دعت إلى تحرير الوطن العربي من الهيمنة الأوروبية، بدلاً من التركيز على استقلال سورية فقط. حضر مؤتمر التأسيس نخبة من المثقفين السوريين، مثل الدكتور قسطنطين زريق (أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت) والدكتور أحمد منيف العائدي (أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية)، والمفكر القومي زكي الأرسوزي، مؤسس عقيدة البعث قبل تحويلها إلى حزب سياسي.
اصطدم الدندشي ورفاقه برجالات الكتلة الوطنية وعانى من قلّة الموارد المادية، وعدم حصول العصبة على أي دعم سياسي من الحكّام العرب، باستثناء الملك فيصل الأول الذي توفي في أيلول 1933، بعد أشهر من إطلاق العصبة. وعلى الرغم من كل هذه التحديات، تمكنت عصبة العمل القومي من اختراق بعض شرائح المجتمع السوري، وتحديداً أبناء الطبقة الوسطى في دمشق، بفضل شخصية عبد الرزاق الدندشي القيادية. في مذكراته، يصفه أكرم الحوراني بالقول: “كان شاباً مثقفاً وخطيباً مفوهاً، وكان متقدماً بثقافته ووعيه، على رجال الرعيل الأول. كانت نظرتنا له نحن الطلاب والشباب نظرة إعجاب وتقدير وكنّا نعقد آمالاً كباراً على حركته.”
الوفاة
توفي الدكتور عبد الرزاق الدندشي في 1 آب 1935 عن عمر ناهز ثلاثين عاماً، عندما اصطدم رأسه بعمود الكهرباء وهو يحاول قذف سيجارته من نافذة الترامواي عند مرور الحافلة بحيّ الصالحية. قبل وفاته بفترة قصيرة، كان يعمل على تأسيس شركة زراعية مساهمة لاستصلاح الأراضي الفلسطينية التي تعود ملكيتها إلى شركات أو أفراد سوريين.