بشير بن حسن العظمة (1911 – 5 نيسان 1962)، طبيب وسياسي من دمشق، كان رئيساً للحكومة السورية في عهد الانفصال من 16 نيسان ولغاية 17 أيلول عام 1962 ثم نائباً للرئيس خالد العظم في حكومته الخامسة والأخيرة.
البداية
ولَد بشير العظمة في حي القيمرية وهو سليل أسرة سياسية عريقة أنجبت وزير الحربية يوسف العظمة الذي استشهد في مواجهة الجيش الفرنسي في معركة ميسلون سنة 1920. دَرس في مدرسة الملك الظاهر في باب البريد وفي مكتب عنبر، قبل التحاقه بكلية الطب في جامعة دمشق وتخرجه سنة 1934. سافر بعدها إلى فرنسا وتخصص بالأمراض الصدرية ثم عاد إلى سورية وعَمل مُدرساً في جامعة دمشق حتى قيام الوحدة مع مصر سنة 1958.
وزيراً للصحة سنة 1958
عُيّن بشير العظمة وزيراً مركزياً للصحة في الجمهورية العربية المتحدة، ولكنه استقال من منصبه في آب 1960، اعتراضاً على تفرد الرئيس جمال عبد الناصر بالقرارات وهيمنته على السلطة التنفيذية. وفي مذكراته يعترف العظمة أنه كان متحمساً للوحدة في بداياتها وأنه شارك في “تزوير الاستفتاء” على الدستور وعلى رئاسة جمال عبد الناصر. ويضيف أنه حاول الاعتذار عن وزارة الصحة قائلاً للرئيس: “أنا بعيد جداً عن أجواء وممارسات الدواوين والإدارة وأخشى الفشل…قضيت شهوراً عدة بل سنتين تقريباً من دون عمل ولا مسؤولية.”
رئيساً للحكومة سنة 1962
بعد انهيار جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961 شارك بشير العظمة بإصدار بيان إدانة بحق عبد الناصر، يوم 2 تشرين الأول 1961 وبارك الانقلاب العسكري الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة. وفي 28 آذار 1962، وقع انقلاب ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي، قاده عبد الكريم النحلاوي اعتراضاً على سياسات الرئيس المناهضة له. اعتُقل القدسي ورئيس حكومته معروف الدواليبي ولكن قيادة الجيش تمردت على قائد الانقلابالنحلاوي وأمرت بإطلاق سراحهم في 1 نيسان 1962. استقال الدواليبي من منصبه وكلف بشير العظمة برئاسة الحكومة، لكونه مستقلّاً وغير محسوب على أي من الأحزاب السياسية، وأكثر قبولاً من الجيش.
حاول العظمة الاعتذار، وقال للرئيس القدسي: “ليست لدي إمكانات ولا مؤهلات ولا رغبة في تحمل مسؤوليات في الظروف الشاذة القائمة. لم أمتهن السياسة ولا أعرف السياسيين.” ولكنه تراجع وشكل حكومته الأولى والأخيرة في 16 نيسان 1962، لتكون جاهزة لحضور الاستعراض العسكري الذي أقيم في شارع الرئيس شكري القوتلي بمناسبة عيد الجلاء. معظم الوزراء كانوا من المستقلين، غير المحسوبين على أي تيار سياسي، باستثناء رشاد برمدا من حزب الشعب، الذي سُمّي نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للمعارف، وعبد الله عبد الدائم من حزب البعث، الذي عُيّن وزيراً للإعلام. وجاء باللواء عبد الكريم زهر الدين من رئاسة الأركان وعينه وزيراً للدفاع، أملاً أن يُرضي ذلك بقية ضباط الجيش، وعيّن الأديب عبد السلام العجيلي وزيراً للثقافة والإرشاد القومي.
حاول الدكتور العظمة تقريب وجهات النظر مع مصر ووعد باستعادة الوحدة ضمن شروط جديدة يُتّفق عليها بالتشاور بين دمشق والقاهرة. وسمح للصحف والمجلّات المصرية بأن تدخل إلى سورية وأرسل وزير الخارجية عدنان الأزهري إلى مصر للتفاوض مع الرئيس عبد الناصر. وعند فشل مساعيه قدم العظمة شكوى رسمية ضد جمهورية مصر أمام جامعة الدول العربية، مُتهماً عبد الناصر بالتدخل في شؤون سورية الداخلية.
وجهت انتقادات كثيرة لحكومة العظمة، بأنها غير دستورية لأنها جاءت في ظلّ انقلاب عسكري وحكمت البلاد من دون دستور أو مجلس نيابي. وقد دعا رئيس الحكومة الأسبق خالد العظم أعضاء المجلس النيابي المُنحل إلى اجتماع في داره وطالب بعودة الحكم الدستوري وتفعيل السلطة التشريعية المعطلة بموجب انقلاب آذار 1962. على أثر ذلك، قدم بشير العظمة استقالة حكومته في منتصف شهر أيلول من العام 1962، ولكنه عاد إلى الحكم في تشرين الأول 1962، نائباً لرئيس الحكومة خالد العظم.
نشاطات أخرى
شارك بشير العظمة في تأسيس جمعية مكافحة السل السورية عام 1954 وانتُخب نقيباً للأطباء سنة 1961. أسس المجلّة الطبية العربية وكان رئيس تحريرها حتى عام 1976، وفي سنوات التقاعد وضع مُذكّرات بعنوان جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، صدرت في لندن سنة 1991.
الوفاة
توفي بشير العظمة بدمشق عن عمر ناهز 82 سنة يوم 5 نيسان 1992.
المناصب
وزيراً للصحة (7 تشرين الأول 1958 – 16 آب 1961)
- سبقه في المنصب: أسعد هارون
- خلفه في المنصب: الدكتور شوكت القنواتي
نقيب أطباء دمشق (1960-1962)
- سبقه في المنصب: الدكتور منير شورى
- خلفه في المنصب: الدكتور عبد الغني عرفة
رئيس الحكومة السورية (16 نيسان – 17 أيلول 1962)
- سبقه في المنصب: الدكتور معروف الدواليبي
- خلفه في المنصب: خالد العظم
نائب رئيس الحكومة السورية (1962)
- سبقه في المنصب: رشاد برمدا
- خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
َ