أدباء وكتابأعلام وشخصياتأعيان

عبد العزيز العظمة

مؤرخ سوري

عبد العزيز العظمة
عبد العزيز العظمة

 

عبد العزيز بن إبراهيم العظمة (1856-1943)، مؤرخ سوري من دمشق وصاحب كتاب مرآة الشام: تاريخ دمشق وأهلها الصادر بعد وفاته في لندن سنة 1987. كان رئيساً لجريدة سورية الرسمية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ثم متصرفاً في فلسطين والعراق وطرابلس الشّام قُبيل الحرب العالمية الأولى. وهو شقيق وزير الحربية يوسف العظمة ووالد أول وزير دفاع في عهد الاستقلال نبيه العظمة وشقيقه السياسي والوزير عادل العظمة.

البداية

ولِد عبد العزيز العظمة في حيّ الشاغور الدمشقي ودَرس في كتّاب الشّيخ يوسف الداراني الشيخ عبد اللطيف الصوفي ثم المدرسة الرشدية في قبة الملك الظاهر. عُيّن موظفاً في الدولة العثمانية ووصل إلى منصب رئيس دائرة أركان الحرب سنة 1892. كُلف برئاسة تحرير جريدة سورية الرسمية طيلة خمسة عشرة سنة قبل تعيينه مديراً للشعبة الأولى في إدارة الجيش العثماني السابع في اليمن. في أثناء إقامته باليمن دوّن الكثير من الملاحظات والمشاهدات، جمعت في كتاب صدر باللغة الإنجليزية بعد وفاته، ولا يزال المخطوط الأصلي محفوظاً في دار الكتاب في صنعاء.

متصرف في العراق وفلسطين

وبعد التجربة اليمنية، عُيّن العظمة متصرفاً على لواء العمارة في العراق، ثم على نابلس وأخيراً على طرابلس الشّام، قبل إحالته على المعاش سنة 1908. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، ترأس جمعية أهلية بدمشق تعنى بشؤون المستشفيات وجرحى الحرب واستطاع أن يجمع تبرعات ضخمة لعملها من أمير الحج عبد الرحمن باشا اليوسف وصديقه عوني القضماني النائب في مجلس المبعوثان.

موقفه من الثورة العربية الكبرى

لم يكن عبد العزيز العظمة مؤيداً للثورة العربية الكبرى التي انطلقت ضد الدولة العثمانية سنة 1916، ولا معجباً بقائدها العام الشريف حسين بن عليّ، أمير مكة المكرمة. ظلّ متمسكاً بالعروة الإسلامية الممثلة بالسلطنة العثمانية ورفض دعم الشريف حسين على الرغم من انخراط أولاده نبيه وعادل العظمة في صفوف الثورة.

معارضته للملك فيصل الأول

وعند تحرير دمشق من الحكم العثماني سنة 1918 رفض مبايعة الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية، على الرغم من وجود شقيقه يوسف العظمة في صدارة الحكومة العربية الوليدة، رئيساً لأركان الجيش الفيصلي ثم وزيراً للحربية في حكومة الرئيس هاشم الأتاسي سنة 1920. كما عُيّن نجله نبيه العظمة مديراً للقصر الملكي في عهد الملك فيصل ثم قائداً لشرطة حلب. وزاد من نقمة عبد العزيز العظمة على الحكم الفيصلي سوء التخطيط الذي أدى إلى هزيمة الجيش في معركة ميسلون واستشهاد شقيقه يوسف العظمة في 24 تموز 1920. وعند فرض الانتداب الفرنسي على سورية صدر قرار إعدام بحق أولاده نبيه وعادل وذلك لقربهم من الملك فيصل، فهربوا خارج البلاد. عاش عبد العزيز العظمة بعيداً عن أبنائه حتى سنة 1936، عندما صدر عفو عنهما بعد انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية وعُيّن نبيه العظمة محافظاً على لواء إسكندرون.

كتاب مرآة الشام

بدأ عبد العزيز العظمة بوضع كتابه الشهير عن دمشق وهو في منتصف العقد السابع من العمر، وكان مؤلفاً من ثلاثة أجزاء. جاء الأول عن تاريخ دمشق وموقعها الجغرافي وعاداتها ومناخها واقتصادها، وهو الذي نُشر لاحقاً بعنوان مرآة الشام. أما الأجزاء الأخرى، فكانت عن تاريخ بلاد الشّام منذ الفتح الإسلامي وصولاً إلى العهد العثماني، ولم يخفِ فيها العظمة إعجابه بالعثمانيين وحزنه الشديد على زوال حكمهم في سورية.

حفظ القسم الثاني والثالث من المخطوط في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وتحول الجزء الأول إلى كتاب مرآة الشّام المعروف الذي حققه الباحث السوري الدكتور الدكتور عزيز العظمة بالتعاون مع الدبلوماسي والمؤرخ العراقي نجدت فتحي صفوت. ولكنه لم ينشر إلا سنة 1987، أي بعد وفاة مؤلفه بسنوات طويلة.  وكان العظمة قبل وفاته قد نهى أولاده عن حذف أو تعديل أي فقرة من الكتاب ولو خالفت عقيدتهم السّياسية وشذّت عن مذهبهم القومي العربي، وتحديداً فيما يتعلق بانتقاده للثورة العربية الكبرى.

الوفاة

توفي عبد العزيز العظمة بدمشق عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 1943.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !